“فورين بوليسي”: قروض صندوق النقد تزيد من ترسيخ الفساد في مصر

- ‎فيأخبار

نشرت صحيفة فورين بوليسي مقالا للدكتورة إيمي أوستن هولمز هي باحثة زائرة في جامعة هارفارد (2019-2020) وأستاذة مشاركة في علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية في القاهرة، سلطت خلاله الضوء على دور صندوق النقد الدولي في ترسيخ نظام عبدالفتاح السيسي القمعي.
وقالت إيمي أوستن هولمز في مقالها الذي ترجمته "الحرية والعدالة" إن التمويل الذي تم صرفه مؤخراً من صندوق النقد الدولي لن يؤدي إلا إلى مساعدة نظام السيسي وترسيخ حكمه.
وأضافت أنه في 26 يونيو، صوّت المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على صرف مبلغ إضافي قدره 5.2 مليار دولار لمصر. وفي حين أن هذه الأموال، التي تهدف إلى التعويض عن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مصر، سوف تستخدم أيضاً لمكافأة أولئك الذين لا يزالون موالين لعبد الفتاح السيسي، الذي أشرف على تعذيب آلاف السجناء السياسيين، بمن فيهم الأميركيون. والآن، لا يمكن للثورة المضادة الهائلة والمستمرة في مصر أن تنجح إلا بتواطؤ من الجهات الفاعلة الدولية التي تقدم مليارات المساعدات المالية لنظام ما بعد الانقلاب، وبدلاً من تعزيز الإصلاح الهيكلي للاقتصاد المصري، فإن قرض صندوق النقد الدولي سوف يزيد من ترسيخ وحماية اقتصاد تهيمن عليه الأجهزة الأمنية والمؤسسات المملوكة للدولة.

عبر انقلاب عسكري
وأوضحت أن السيسي وصل إلى السلطة بعد انقلاب عسكري في 3 يوليو 2013 وأطاح بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطياً في البلاد منذ تأسيس الجمهورية في عام 1953، وكان السيسي يحظى بدعم مالي من ملوك الخليج الفارسي الأقوياء الذين لم يهتموا كثيراً بنشر الديمقراطية في مناطقهم، وقد دعم ذلك الاقتصاد المصري المتعثر وضمن بقاء نظام ما بعد الانقلاب الجديد. أما قروض صندوق النقد الدولي لمصر – التي تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 20 مليار دولار منذ عام 2016 – فقد أصبحت الآن تؤدي وظيفة مماثلة.
وأشارت إلى أن حازم الببلاوي هو شخصية مدنية رئيسية في النظام العسكري المصري الفاسد للغاية في ظل السيسي، وكرئيس وزراء مؤقت بعد انقلاب 2013-2014، ترأس الببلاوي أكثر الفترات دموية في التاريخ المصري الحديث، وأمرت حكومته قوات الأمن بفتح النار على المتظاهرين المناهضين للانقلاب في اعتصام رابعة في أغسطس 2013، مما أسفر عن مقتل أكثر من 900 شخص في يوم واحد.

القوة الغاشمة
ولفتت إلى أن حكومة الببلاوي بعد أن عجزت عن قمع الاحتجاجات بالقوة الغاشمة وحدها، أصدرت قانوناً للاحتجاجات أكثر قسوة من قانون التجمع الذي أصدرته السلطات الاستعمارية البريطانية في عام 1914، حيث حظر فعلياً التجمعات العامة لأكثر من 10 أشخاص، مضيفة أن الببلاوي أحد أعضاء المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، مما يمنحه نفوذاً لا مبرر له على تحويل أموال الصندوق إلى حلفائه في الحكومة المصرية.
وتطرقت إلى دور محمد سلطان المواطن الأمريكي الذي نجا من محاولة اغتيال خلال مذبحة رابعة في فضح شبكة العلاقات بين صندوق النقد الدولي وأشهر المتملقين في مصر، مضيفة أن محمد سلطان، وهو خريج جامعة ولاية أوهايو، في الولايات المتحدة في الغرب الأوسط، لكنه كان يحضر اعتصام رابعة في أغسطس 2013 حيث أطلقت عليه قوات الأمن النار. وفي وقت لاحق، سُجن سلطان لمدة عامين تقريباً وتعرض لمعاملة لا إنسانية، بما في ذلك تركه وحيداً في زنزانة مجاورة لجثة متحللة وقد شجعه حراس السجن على الانتحار.
وأوضحت أنه بعد تدخل رفيع المستوى من إدارة أوباما، أُطلق سراح سلطان أخيراً وأعيد إلى الولايات المتحدة في عام 2015. فيما يمكن أن يكون دعوى قضائية تاريخية، رفع سلطان دعوى ضد جلاديه السابقين. ويُتهم الببلاوي، مستشهداً بقانون حماية ضحايا التعذيب، بأنه "وجه وراقب" سوء معاملة سلطان بينما كان يقضي 643 يوماً في السجن.
رابط المقال:
https://foreignpolicy.com/2020/07/03/sisi-corruption-egypt-imf-loans/
IMF Loans Will Further Entrench Corruption in Egypt