“وعد الآخرة”.. تفاصيل معركة حماس القادمة مع إسرائيل

- ‎فيعربي ودولي

كتب سيد توكل:

ردد قادة حماس العسكريون والسياسيون خلال الفترة الماضية مصطلح "وعد الآخرة"، كاسم اختارته الحركة للمعركة المقبلة مع العدو الصهيوني بوصفها المعركة التي ستقود لتحرير فلسطين.

وفي حين يعتبر الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في الحركة من أول الذين رددوا ذلك الاسم، أكد أحد قادة كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس بان سنوات قليلة تفصل المقاومة الفلسطينية، عن معركة "وعد الآخرة" لإساءة وجوه الاحتلال الصهيوني.

وأكد أبوعلي -القائد في كتائب القسام بحي الشجاعية بقطاع غزة، خلال أمسية نظمتها الكتلة الإسلامية "الذراع الطلابي لحماس" لطلاب الجامعات بعنوان "في ضيافة البندقية"- أن إساءة وجوه قادة الاحتلال كانت واضحة في معركة العصف المأكول التي هي بداية لمعركة التحرير، مضيفا: "سنسوء وجوه اليهود وجنود الاحتلال في معسكراتهم ومناطق سكناهم عاجلا وقريبا إن شاء الله".

الدخول البري
وقال إن كتائب القسام في المعركة الأخيرة، قاتلت وفق خطط دفاعية وهجومية معدة سابقا، مشيرا إلى أن القسام توقع الدخول البري لجنود الاحتلال ولم يفاجأ به وأنه في بعض المناطق كالشجاعية دارت فيها المعارك وفق توقعات وخطط المجاهدين، مضيفا "كانت تعليماتنا واضحة للمجاهدين في المناطق الحدودية لعدم إطلاق النار إلا مع القوات الراجلة لجنود الاحتلال".

قال القيادي البارز في حركة حماس، محمود الزهار، إن المقاومة الفلسطينية تمكنت من وضع قواعد أصبحت أساسية في فهم الناس للمواقف السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، منوهاً إلى أن إسرائيل بكامل قوتها، لن تستطيع دخول قطاع غزة أو التفكير في احتلاله عسكرياً مرة أخرى.

وتحدث الزهار -خلال مقابلة تلفزيونية- عن معركة تتحضر لها حركة حماس حال فاجئ الاحتلال قطاع غزة بعدوان جديد، في ظل التسخين الإعلامي عن اندلاع مواجهة جديدة، وأشار الزهار إلى أن الحركة ستفاجئ العدو بمعركة "وعد الآخرة" التي ذُكرت في القرآن الكريم، والتي ستشمل فلسطين كاملة.

أسوأ الأوضاع
وتحدث الزهار عن وضع القضية الفلسطينية في الفترة الحالية، منتقدا ما وصلت إليه بقوله إن وضع القضية الفلسطينية يعتبر من أسوأ الأوضاع في الفترة الحالية، معزيا هذا التدهور إلى أسباب عدّة، أهمها تحول مصر من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي إلى تحالفها مع الولايات المتحدة بعد 1967، حيث كانت تقود مشروع مقاومة الاحتلال.

وانتقد الزهار أوسلو، واصفاً هذه الاتفاقية بالانحراف الشديد حيث اعترف الطرف الفلسطيني بالاحتلال الإسرائيلي على حدود عام 1948، رغم أنه لم تعترف بها الدول العربية.

وأكد الزهار أن هناك غياباً واضحاً للدول الإسلامية الداعمة للقضية الفلسطينية، مع أنها قضية إسلامية في المقام الأول، مشيراً إلى أن العالم الغربي يدعم إسرائيل بكل السبل الممكنة، والتي تؤثر بأموالها في مصالح المنطقة.

وأشار إلى أن الأمل الوحيد للقضية الفلسطينية الآن هو المقاومة الفلسطينية، وهي الشمعة المضيئة التي وقفت في وجه الاحتلال في ثلاثة حروب متكررة على قطاع غزة.

وأوضح رغبة الحركة بانعقاد مؤتمرات داعمة للقضية الفلسطينية، كالذي سينعقد الاثنين المقبل في طهران، بمشاركة بعض الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن الحركة تسعى لتكرار هذه المؤتمر في دول أخرى كماليزيا وأندونيسيا والسنغال والسودان، إلا أن سياسة التقسيم الغربية تقف حاجزاً أمام مثل هذه التحركات، وبحسب ما أورد فإن دولا تخترع أسبابا لعدم المشاركة.

ماذا قدموا لها؟
ولفت الزهار إلى أن هناك دولا عديدة تعبر عن دعمها للقضية الفلسطينية، لكنها لا تقدم أي شيء فعلي، متسائلا، المغرب العربي والسنغال ودولا أخرى تدعم القضية الفلسطينية، لكن ماذا قدموا لها؟ مؤكداً أنه يتحدث عن العالم الإسلامي الذي يشكل ثلث سكان العالم، موضحا أن إيران تقدم دعما للمقاومة الفلسطينية، إلا أن هذا الدعم لا يخلق توازنا مع الاحتلال الذي يمتلك قنابل نووية.

وعن علاقة الحركة مع مصر، قال الزهار إننا قدمنا طلبا للسفر عبر معبر رفح لحضور مؤتمر دعم المقاومة في إيران، وحتى اللحظة لم نتلقى أي رد، معللا: حتى الآن لا نعلم إن كنا سنحضر أم لا ونحن أهل المقاومة.

وأكد أن حركته لا تريد الدخول في صراعات داخلية مع دول أخرى أو حتى خارجية، ولا يعني عودة العلاقة مع مصر أن تدخل الحركة في هذه الخلافات، كما ترفض الحركة الدخول في محور عربي ضد آخر، مؤكداً أن حركته لا تتدخل بالشأن المصري، لكن تطالب بأن تقف مصر بجانب المقاومة لمساعدتها في الوقوف على أرجلها وألا تعطلها، بحكم الجغرافيا والجوار والأخوة.