صحيفة ألمانية: الموجة الجديدة للربيع العربي “مسألة وقت”

- ‎فيتقارير

توقعت صحيفة “تاجس إنزيجر” الألمانية، أن تندلع موجة جديدة من ثورات الربيع العربي خلال وقت قريب، وقالت إن المنطقة قد تشهد ربيعًا عربيًا جديدًا”، بخروج الملايين من العرب إلى الشوارع مطالبين بالتغيير، وفقًا لآراء بعض الخبراء المهتمين بشئون الشرق الأوسط.

وأبدت الصحيفة أسفها على ما آلت إليه أوضاع الموجة الأولى من الربيع العربي، فرغم أن الثورات الشعبية أطاحت بعدد من الأنظمة الاستبدادية إلا أن الحصيلة اليوم تبدو “محبطة”، فقد تراجعت الحريات في مصر منذ فترة طويلة، بينما تعتبر ليبيا دولة فاشلة مع اضطرابات وحروب أهلية، أما في سوريا فالحرب الدموية لا تريد أن تنتهي، تونس فقط هي التي تسلك طريق الديمقراطية رغم هشاشته.

وأشار التقرير إلى أن الثورات الجماعية في عام 2011 لم تكن تتعلق بمطالب ديمقراطية على النمط الغربي، بل بالمزيد من المطالب الحياتية كالحرية والعدالة، إذ أن معظم الشباب احتجّوا على الاستبداد والفساد، أي ضد النظم المستبدة.

وساقت الصحيفة عدة معطيات قالت إنها تفضي إلى موجة جديدة للربيع العربي، فإضافة إلى تزايد معدلات القمع والاستبداد هناك أيضا ارتفاع معدلات البطالة عما كانت عليه في 2011، حيث ارتفعت بين الشباب في تونس من 26 إلى 35%, وفي مصر ارتفعت المعدلات من 30 إلى 33%، وقد أدت زيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء إلى تأزم الأوضاع.

واستندت الصحيفة كذلك إلى آراء عدد من الخبراء المتخصصين في شئون الشرق الأوسط، وقالت إنهم توصلوا إلى أنه “لا مفر” من مواجهة موجة ثانية من الإضرابات من قبل العرب، فحدوث ربيع عربي جديد فقط مسألة وقت.

وأرجع الخبراء ذلك إلى أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي أثارت الانتفاضة الجماعية في عام 2011 لم تختلف، حيث تواجه جميع البلدان في شمال إفريقيا والشرق الأدنى والأوسط تحديات في دمج شبابها، الذين لا يزالون في تزايد سريع في سوق العمل.

علاوة على ذلك، تعاني بعض البلدان من معدلات عالية من الفقر، مع تدهور مستويات محو الأمية والتعليم،  كل هذه المشاكل تزيد من استياء الناس ضد حكوماتهم.

ووفقًا للخبراء، سيكون للاتجاهات السكانية تأثير حاسم على التنمية الاجتماعية والسياسية في العالم العربي، لذلك يذكرون أن ما يقرب من 400 مليون شخص دون سن 25 عامًا، أي الشباب على وجه الخصوص سيكون لديهم القدرة على الاحتجاج إذا لم توفر لهم فرص العمل.

واختتمت الصحيفة تقريرها، بأنه عندما يزداد قلق وغضب الشعب، يكون أمام الحكومة خياران: إما الاستجابة لمطالب المواطنين، أو محاولة خنق الاحتجاجات في مهدها، باعتمادها على وسائل القمع المعروفة.

“لكن، بدون إصلاحات اجتماعية وسياسية، سيكون هناك اضطرابات جديدة تلوح في الأفق في العالم العربي”، كما حذر حمود عليمات، عالم الاجتماع  القطري، في منتدى الجزيرة.