كتب – رانيا قناوي
في أول اختبار لـ"نقيب الصحفيين الحكومي"، كما أطلق عليه محررو صحيفة "البوابة" التي تعمل في خدمة نظام السيسي أيضا، وبعد مرور شهر واحد فقط على فوز "سلامة" بمنصب نقيب الصحفيين، شن صحفيو "البوابة" هجوما جادا على نقيب الصحفيين الحالي، بعد تخاذله في التصدي لمنع طبع الصحيفة لليوم الثاني على التوالي، رغم معرفة الجميع أنها من أشد الصحف خدمة لنظام الانقلاب، في الوقت الذي اعتبر فيه الصحفيون أن وقف طبع الجريدة هو رسالة ترهيب لكل الصحفيين، وتأميما للصحف.
وقال صحفيو "البوابة" في بيان نشر على موقع الجريدة، اليوم الثلاثاء: "خذلنا نقيب الحكومة "عبدالمحسن سلامة"، للأسف، فعندما ظننا، ولو للحظة، أنه سيدافع عن "حرية الصحافة"، ويقف كالأسود مدافعا عن مبادئ حرية التعبير، محترمًا المقعد الذي جلس عليه "محمود أبو الفتح"، و"محمد عبدالقادر حمزة"، و"فكري أباظة"، و"أحمد قاسم جودة"، و"حافظ محمود"، و"أحمد بهاء الدين"، و"كامل زهيري"، و"يوسف السباعي"، و"صلاح جلال"، و"مكرم محمد"، وغيرهم، التف خلفنا؛ ليتقاسم ظهرنا بخناجر الغدر المسمومة"وفقا لبيان الصحفيين.
وأضاف صحفيو "البوابة": "نقيب الصحفيين" الذي سبق وباع الجماعة الصحفية، التي اصطفت تُدافع عن بيتها الشامخ، ظهر مُتخاذلًا أمام جريمة واضحة المعالم، تتكرر أمامه مرتين، دون أي ردّ فعل، سوى الخذلان، ذلك الفعل المشين الذي يوجه طعناته القاتلة إلى جموع الصحفيين".
وتابع صحفيو البوابة: "عبدالمحسن سلامة"، ذلك النقيب الذي حلم بأن يجلس على عرش "صاحبة الجلالة" صنمًا، فكان له ما أراد، ما لهذا الرجل فاعل بنفسه؟ لماذا يصمت حتى الآن عن مصادرة عدد "البوابة"، لليوم الثاني على التوالي، دون أن يحرك ساكنا"؟
وأكدوا أن ماحدث يمثل "الفاجعة" التي لم يتصور أي صحفي حدوثها، حين يرفض "نقيب الصحفيين"، الذي جاء على جثة انقسام الجماعة الصحفية، إصدار بيان للتنديد بمصادرة حرية الرأي والتعبير، إنه عار سوف يُلاحقه، ما عاش، ولن يحيل بينه وبين ذلك العار، محاباته لوزير أثبت فشله مرارًا وتكرارًا في حماية مصر والمصريين".
اختبار يظهر الخنوع
ولعل هذا هو الاختبار الثاني للنقيب ، بعد رفضه إصدار بيان لإدانة اختطاف الكاتب الصحفي بدر محمد بدر، وإخفائه قسريا، والاستيلاء على أرشيفه الصحفي وأجهزة الكمبيوتر الخاصة به وسيارته الخاصة. ثم جاءت واقعة مصادرة"البوابة" لليوم الثاني للتأكيد على تبعيته للنظام، وعدم رغبته في اتخاذ أي موقف يغضب حكومة الانقلاب منه، باعتباره لم يصل إلى هذا المكان إلا بدعم حكومي واضح.
واعتبر مراقبون أن وقف طباعة"البوابة" رغم تبعيتها الكاملة للانقلاب، محاولة لترهيب الصحفيين وتكميم الأفواه، وتأميم الصحف، في الوقت الذي لا توجد صحف معارضة في ظل نظام الانقلاب، ومع ذلك يشهر السيسي سلاح الغضب في أداء هذه الصحف والفضائيات التي يعتبرها لا تلبي القدر الكافي من الدعم.
أزمة الأهرام
ويتزامن مسلسل وقف طباعة صحيفة "البوابة" لليوم الثاني على التوالي، مع الأزمة التي شهدتها"الأهرام" أمس، حين كادت الجريدة تتوقف عن إصدار عدد الثلاثاء، بسبب الخلاف بين رئيس التحرير محمد هبد الهادي علام ورئيس مجلس الإدارة أحمد النجار، حول مقال أحمد عبد التواب.وهو الخلاف الذي فضحه مصطفى بكري، الذي طالب باعتقال "النجار" .
وهي الأزمة التي تشير إلى إمكانية التضحية برئيس مجلس إدارة الأهرام في الفترة المقبلة، خاصة في ظل الموقف "العنتري" الذي اتخذه عبد الهادي علام ضد النجار، وحشد الرأي العام ضد رئيس مجلس الإدارة.
وقال بكري، في حواره مع برنامج «رأي عام» على قناة «TEN» مساء الإثنين: "إن محمد عبدالهادي، رئيس تحرير الأهرام، تحدث معي تليفونيا، وأبلغني أن رئيس مجلس الإدارة أحمد السيد النجار أوقف طباعة العدد اليومي للإهرام اليومي؛ اعتراضا على مقال رأي لأحمد عبدالتواب، أشار فيه إلى النجار ببعض الانتقادات".
ومع ذلك لم يتدخل نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة لحل الأزمة، كنقيب صحفيين ومدير تحرير لصحيفة الأهرام في الوقت نفسه.