بعد تسريبات “نيويورك تايمز”.. كاتب سيساوي يصف المراسلين الأجانب بالجواسيس

- ‎فيتقارير

وصف محمد حسن البنا، رئيس تحرير صحيفة الأخبار الحكومية الأسبق والموالي لنظام العسكر، الكثير من الصحفيين والمراسلين الأجانب العاملين بالقاهرة بالجواسيس، واتهمهم بالقيام بأدوار ليست إعلامية، مطالبا بضبط واعتقال أي صحفي أجنبي تثبت عليه ما وصفها بتهمة التجسس لجهات أجنبية.

وقال البنا، في مقاله اليوم الثلاثاء 9 يناير 2018م، بصحيفة الأخبار بعنوان «صحافة الجواسيس»: «للأسف الشديد كثير من الصحفيين الأجانب الموفدين من الصحف والقنوات الفضائية الغربية من الجواسيس، وبمعنى أدق من أجهزة استخبارات بلادهم لأداء أدوار ليست إعلامية، وللأسف أيضا أنك لا تستطيع التفرقة بين الصحفي الحر والجاسوس، كما لا تستطيع إيقاف مثل هؤلاء؛ بدعوى حرية الإعلام وتداول المعلومات».

وطالب “البنا” الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة العسكر بتكثيف جهودها لضبط أمثال هؤلاء الجواسيس متلبسين حتى يمكن محاكمتهم والتحقيق معهم، مضيفا: «أنا شخصيا مع الحرية تماما، ويجب ألا نضيق على أداء الإعلاميين لدورهم، لكن هذا لا يمنع أنَّ من يضبط متلبسا بتهمة التجسس لحساب جهات أخرى تكون لنا سلطة الضبط والتحقيق والمحاكمة».

وجاءت اتهامات الكاتب السيساوي، تعليقا على التسريبات التي نشرتها مؤخرًا صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، والتي فضحت موقف حكومة الانقلاب بشأن القدس والقبول بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للصهاينة، مع التظاهر إعلاميًا بأنهم ضد القرار، وتهجير أهالي سيناء بذريعة تمكين قوات الجيش والشرطة من القضاء على الإرهاب، والضغط على الفريق أحمد شفيق لعدم منافسة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في مسرحية الرئاسة، والإشراف على الفضائيات وتوجيه الممثلين لخدمة نظام العسكر.

يقول الكاتب السيساوي: «من هذا المنطلق أقول إن ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية لمراسلها “ديفيد كيركباتريك”، بوجود تسريبات لتسجيلات في حوزته لضابط مخابرات مصري يدعى أشرف الخولي، يقدم فيها توجيهات إلى عدد من مقدمي البرامج التلفزيونية في مصر، وهم الفنانة يسرا وعزمي مجاهد وسعيد حساسين ومفيد فوزي، بشأن تناول موضوع «القدس» في الإعلام المصري، يدخل في إطار ما أتحدث عنه، صحيح أن بيان الهيئة العامة للاستعلامات رد بشفافية على هذه الفرية، وأوضح البيان أن ما تضمنه التقرير من ادعاءات بشأن موقف مصر من قضية القدس تضمنها الاتصال، وهو أمر لا يليق أن ينشر في صحيفة كبيرة مثل “نيويورك تايمز”.

ويضيف الكاتب أن مواقف مصر من القضايا الدولية لا يتم استنتاجها من تسريبات مزعومة لشخص مجهول، وإنما يعبر عنها رئيس الدولة ووزير الخارجية والبيانات والمواقف الرسمية. وجميع هذه الجهات أعلنت مواقفها بشأن القدس وترجمته فعليا في مواقف وإجراءات في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، دون اكتراث لتهديدات المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة بمسألة المساعدات.

ويتجاهل الكاتب أن نظام العسكر لا يجرؤ في إعلان دعمه للقرار الأمريكي على الملأ، خوفا من الفضيحة، ولكنه يمهد الأجواء للقبول به واقعيا بعد التظاهر بالدفاع عن القدس بإجراءات هم أول من يدركون أنها لا تسمن ولا تغني من جوع، وهو ما كشفت عنه التسريبات بوضوح شديد.

واعتبر الكاتب السيساي أن «ما نشرته الصحيفة الأمريكية يدخل في إطار سياسة الإدارة الأمريكية وجهاز المخابرات الأمريكية للضغط على “مصر”، مدعيا أنه ثبت أنه لا يوجد نقيب في المخابرات المصرية اسمه أشرف الخولي، كما نفى الإعلاميون المصريون معرفتهم بشخصٍ بهذا الاسم، وأنهم لا يقدمون برامج حاليا، بل وأعلنوا نيتهم مقاضاة الصحيفة على تلفيقها والزج بأسمائهم».

وكأن الكاتب كان يتوقع اعترافًا صريحًا من الذين شملتهم التسريبات، وهو طرح شديد السذاجة، فغالبا يصر المتهم على نفيه رغم ثبوت الأدلة. كما تجاهل الكاتب ما ورد بالتسريبات وهو الأخطر على الإطلاق، حول توجهات حكومة العسكر نحو تهجير أهالي سيناء، وهو ما يتم على أرض الواقع كل يوم بمزيد من سفك الدماء لإجبار أهالي شمال سيناء على الهروب؛ خدمة للمشروع الصهيوني وصفقة القرن المشبوهة.