كتب- يونس حمزاوي
في الوقت الذي يواصل فيه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي نزهته في مدينة أسوان بصعيد مصر، وسط حراسة أمنية مشددة، وثلة من أنصاره وأتباعه بالحكومة يسكنون في أفخم الفنادق، ويأكلون ما لذ وطاب، ويتنقلون هنا وهناك وسط ضحكات وقفشات، يعاني فلاحو مصر من انهيار ثرواتهم من الماشية، والتي تعد رأس أموالهم؛ جراء تفشى فيروس "الحمى القلاعية" الذي يفتك بمواشي الفلاحين في دلتا مصر وصعيدها.
تفشي الحمى القلاعية بالمحافظات
وتفيد تقارير رسمية وإعلامية بانتشار كبير لفيروس "الحمى القلاعية" في عدد من المحافظات المصرية، أهمها المنوفية والدقهلية والمنيا وسوهاج والأقصر والسويس، إضافة إلى عدة محافظات أخرى.
في محافظة المنوفية، وافق الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية بحكومة الانقلاب، على غلق أسواق الماشية بناحية منوف وقرى مركز منوف ومركز وقرى أشمون؛ لظهور عدد من الحالات المرضية المصابة بالحمى القلاعية للحيوانات بهذه الأسواق، لحين الانتهاء من أعمال التحصين الوقائي.
وقد أعلنت مديرية الطب البيطري عن اتخاذ بعض الاستعدادات الوقائية لمواجهة المرض، عن طريق قيامها بتنظيم برنامج زمني للتحصين الدوري بلقاح الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع بدائرة المحافظة، وتشمل مراكز (الباجور– أشمون– منوف– تلا– بركة السبع– السادات).
ورغم هذه الإجراءات إلا أن الفلاحين يؤكدون أن المرض يواصل التهامه لثرواتهم الحيوانية، الأمر الذي يتسبب في خسارة فادحة للفلاحين، وسط أجواء وظروف قاسية وغلاء فاحش في أسعار السلع والخدمات.
يقول «محمد إسماعيل»، مربى ومزارع: "إن الموضوع انتشر فى مركز أشمون بسرعة، وأكبر دليل على ذلك أنه انتشر فى أكثر من قرية بالمركز، وأضاف «إحنا مش عارفين نعمل إيه، محدش بيسأل فينا والطب البيطرى سايب الفلاح يواجه المشكلة بنفسه، وبنقوم باللجوء للدكاترة البيطريين على حسابنا، لكن بيقولوا السبب مش معروف».
وأضاف آخر أن حالات الإصابات تزداد، وأصبح الأمر خارج السيطرة، بعضهم يقول إنها حمى قلاعية، والآخر يقول إنها مرض جديد لم يتم التوصل إلى مصل له إلى الآن.
هذا وأغلق مسئولو الطب البيطري بالأقصر، اليوم السبت، أسواق المواشي بقرية «العديسيات بحري» بمركز أرمنت، وسوق الماشية بمركز إسنا؛ بسبب ظهور بؤرة للحمى القلاعية، ومنع تداول الحيوانات بين المزارعين حتى لا تنتشر الإصابة بين المواشى.
وأغلقت قوات الأمن الشوارع المؤدية للأسواق، ووضعت حواجز حولها لمنع دخول الماشية إلى الأسواق خشية انتشار العدوى، بالإضافة إلى منع تواجد الأهالى داخل الأسواق المعدة للبيع.
حظر نقل الماشية.. ادفع وعدي
بدورها، اتخذت وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب قرارا بحظر نقل المواشي بين المحافظات، إلا أن إيهاب غطاطى، عضو مجلس نواب العسكر وعضو لجنة الزراعة والرى بالبرلمان، يرى أن "القرار جيد لكنه هو والعدم سواء".
وتابع عضو لجنة الزراعة والرى بالبرلمان- فى تصريحات صحيفة اليوم السبت- أن وزارة الزراعة ليس لديها من الآليات التى تجعلها تستطيع تنفيذ القرار فى الوقت الحالي؛ لأنها ستطلب مساعدة جهاز الشرطة فى تنفيذ القرار، وهو ما يزيد من الأعباء على وزارة الداخلية، التى لديها من الأعباء ما يكفيها، متابعا "القرار حتى فى مضمونه يفتح باب الفساد مجددا؛ لأن المواطن هيتقاله له.. ادفع وعدى".
وأضاف "غطاطى" أن "القرار يعتبر جيدا شكلا، لكنه يصعب تنفيذه فى الوقت الحالى، ويفتح بابا خلفيا للفساد".
ماذا عن لحوم الحيوانات المصابة؟
وتحدث الدكتور أحمد عبدالسلام الدهشان، طبيب بيطري، عن مرض الحمى القلاعية ومدى تأثيره على الحيوانات والخسائر الناجمة عنه للمربين وأصحاب المزارع، محذرا من تناول لحوم الحيوانات المصابة بالفيروس، وأنها لا تصلح للاستخدام الآدمي.
وأوضح أن مرض الحمى القلاعية مرض فيروسي شديد الانتشار، وترجع تسميته بالقلاعية نسبة إلى شدة انتشاره في كل مكان عن طريق الهواء، ويوجد منه 7 أنواع، ويُصيب الحيوانات والمواشي من أبقار وجاموس وأغنام، وهناك نوع يُصيب الخنازير ويُسبب ارتفاعا شديدا في درجة الحرارة، ثم ظهور تقرحات بالفم والقدمين بين الأظافر، وأيضا عدم القدرة على الطعام والحركة، وفقدان الوزن وإنتاج اللبن، ما يسبب خسارة فادحة للمربين، وينعكس ذلك على الاقتصاد القومي؛ لتأثيره على اللحوم والألبان.