كتب رانيا قناوي:
رد الدكتور حازم حسني -الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية- على دعاوى الفقر المستمرة التي يطرحها قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي خلال خطاباته الارتجالية، ومطالبته المستمرة لنهب جيب الواطن تحت الزعم بتنمية الموارد التي يمكن من خلالها تمويل الخدمات العامة التي يحصل عليها الجمهور.
وقال حسني -في تدوينة عبر حسابه بـ"فيس بوك" تحت عنوان: "سؤال وجيه، وإجابته أكثر وجاهة منه"- "أكد السيسى فى كلماته المبدعة على ضرورة اعتياد الرأى العام على ثقافة (الخدمة بمقابل)، وتساءل عن (هل أى خدمة نقدمها يتم تحصيل مقابلها؟ وإذا لم نكن نحصلها فكيف نمولها؟)".
وأضاف: "بالنسبة لحكاية (الخدمة بمقابل)، فهذا حديث صحيح ولا غبار عليه حين نجلس على قهوة الفيشاوى، حيث القعدة بالمشاريب، والمشاريب دائماً بمقابل.. أما حين نكون مواطنين فى بلادنا، فإن هناك دائمًا ما يعرف بالخدمات العامة، وهى خدمات يتحمل المواطنون جزءًا فقط من تكلفتها، وتتحمل الخزانة العامة للدولة الجزء الباقى، أو هى تقدم كلها بتمويل حصرى من الخزانة العامة للدولة دون أي تكلفة إضافية يتحملها المواطن، مثل خدمات الأمن العام التى يتلقاها المواطن دون مقابل، أو هكذا كان يفترض قبل أن يختفى الأمن العام لمصلحة الأمن السياسى".
وتابع: "نأتى الآن للسؤال الوجيه الذى وجهه السيسى للمواطنين وهو هل أى خدمة تقدم للمواطنين يتم تحصيل مقابلها منهم؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فكيف يمكن تمويل هذه الخدمات؟.. السؤال وجيه، لكن إجابته أكثر وجاهة منه وهى.. نعم، كل الخدمات العامة التى تقدم للمواطنين يتم تحصيل مقابلها منهم فى صورة ضـرائـب، وإحدى وظائف الضرائب الأساسية هى إعادة توزيع الدخل بتمويل الخدمات العامة، مثل التعليم العام، والصحة العامة، والنقل العام.. فإذا لم تكفِ الضرائب لتمويل هذه الخدمات العامة، فإن ذلك يكون لأحد سببين: إما فساد السياسات الضريبية، أو فساد إدارة الموارد العامة للدولة".
وأكد حسني أن عدم إدراك رأس الدولة لتلك المسألة: "تكون مشكلة الحكم لا مشكلة المواطنين، وعلى من يدير آلة الحكم -قبل هذه الأسئلة العلمية المعملية الفذة عن كيفية تمويل الخدمات العامة- أن يطرح على نفسه أسئلة أكثر إلحاحًا، مثل لماذا هو موجود أصلاً؟ ولماذا هى موجودة أصلاً آلة الحكم التى يديرها؟ وماذا عليها أن تفعل آلة الحكم هذه إن هى كانت عاجزة عن فهم مهمتها ومسئولياتها؟
أعتقدها أسئلة أكثر وجاهة من سابقاتها، وإجاباتها أكثر وضوحًا ويعرفها كل من لديه أبسط العلم بمعنى بعض المصطلحات الأولية مثل "الدولة" و"الحكومة".