مأساة مواطن إسكندراني.. مستشفى العامرية رفض علاجه وألقاه بجوار مقلب قمامة حتى مات!

- ‎فيتقارير

الإسكندرية – ياسر حسن

الاسم: رامى محمد نجيب أبو الحسب
الجنسية: مواطن مصرى
الزمان: من 2 إلى 7 فبراير
المكان: مستشفى العامرية غرب الإسكندرية
الحالة: كسر فى الرجل واليد "اليسرى" وكسور متفرقة فى جسمه

الأحداث: بهذه الصورة تبدو عادية، مثل أى مصاب فى مصر، لكن غير العادى ترويه "الحرية والعدالة" فى السطور التالية:

يوم الأحد 2 فبراير الجارى دخل مواطن مصرى ليس معه إثبات شخصية مستشفى العامرية، تم نقله بعربة إسعاف من أمام مبرة العصافرة غرب بالكيلو 21.

شهود العيان قالوا إنه "كان ملقى على الأرض أمام المبرة حتى أسعده حظه ودخل المستشفى، وقام طبيب بالكشف عليه وأخبروا حركة" مفقودين الإسكندرية" أن هذا المواطن أصيب فى حادث !

الاثنين 3 فبراير، وجدوا المواطن ملقى أمام باب مستشفى العامرية، وذهب عضو بالحركة يدعى" أباظة" ووجد عددا من المواطنين وأدخلوه المستشفى ولم يخبرهم أحد ما حدث له، وما إذا كان قد تم الكشف عليه أم لا .

ويؤكد عضو فريق حملة "مفقودين الإسكندرية" أنه فى السابعة مساءً الخميس 6 فبراير، وللمرة الثالثة، وجدوا المواطن أمام سور المستشفى بجوار مقلب قمامة، وأحضر أهل الخير له الطعام والشراب و3 بطاطين فى الثامنة مساءً.

وتابع: حضر فريق جديد من الحملة أمام المستشفى، وحاول الحديث معه، فأخبرهم بوجود بطاقته الشخصية وشريحة موبايل، فأتفقوا على إدخاله المستشفى، وتحدثوا إلى أمن المستشفى، فأخبروهم "مفيش حاجة فى ايدنا.. واحنا شغالين هنا.. و احنا مش دكاترة.. ومفيش حاجة نعملها.. والدكاتره قالوا إن هو سليم ومفهوش حاجة.. بغض النظر عن منظره".

وفى نقطة شرطة داخل المستشفى قال أمين شرطة يدعى علاء للفريق: "أنا مليش دعوة ومفيش حاجة فى أيدى" .

وعندما إنفعل أحد أعضاء الحملة ويدعى "عبد الحميد وقال: طب حقه فين وفين حقه فى الدستور"، قال الأمين: دستور مين اللى بتكلمنى بيه أنا مليش دعوة بالدستور.. الدكاترة قالوا إن هو سليم وأنا مش دكتور" لوعايزين حاجة روحوا القسم!

استمرت معاناة المواطن مصرى حتى التقى فريق الحملة بمسئول إدارى بالمستشفى، فأخبرهم بأن "هو سليم واتكشف عليه كذا مرة واحنا عملنا اللى علينا"، فقال أعضاء الفريق لكن ملامحه غير كده.. واحنا مش دكاتره ولا هو دكتور، فأخبرهم "يعنى أنا أدخله المستشفى عندنا وييجى مريض تانى محتاج السرير أتركه مرمى بره علشانه"!، فقالوا: "لأ اتركوهم يموتوا هما الاتنين عشان نستريح"!

وبعد شد وجذب اتفقوا على ان يحملوا المواطن فى "ترولى" ويدخلوه المستشفى برفقة أحد أعضاء الحملة، ويقوم طبيب بالكشف عليه أمامهم، وبالفعل دخل عضو الحملة "أباظة" معه الطوارئ وبعد حوالى نصف ساعة، خرجوا وقالوا له إن استشارى الطوارئ ويدعى الدكتور "حماده" رفض الكشف عليه، وقال "أنا كشفت عليه قبل كده ومفيهوش حاجة ".

وفى يوم الجمعة 7 فبراير، كانت نهاية المواطن رامى محمد نجيب أبو الحسب، الذى توفى نتيجة الإهمال والهبوط فى الدورة الدموية، وحتى يتم التأكد من الأمر دخلوا المشرحة فوجدوا جثته.

وعقب الحادثة أعرب أعضاء حملة "مفقودين الإسكندرية" عن أسفهم لرخص المواطن المصرى فى زمن الانقلاب.

وقالوا: إن أبو الحسب كان فقط مصابا بكسر مضاعف فى قدمه، وتم لفه بعد الغسل بشاش، وكذلك ذراعه الأيسر، وكان سليما ومفهوش حاجة، وحمّلوا المنظومة الطبية والإدارية الروتينية فى مصر، خاصة بالإسكندرية، مسئولية الإهمال الجسيم الذى تسبب فى قتل مواطن بسيط.

ودون الفريق ملاحظاته بعد الوفاة فى هذه الكلمات: "أول مرة نعرف أن المواطن أرخص مما كنا نتخيل، حتى الطبيب وكيل المستشفى المدعو محمد قال "إن دى أول حالة تيجى المستشفى وفى حالات كتير زى المواطن رامى محمد نجيب" اترمت وماتت بره المستشفى !