أرمينيا تستدعي “الصليب” في صراعها مع أذربيجان.. وذباب السعودية والإمارات ضد “باكو” نكاية فى تركيا

- ‎فيعربي ودولي

غرد العديد من الذباب الإلكتروني المحسوب على السعودية والإمارات ضد "باكو" العاصمة الأذرية فقط لاتفاق تركيا مع أذربيجان ووقوفها ضد الأطماع الأرمينية في الإقليم المتنازع عليه منذ أوائل القرن التاسع عشر، ورفعت هذه الحسابات شعار "قلوبنا مع أرمينيا" على رغم الإعلان الرسمي من قبل الأخيرة على لسان رئيسها أنها "حرب مقدسة"، ونشر الحساب الرسمي للدولة صورة رجل دين مسيحي يمسك كلاشينكوف بيد ويرفع الصليب باليد الأخرى.
ونصحهم الصحفي الأردني ياسر أبوهلالة رئيس شبكة الجزيرة الإخبارية السابق على حسابه على "تويتر" أن "الذباب الإلكتروني في موقف محرج، فهو إما ان يصطف مع إيران الشيعية الداعمة لأرمينيا المسيحية، أو ينضم لتركيا السنية الداعمة لأذربيجان الشيعية. لا تكن ذبابة. الحروب على مصالح لدول وليست نصرة لمذهب. الطائفي غبي بالضرورة".

صراع على الأرض
وعلى قدر الانتصارات العسكرية يسير صراع سياسي بعد أن تدخل السلاح التركي "البيرقدار" لصالح أذربيجان فغير المعادلة، حيث دمرت القوات المسلحة الأذربيجانية أكثر من 10 أنظمة دفاع جوي للجيش الأرميني في منطقة قرة باغ، وحوالي 20 مركبة (عربات) مصفحة، بما في ذلك الدبابات.
وقصفت صباح اليوم القوات الأذرية التركية 400 موقع لأرمينيا بمدفعيات ثقيلة وطائرات مسيرة حربية، ودمرت 10 بطاريات دفاع جوية (روسية) تابعة للجيش الأرميني في إقليم "قرة باغ".
مما دعا أرمينيا إلى التهديد باستخدام صواريخ اسكندر الروسية حال دعمت تركيا أربيجان بطائرات إف 16.
ولكن الرد التركي جاء سريعا حيث أكدت أنقرة أنها ستدعم أذربيجان بكل مواردها، ووصف الرئيس رجب طيب أردوغان أرمينيا بأنها قوة احتلال وطالبها بالانسحاب الفوري من إقليم "ناجورنو قرة باغ".
وأعلن   أردوغان زيارة قريبة إلى أذربيجان. وأدانت تركيا الهجوم الأرميني على أراضي أذربيجان.

وبحسب المواقع الموالية لأرمينيا فإن أرمينيا تعي جيداً أن قوتها لا تكفي لخوض حرب مع أذربيجان وأنها خطوة خاطئة ستجعلها تخسر الأراضي التي احتلتها في أذربيجان منذ العام 1993 وتبلغ نسبتها 20%، وهي فرصة بالكاد تغتنمها أذربيجان لاسترجاع أراضيها المحتلة.
والصراع الذي بدأ منذ العام 1905م وتجدد اليوم كشف دعم إيران الشيعية لأرمينيا ذات الغالبية المسيحية؛ بالأسلحة والمرتزقة السوريين المواليين لها، ضد أذربيجان والذين ينقسمون ٤٠٪ سنة و٦٠٪ شيعة.
ونشرت صحيفة يني شفق التركية فيديو يظهر إرسال إيران دبابات لدعم أرمينيا المحتلة، وأظهر مقطع فيديو إرسال إيران شاحنات تحمل دبابات في طريقها إلى أرمينيا التي تقوم باحتلال أراضي أذربيجانية، في خطوة تصعيدية من قبل إيران نحو مزيد من التوتر.

البداية المتجددة
وقصفت القوات الأرمينية وحدات عسكرية داخل الأراضي أذربيجان معلنة حربا متجددة حول إقليم ناجورنو قرة باغ المسلم، المتنازع عليه، ثم تبرأت من مقطع فيديو يظهر أنها البادئة. ودعا رئيس وزراء أرمينيا يدعو إلى الدفاع عن "الأراضي المقدسة"!

