ليست بديلًا عن التباعد الاجتماعى.. كمامات السيسي لن تحمي المصريين من كورونا

- ‎فيتقارير

مع تفشي فيروس كورونا المستجد بين المصريين ودخول البلاد مرحلة الذروة، وتحقق توقعات منظمة الصحة العالمية بتحول مصر إلى أكبر بؤرة للفيروس فى المنطقة وربما فى العالم كله، قرر نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبد الفتاح السيسي الانسحاب من مواجهة كورونا وعلاج المصابين بالفيروس، وباعهم للمستشفيات الخاصة التي لا يستطيع تحمل تكلفتها ملايين المصريين الذين يعيش أكثر من 60% منهم تحت خط الفقر، وفق تقارير البنك الدولى.

ورغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن مصر تشهد مرحلة الذروة فى إصابات كورونا، ومطالبتها مسئولي الانقلاب بتكثيف الجهود فى مواجهة الوباء، ورغم تحذير الخبراء من أن العزل المنزلي سيزيد من أعداد المصابين، وأن المنازل غير مناسبة للقيام بهذه المهمة، إلا أن حكومة الانقلاب تتجاهل كل هذه التحذيرات وتطالب المصريين بالتعايش مع فيروس كورونا دون اعتبار لحقوق المرضى، وتدفع المستشفيات الحكومية إلى عدم القيام بدورها فى علاج المصابين.

وتكتفى حكومة الانقلاب بمطالبة المصريين بارتداء الكمامة فى كل مكان، في المواصلات ومترو الأنفاق والمؤسسات الحكومية والخاصة وأماكن العمل وفى الأسواق ومراكز التسوق، وقررت فرض غرامة 4 آلاف جنيه على من لا يرتدى كمامة “واللى مش عاجبه يتعالج على حسابه فى المستشفيات الخاصة”.

وزعمت نيفين القباج، وزيرة التجارة بحكومة الانقلاب، أن مصر تعتزم إنتاج 30 مليون كمامة من القماش شهريًا لتلبية الطلب المحلي، وستبدأ في إنتاج 8 ملايين كمامة في الأيام القادمة كجزء من عملية إنتاج أولية.

كان عدد الإصابات بفيروس كورونا قد سجل أمس الاثنين 1399 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا، ليصل إجمالي الإصابات إلى 26384 حالة و6297 حالة تم شفاؤها، كما تجاوزت حصيلة وفيات فيروس “كورونا” حاجز الألف وفاة، وذلك بعدما سجلت أعلى معدل وفيات يومي أمس الاثنين، بتسجيل وفاة 46 حالة جديدة ليصل الإجمالي إلى 1005 حالات وفاة. السؤال المطروح الآن: هل تنجح كمامات السيسي فى حماية المصريين من فيروس كورونا؟

كمامات مضروبة

مع إلزام نظام الانقلاب المصريين بارتداء الكمامة، استغل التجار الفرصة وطرحوا كميات كبيرة من الكمامات المغشوشة وغير الصالحة للاستخدام في الأسواق، خصوصا في المناطق العشوائية، مستغلين عدم قدرة الناس على التفرقة بين الجيد والرديء من الكمامات، بالإضافة إلى عدم توافر رقابة على الأسواق.

وأصبحت الكمامة تُباع في الأسواق وفي الشوارع وعلى الأرصفة، وتحولت لسلعة رائجة فى أيدى الباعة الجائلين، ويصل ثمن الكمامة القماش إلى 10 جنيهات.

وفى إطار الفوضى التي تسبب فيها نظام الانقلاب بتخبطه فى القرارات، كشف مصدر أمني مسئول عن ضبط أكثر من 25 طنا من الكمامات الطبية المصنعة من خامات غير مطابقة للمواصفات، خلال يومَين فقط، وذلك في عدد من الشقق السكنية والمحال التجارية من دون ترخيص.

وقال المصدر، إن مصانع “بير السلّم” استغلت الظروف الراهنة لتحقيق أرباح غير مشروعة، مؤكدا أنّ كمية المضبوطات لا تمثّل سوى 10 إلى 20 في المائة من الموجودة فعليا في السوق من الكمامات غير المطابقة للمواصفات القياسية، وتحمل علامات تجارية وهمية.

