كتب -رامي ربيع:
بعد أن خرج الشعب وملأ الميادين في ثورة شهد لها العالم كله، ونادى الشعب وقتها بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية وبعد 18 يوما في ميدان التحرير تنفس الشعب الحرية وتجدد لديهم الأمل بعد ان كانت مصر منهوبة من عصابات الحزب الوطني والعسكر ورجال المال والأعمال.
فجأة انقلب العسكر وأجهزة الدولة العميقة بأركانها على مكتسبات ثورة يناير ومن أهمها مكتسبي العيش والعدالة الاجتماعية وانقلبوا على إدرادة الشعب وحريته في اختيار من يحكمه بطوابير الانتخابات التي استمدها من شرعية الميدان وأن يكون له صوت ويعترض ويتظاهر للحفاظ على حقوقه ومعاشه وكرامته.
للأسف استيقظ الشعب على كابوس بكره تشوفوا مصر الذي أطلقه العسكر والذي تحول إلى جوع وفقر ومرض وظلم وقهر وبطالة وعنوسة وغلاء لأهم السلع الأساسية حتى وصل ثمن كيلو العدس 35 جنيه واللحوم 120 جنيه ووصل سعر أنبوبة الغاز 100 جنيه وتم رفع الدعم عن الوقود وزاد سعره لأكثر من 60% ورفع سعر الكهرباء والمياه والغاز رغم انقطاع الكهرباء واختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي ومن يعترض يعتقل بتهمة تعكير الصفو العام للمجتمع .
مركز ماركاتوا للأبحاث صنف مصر في المستوى الخامس من الدول الأكثر تعاسة، فيما صنف تقرير مجلس الفوربس العالمي مصر في المركز الثاني بعد السعودية في قائمة الأغنياء العرب، في تناقض غريب.
الاحتياطي النقدي وصل إلى حد مخيف وهو 23 مليار دولار ابتلعتهم الديون والتي وصلت في سبتمبر 2016 إلى 3.8 تريليون جنيه في الوقت الذي قاربت فيه مصر على الإفلاس ومن يدفع الفاتورة هو المواطن الغلبان، ووصل عدد السياح إلى أقل مستوياته في خلال الثلاث سنوات الأخيرة وهروب ما يقرب من 35% من المستثمرين خراج مصر بجانب إغلاق آلاف المصانع والشركات وتشريد ملايين العمال والموظفين.
في عهد الحرية والكرامة لم ينقص من مصر حبة رمل واحدة وفي عهد السيسي باع جزيرتين وشيدت إثيوبيا سد النهضة وتحولت كل الوعود بمستقبل جميل إلى سراب ورغم ذلك مع بعض نقدر نرجع لمصر حقها ويعود للمواطن كلمته وصوته ويعيش فخورا بمصريته مع بعض نقدر يجمعنا ميدان.