وعلى أثر الهجوم الأرميني، أطلق الجيش الأذري عملية عسكرية واسعة، وقصف مناطق من أرمينيا ودمّر 12 منظومة دفاع جوية OSA تابعة لأرمينيا بواسطة طائرات بيرقدار المسيرة التركية. وكشف الجيش الأذري أن قواته دخلت ست قرى كانت خاضعة لسيطرة الأرمينيين في منطقة ناجورنو قره باغ.

ومن جانبه تعهد رئيس أذربيجان إلهام علييف، بتحقيق النصر على القوات الأرمينية وذلك بعد ساعات من الاشتباكات بين قوات البلدين. ودعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مواطنيه إلى" الدفاع عن أرضنا المقدّسة" وذلك عقب إعلان حكومته الأحكام العرفية والتعبئة العامة. وتبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات حول المسؤولية عن بدء المواجهات التي أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين.
اندلعت اشتباكات بين قوات من أرمينية واخرى من اذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين البلدين. واسفرت الاشتباكات عن تحطم مروحية تابعة لجيش أذربيجان على الأقل وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وقال رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، إن أذربيجان شنت قصفا جويا ومدفعيا، إلا أن أذربيجان تقول انها تقوم بالرد على قصف من قبل الانفصاليين الأرمن في الإقليم تسبب في مقتل وإصابة مدنيين.

روسيا وإيران
ودعت الحكومة الروسية إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان بعد الاشتباكات التي اندلعت بين قوات البلدين في إقليم قره باغ المتنازع عليه. وبالمقابل أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني استيائه من إرسال تركيا قوات لمساعدة أذربيجان المسلمة ضد الأرمن الصليبيين ويقول مستعدون لإرسال قوات لإسناد أرمينيا!
وكانتا أرمينيا وأذربيجان من ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وانخرط البلدان في نزاع حول إقليم ناغورنو قره باغ الذي يعترف المجتمع الدولي كجزء من أذربيجان بينما تسيطر عليه عرقية أرمينية.

الحابل بالنابل
ورأى الإعلامي محمد حمدان أن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان اختلط فيه الحابل بالنابل فاذربيجان دولة علمانية أغلبية سكانها من الشيعة، أما أرمينيا فهي دولة مسيحية علمانية روسيا تمد الدولتين بالسلاح وهي أكبر مستفيد من الصراع وهي حريصة على الإبقاء على حالة التوازن.
وأضاف أن الكيان الصهيوني حليف لأذربيجان وتمدها بالأسلحة وتشتري منها البترول وهناك أحاديث عن وجود قواعد تجسس على إيران في أذربيجان، أما إيران فهي عدو تاريخي لأذربيجان وحالة العداء تعمقت في السنوات الأخيرة وهي تدعم أرمينيا.

وأوضح من جانب آخر أن "أوروبا فقلبها مع أرمينيا وتحتاج إلى الغاز الأذري الذي يمر عبر روسيا وتركيا، في حين أن تركيا علاقاتها تطورت مع أذربيجان التي أغلبية سكانها من أصول تركية وتستورد منها الغاز والبترول وهي جار لتركيا.
ولذلك خرج بأن كل الأطراف كانت حريصة على الإبقاء على حالة التوازن بين الطرفين، ما جعل أرمينيا تحاول تثبيت أمر واقع في الأشهر الأخير والتنصل من مفاوضات السلام الجارية منذ سنوات طويلة، ما دفع أذربيجان لإعلان الحرب لإعادة الأمور إلى نصابها ويبدو أن الدعم التركي أسهم في الإخلال بموازين القوى وسيضر بمصالح روسيا وإيران.

وقال على هاشم الخبير في الشرق الأوسط وموقع "المونيتور" الأمريكي إن الصراع في ناجورنو قرة باغ في امتداده الإقليمي يعيد صياغة محفزات التدخل للأطراف الكبرى في النزاعات، تركية "السنية" تدعم أذربيجان "الشيعية" وإيران "الشيعة" في خندق أرمينيا "المسيحية". ورأى على "تويتر" أن "الصراعات قد تأخذ في طورها التعبوي أشكالا طائفية لكنها جوهرها يدور حول مصالح الدول لا شكل صلواتها".