وأشار إلى أن هده الكمامات تُطرح للتداول في الأسواق بهدف تحقيق أرباح غير مشروعة، محذرا من خطورة كبيرة تهددً صحة المواطنين وحياتهم، لأن الكمامات المغشوشة تؤدّي إلى زيادة عدد المصابين.

التباعد الاجتماعي

وأكدت دراسة شملت 16 دولة، أن الكمامة ليست بديلا عن التباعد الاجتماعي لمواجهة فيروس كورونا، موضحة أن أكبر مراجعة للدراسات حول انتقال عدوى فيروس كورونا أظهرت أن الحفاظ على مسافة متر على الأقل بين الناس، ووضع الكمامات، وحماية العينين، هي أفضل الطرق للحد من خطر الإصابة بالفيروس.

وقالت وكالة رويترز، فى تقرير لها، إنه في مراجعة لدلائل مجمعة من 172 دراسة في 16 بلدا، خلص الباحثون إلى أن غسل الأيدي المتكرر والحرص على النظافة عاملان حاسمان أيضا رغم أن جميع هذه التدابير مجتمعة لا توفر الحماية الكاملة.

وطالب ديريك تشو، الأستاذ المساعد في جامعة ماكماستر الذي شارك في المراجعة، الناس بأن تفهم أن وضع الكمامة ليس بديلا عن التباعد الاجتماعي أو حماية العينين أو التدابير الأساسية مثل نظافة الأيدي.

وأضاف هولجر شونمان، من جامعة ماكماستر في كندا والذي شارك في قيادة المراجعة، أن النتائج التي توصلنا إليها هي الأولى التي تجمع كل المعلومات المباشرة حول كوفيد-19 والتهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس)، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وتقدم أفضل طريقة حول الاستخدام الأمثل لهذه التدخلات البسيطة والشائعة للمساعدة في “تسطيح المنحنى.

وتشير الدلائل الحالية إلى أن طرق الانتشار الأكثر شيوعا لكوفيد-19 تكون عن طريق الرزاز، خاصة عندما يسعل الناس، وتنتقل العدوى من خلال دخول القطيرات إلى العينين أو الأنف أو الفم، إما مباشرة أو عن طريق الأسطح الملوثة.

كما أجرى فريق بحث دولي مراجعة منهجية لعدد 172 دراسة عن تدابير التباعد ووضع الكمامات وحماية الأعين للوقاية من انتقال ثلاثة أمراض تسببها فيروسات كورونا، وهي كوفيد-19 وسارس وميرس. وأشار باحثون إلى أنه في حين أن النتائج شاملة فهناك بعض أوجه القصور بخصوص الجائحة الحالية حيث إن معظم الدلائل تأتي من دراسات عن سارس.

وكشف الباحثون عن أن التباعد الاجتماعي لمسافة متر على الأقل يقلل خطر انتقال كوفيد-19، وأن مسافة المترين يمكن أن تكون أكثر فاعلية.

وقالوا إن الكمامات ووسائل تغطية العينين قد تعزز الوقاية، على الرغم من أن الدلائل على هذا أقل وضوحا.

صحة المصريين

وحذّر الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بكلية الطب جامعة عين شمس، من خطورة الكمامات المغشوشة المتوافرة في الأسواق، متوقعا “زيادة انتشارها واستهلاكها مع عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا”.

وقال عز العرب، فى تصريحات صحفية: إنّ التجّار يعمدون إلى استخدام شباب وأطفال لقاء أجر يومي لبيعها في وسائل النقل المختلفة والأماكن المزدحمة، أمام البنوك وفي المصالح الحكومية خصوصا في القاهرة الكبرى، مستغلين بذلك الحاجة إليها.

وأكد أنّ الأقنعة المغشوشة قد تشكّل تهديدا على صحة المواطن، لكونها ليست مصنوعة من مواد مناسبة أو في بيئات معقّمة، وبالتالى قد تسمح بدخول فيروسات مختلفة في الممرات التنفسية.

وطالب عز العربً بضرورة تغليظ عقوبة الغش بالمستلزمات الطبية التي تستخدم للوقاية من العدوى.