قبل نهاية العام الماضي ظهرت في حياتنا السياسية ما يسمى بالحركة المدنية الديمقراطية التي تضم العديد من القوى السياسية المعارضة “بجد” للاستبداد السياسي الذي يحكمنا. وقوبل مولدها بعاصفة من الاحتجاجات والاتهامات من الإسلاميين بسبب رفضها قبول أي من الإخوان أو حتى من التيار الإسلامي في صفوفها!
وبالطبع هذا الانقسام والتشرذم يصب في مصلحة النظام الحاكم وأعداء الحرية.. وفي يقيني أن مواقف الحركة المدنية الديمقراطية منذ مولدها جديرة بالاحترام والتقدير، فهي قد دعت إلى مقاطعة ما يسمى الانتخابات الرئاسية ورفضت أن تلعب دور الكومبارس ورفعت شعار “اقعد في البيت” بعدما وجهت نقدا شديدا لهذه المهزلة الانتخابية ودعت المصريين إلى العزوف عنها!
وأصدرت الحركة المدنية الديمقراطية قبل أيام بيانا شديد اللهجة ضد تصريحات السيسي الأخيرة والتي هدد فيها باتخاذ إجراءات بوليسية جديدة ضد من يعارضه. وتجنبت الحركة المدنية الديمقراطية الدخول في أي جدال جديد مع الإسلاميين فهي تركز فقط على الأوضاع اليائسة التي يعيشها الوطن، وهذا عين العقل وبدا واضحا أن الحركة المدنية الوليدة الجديدة أزعجت السلطات الجاثمة على أنفاسنا لدرجة أن المتحدث باسم الحركة صديقي العزيز المهندس “يحيى حسين عبدالهادي” تلقى تهديدا “عيني عينك” في مكالمة تليفونية من ضابط برتبة رفيعة في الأمن الوطني جاءته قبيل الفجر منذ أيام. ورد عليه صاحبي في قوة أنه يرفض التهديدات وربنا يحفظه.
والمطلوب الآن نظرة جديدة من أصدقائي الإسلاميين إلى هذه الحركة، وعليهم التوقف تماما عن انتقادها، مع الدعوات لها بالنجاح والتوفيق في مواجهة الاستبداد، ودعْ كل فريق يعمل بطريقته للخلاص من هذه المحنة التي تمر بها بلادي لأن أكبر المتضررين منها من فئات الشعب هم الإسلاميين والإخوان بالدرجة الأولى.. أليس كذلك؟
