عجائب عبدالقدوس
صدق من قال عن بلادي إنها بلد العجائب! يحدث فيها ما لا يخطر لك على بال! وآخر ما يؤكد ذلك ما جرى للمستشار هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات الذي أطاح به “السيسي” من منصبه لأنه تجرأ بالحديث عن الفساد الواسع الموجود في بلادنا!!.
وهذا الرجل المحترم الذي كان في يوم ما من رموز استقلال القضاء تعرض “لعلقة موت” لأن الفريق “سامي عنان” أختاره نائبا له بعدما قرر الترشح لرئاسة لانتخابات السيسي ، وكشفت الديكتاتورية التي تحكم مصر المنكوبة عن وجهها الكالح؛ حيث سارعت بإلقاء القبض على “عنان”، وتعرض نائبه لضرب مبرح وأصيب بإصابات جسيمة وكاد أن يفقد عينه.
ويدخل في دنيا العجائب في هذا الموضوع أمرين أولهما أن النظام الحاكم لم يحاول تغطية جريمته في الاعتداء على المستشار المحترم بل تم إطلاق سراح البلطجية الذين ضربوه في سابقة شاذة لم تحدث من قبل! أن تضرب خصم لك وتقول لك الشرطة براءة يا حبيبي! ومع السلامة، والواقعة الثانية أن الاستبداد الذي يحكمنا لم يكتف بهذا الطناش والتستر على المجرمين المرفوض في كل القوانين وبجميع المقاييس، بل انتهزها فرصة حديث أدلى به وزعم فيه أن “سامي عنان” يملك وثائق تدين المجلس العسكري الذي كان يحكمنا أيام الثورة.
وتم القبض على المستشار هشام جنينة بعد هذا الكلام وتقديمه إلى محاكمة عسكرية وذهب وراء الشمس مع “سامي عنان” مع أنه كان يكفي جدًا الرد عليه في بيان صادر من المسئولين بالدولة، وهذا يحدث في كل الأنظمة المحترمة والدول الديمقراطية.
ولكن لأن الفارق شاسع بيننا وبين البلدان المتحضرة فقد رأينا ما لا يخطر على بال المجني عليه الرجل المحترم تحول إلى متهم يهدد أمن الدولة.. عجائب!!!.
