أشار مراقبون إلى أن زيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إلى القاهرة كانت غريبة ومفاجأة، وأن السبب وراء الحفاوة البالغة التي قوبلت بها هو إبداء قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي استعداده لقبول المطلب الالماني، بتوطين 500 ألف لاجئ موجودون حاليا بألمانيا إلى مصر.
ووفقا لموقع صحيفة "تسايتونج" الألمانية، فإن "ميركل في مهمة حساسة بمصر"، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي يسعى حاليا لدعم مصر من خلال برامج محددة كشفت عنها وثيقة عمل غير رسمية للاتحاد الأوروبي، تم تسريبها لمهنيي وسائل الإعلام، وتظهر مزيدا من التعاون بعيد المدى بين الجانبين في ملف توطين اللاجئين".
هدف واضح
مفردات "ميركل" في مؤتمرها مع "السيسي" لم يخل جزء منه من كلمة "اللاجئين"، ولذلك حدد "تسايتونج" أهداف الزيارة بأنها "تتعلق بالحلول الممكنة لأزمة اللاجئين"، والوضع غير المستقر في ليبيا التي تشهد حرب أهلية فضلا عن موضوعات في غاية الاهمية على التعاون الاقتصادي بين مصر وألمانيا، وفقا لموقع صحيفة «تسايتونج» الألماني.
وأضاف الموقع الالماني أن ميركل تسعى تسعى لتعاون أوثق بشأن سياسة الهجرة مع مصر وانتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.
500 ألف لاجئ
فى محاولة لتصدير أزمة اللاجئين، اقترح وزير ألمانى ينتمى للحزب الحاكم إنشاء مركز لإعادة توطين اللاجئين فى مصر.
وطرح وزير داخلية ولاية بادن فورتمبيرج، توماس ستروبل، عضو الحزب الديمقراطى المسيحى -الذي تنتمي له ميركل- الحاكم فى ألمانيا، فى مقال نشرته إحدى الصحف الألمانية، اقتراحه لإعادة توطين 500 ألف لاجئ فى مصر بعد ترحيلهم من ألمانيا.
وقال ستروبل فى مقاله الذى نقلت صحيفة ديلى اكسبرس البريطانية مقاطع منه في نوفمبر الماضي، إنه من الممكن إنشاء مركز لإعادة توطين اللاجئين فى مصر، يتم تدشينه بعد الاتفاق مع الحكومة المصرية ليس فقط لاستضافة اللاجئين الذين تتحطم سفنهم فى البحر المتوسط، بل أيضاً من يتم رفض طلباتهم فى حق اللجوء إلى ألمانيا.
وأضاف الوزير الألمانى فى مقاله : "هناك فرصة جديدة لعقد مثل هذا الاتفاق مع مصر"، مشيراً إلى أنه سيكون مكان لمن يعملون على طمس هويتهم وجنسيتهم ومن لم تستقبلهم بلادهم.
قبضوا الثمن
وفي تعبير عن حسن النوايا الألمانية، لوحت بملايين أوراق اليورو أمام عيون السيسي فسال لعابه، وأعلنت سحر نصر، "وزيرة" الاستثمار في حكومة الانقلاب إنها بحثت مع جونتر نوك، الممثل الشخصي للمستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، تمويل مشروعات في مصر بقيمة 203.5 ملايين يورو.
وكشفت "الوزارة" أن قيمة الاستثمارات الألمانية في مصر 619.2 مليون دولار سجلت بنهاية يناير الماضي، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 5.5 مليارات يورو خلال العام الماضي.
قرض "النقد"
ومن بين الأثمان ما كشفت عنه صحيفة التايمز البريطانية، عن مصادر دبلوماسية ألمانية، أن الوفد ناقش مع المسؤولين المصريين خطة لإعادة المهاجرين غير الشرعيين أو المرفوض طلباتهم لجوئهم، بالإضافة إلى وقف عمليات التهريب عبر القوارب وإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، مقابل صفقات تجارية ومساعدات مالية وتعاون مع أوروبا.
كما أوضحت الصحيفة أن المسؤولين المصريين طلبوا، إضافة لذلك، مساعدة ألمانيا والاتحاد الأوروبي في مفاوضات القاهرة مع صندوق النقد الدولي للتوصل إلى شروط أفضل بشأن قرض الصندوق لمصر، ليعلن بعدها بيومين السفير الألماني في القاهرة، جيورج يوليوس لوي، رغبة “ميركل” في زيارة مصر، كدليل على الاتفاق المبدئي.
مخاوف الألمان
على خلفية زيارة ميركل للسيسي، عبَّر مراقبون ألمان عن مخاوف من ذهاب أموال أي تعاون ألماني مع مصر إلى جيوب العسكر السلطويين وليس إلى الاستثمارات والطبقة المتوسطة المصرية، مشيرين إلى آلاف المعتقلين السياسيين. وحثت "العفو الدولية" ميركل على مطالبة السيسي برفع القيود عن النشطاء الحقوقيين، وحذرتها من دعم نظام السيسي السلطوي العسكري.