“فاينانشيال تايمز”: ولي العهد السعودي يعرض العلاقات مع الحلفاء الغربيين للخطر

- ‎فيعربي ودولي

نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" مقالا لـ Malcolm Rifkind هو وزير دفاع و خارجية سابق في المملكة المتحدة، انتقد خلاله سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤكدا أنه يعرض الحفاء الغربيين للخطر.

وحسب المقال الذي ترجمته "الحرية والعدالة"، فإن هناك موجة جديدة من الإصلاح في الشرق الأوسط، أن قرار الإمارات العربية المتحدة البالغ الأهمية بإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني يحمل معها العديد من الأسئلة حول مستقبل الفلسطينيين، لكنه يؤكد الاستعداد في أبوظبي لتحديث وضخ تفكير جديد في السياسة في المنطقة.

وفي جارتها الأكبر المملكة العربية السعودية، نرى بلدا يتحول كانت الرياض ذات يوم مكانًا هادئًا وخاصًا وأكثر نشاطا، قبل أن يغلق بسبب كورونا، وقد مُنحت المرأة حريات جديدة وهي تؤدي تدريجيا دورا أكبر في المجتمع، كما أن العديد من الشباب السعودي متحمسون الآن لمستقبل بلادهم بالنسبة لأولئك الذين قضوا بعض الوقت في المملكة العربية السعودية في العقود الأخيرة، هذه هي المشاهد التي لم نشهدها في الماضي، وهي نتائج عملية الإصلاح.

على الرغم من هذا التقدم، لا يزال اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018 يصدم العالم حتى أصدقاء المملكة اندهشوا من وحشية هذه الجريمة التي لا معنى لها وقد تحدث ولي العهد محمد بن سلمان عن مسؤوليته، بصفته القائد الفعلي للبلاد وقد راقب الغرب عن كثب لمعرفة ما إذا كان هذا انحرافا رهيبا أو يشير إلى نمط من السلوك.

والآن، مرة أخرى، أصبح سلوك الأمير محمد الذي لا يمكن التنبؤ به سببًا للقلق محمد بن نايف، ولي العهد السابق، يجد نفسه تحت الإقامة الجبرية فيما يبدو أنها اتهامات ملفقة.

ولعب الأمير محمد بن نايف دورًا أساسيًا في مواجهة تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية وقد وفر تحوله لجهاز الاستخبارات في المملكة للولايات المتحدة وحلفائها قدرات مهمة وقد تولى ولي العهد السابق تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، أحد أشرس الامتيازات الإقليمية وقاتلة للجماعة الإرهابية وهو يحمل ندوب بجسده جراء محاولة اغتيال قام بها انتحاري.

ويقول سعد الجابري، وهو شريك لولي العهد السابق وحليف مقرب من أجهزة الاستخبارات الغربية الذي يعيش في المنفى في كندا، إنه ملاحق وإن أطفاله يُستخدمون لابتزازه لإجباره على العودة إلى المملكة، كما يحاول المتصيدون السعوديون على تويتر تشويه سمعة الرجلين وتشاع شائعات في وسائل الإعلام عن توجيه اتهامات إلى الأمير محمد بن نايف في وقت لاحق من العام.

يمكننا التكهن فقط حول ما هي دسيسة القصر التي تقود هذا السلوك الانتقامي ولكن أنا أكثر يقينا حول رد الفعل الذي يسببه، إن الحملة ضد الأمير محمد بن نايف ومساعده السيد الجابري تجعل الكثيرين في لندن وواشنطن متوترين ويضغط أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتحرك.

وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية توبيخا نادرا للسعودية بشأن قضية الجابري. وفي جلسات خاصة، أعرب رؤساء سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية عن تأييدهم لقضية الأمير محمد بن نايف. ويتشابه هذا الشعور في لندن، حيث يشعر النواب والوزراء والمسؤولون بالفزع، وهناك خطر في أن يجد أصدقاء المملكة في نهاية المطاف أن هذا السلوك لا يمكن تبريره.

خيبة الأمل تتحول إلى الغضب والإحباط لا يمكننا أن نتوقع التغيير السياسي الذي قد نتمناه، ولكن التغييرات المجتمعية في المملكة العربية السعودية لها أهمية إقليمية وعالمية، المملكة العربية السعودية هي حصن ضد التطرف السياسي الإيراني، وتعتبر شبه الجزيرة العربية محورية في الإسلام العالمي، ويؤثر موقع المملكة العربية السعودية كوصي على الأماكن المقدسة بشكل مباشر على مسلمي العالم الذين يصل عددهم إلى 1.8 مليار نسمة.

في الماضي، كان التفسير الديني المتشدد الذي تنشره المملكة العربية السعودية مدعاة للقلق وقد أعلن ولي العهد أن المملكة ستكون موطن الإسلام المعتدل وإذا تحقق ذلك، فإن المملكة الأكثر اعتدالًا من شأنها أن تعزز العلاقة الأمنية الحيوية بالفعل في الغرب.

ولذلك، ينبغي دعم رحلة المملكة العربية السعودية نحو الحداثة وتشجيعها وتمكينها من قبل حلفائها الغربيين ولا تزال هناك مشاكل كثيرة في مجال حقوق الإنسان مع البلد، وهي مشاكل لا تزال المملكة المتحدة تثيرها مع قادتها ولكن يجب أن نعترف بالتقدم الذي أحرز فيه لقد حدث الكثير على مدى العقد الماضي وهناك المزيد في المستقبل.

والسؤال هو ما إذا كان كل هذا سيكون مهددًا بنوبات الأمير محمد من السلوك غير المتوقع والعدواني في بعض الأحيان.
إن معاملته للأمير محمد بن نايف ومساعديه سوف تختبر عزم أصدقاء المملكة العربية السعودية وتشجّع معارضيها الكثيرين كل الذين يقدرون العلاقة بين المملكة العربية السعودية والغرب يأملون أن يتمتع ولي العهد بالحنكة السياسية.
اضغط لقراءة التقرير