أثار خبر منسوب تداوله ناشطون بمواقع التواصل للمتحدث باسم وزارة أوقاف الانقلاب جدلا واسعا بعد مبالغته في (التطبيل) والنفاق لسفيه الانقلاب عبدالفتاح السيسي عقب زيادة الأجور وتزامن ذلك مع ذكرى الإسراء والمعراج.
وقال جابر طايع، المتحدث باسم وزارة الأوقاف – في مداخلة تلفزيونية – إن “معجزة ليلة الإسراء والمعراج تتحقق جيلاً بعد جيل، ونراها عبرة في قرارات السيسي برفع الأجور، مثل رحلة الرسول للمسجد الأقصى بعدما تكالبت عليه الكُرب!”.
المتحدث باسم وزارة الأوقاف جابر طايع يقول – بمداخلة تلفزيونية – إن دروس رحلة الإسراء والمعراج تتحقق على أرض الواقع عامًا بعد عام ومنها قرار السيسي الأخير بتحسين الرواتب الذي يُعد انفراجة بعد الضيق والشدة.
لا حول ولاقوة الا بالله pic.twitter.com/4A0i7oWbxZ
— 💯ميدان رابعه العدويه 🌀 (@Isalmnahaya) April 2, 2019
متعهد حفلات
ورغم عمامته الأزهرية فإن تجربة جابر طايع تضعه كمتعهد حفلات في مصر وخارجها يبرر للانقلاب ويقبل توبة السلفيين الموالين، كما أعلن قبول عودة سعيد رسلان مشيدًا حينها بأدبه المعهود، بحسب ما قال.
وفي أكتوبر الماضي، سخر “طابع” لسانه للذب عن آل سعود بعد قتلهم للصحفي الليبرالي جمال خاشقجي، فيقول نائب وزير الأوقاف للقطاع الديني والمتحدث الرسمي بالوزارة؛ لجريدة سعودية بأن الحملة الإعلامية ضد السعودية كذب وافتراء، وأضاف أن العقلاء في جميع بقاع المعمورة يقفون صفًّا واحدًا مع قيادة بلاد الحرمين الشريفين ولا يعرفون عن القيادة إلا كل خير!

تناقض فتاوى
ولم يتغير الزمان ولا المكان ولا الحال، فتوجيهات سابقة لخطباء الأوقاف أن الغلاء ابتلاء وليس غضب من الله، ففي جمعة 30 ديسمبر 2016، كمثال، كانت الخطبة الموحدة عن أن الغلاء ابتلاء ومش بالضرورة غضب من ربنا، وكانت الرسالة الموجهة كما رآها مراقبون ونشطاء “غالباً عاوزين يقولوا إنه تكفير ذنوب نؤجر عليه فكله ف مصلحتنا يعني” كما قال أحمد سليمان.
ونظرة أوقاف الإنقلاب نحو الغلاء مصدرة إليهم من وزارة الداخلية التي تبعد عن مقر الأوقاف في القاهرة نحو 1500 متر فقط، ففي يوليو 2017، أعادت أوقاف مختار جمعة وجابر طايع، تشغيل الأسطوانة بأن “رفع الأسعار تكفير للذنوب ,,والغلاء بيد الله”، شاركتهم في ذلك دار الإفتاء.
وساخرا من تعقيب جابر طايع الأخير والذي كان له أثر من أرشيفهم، قال “مصــــــــــــــــرى”: “الأوقاف: زيادة السيسي للمرتبات انفراجة مثل الإسراء والمعراج.. لما تيجى حتة ان السيسى هو المهدي المنتظر”.
الخطيب العسكري
وكشفت الصحافة العبرية أن “السيسي” يريد شخصا ببدلة عسكرية يخطب “خطبة الجمعة”، وهو ما وفره له “شيوخ” أمنيون، حيث قال موقع “دافار وان” العبري أن عبد الفتاح السيسي يريد من حكومته قرارا بأن يتم إسناد خطبة الجمعة إلى أشخاص يرتدون الزي العسكري، معتبرا هذا هو جزء من النضال ضد التحريض على العنف والإرهاب في عدد من المساجد، بينما يرى كبار رجال الدين أن ذلك انتهاكا لحرية الفكر والوعظ.
وفي رؤيتها قال الموقع إن السبب هو أن مؤسسة الأزهر أقدم مؤسسة إسلامية في العالم السني، وتعارض قرار الحكومة المصرية لإنشاء نص موحد لخطبة الجمعة.
غير أن الواقع شهد خطبة موحدة تبرر للسيسي وتروج له مشاريعه، وهذا ما كان ما رآه المجلس الأعلى للأئمة في جامعة الأزهر من أن اعتماد خطبة موحدة من شأنه أن يقيد حرية الدعاة في التفكير والقدرة على قيادة المؤمنين، واقترح المجلس، أن يتم تدريب الوعاظ في المساجد ومساعدتهم على تجنب الأفكار المتطرفة.
رسولان من عند الله
وكانت هذه الفتوى الغريبة من نصيب الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر حيث وصف عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بالرسل الذين بعثهم الله كما بعث غيرهم، كـ “موسى وهارون” عليهما السلام، لحماية الدين، وذلك في كلمة ألقاها باحتفالية تكريم أسر شهداء الشرطة، حيث جاء في فتواه “ابتعث الله رجلين، كما ابتعث وأرسل من قبل موسى وهارون، وأرسل رجلين ما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله، وما يعلم جنود ربك إلا هو، خرج السيسي ومحمد إبراهيم”.

شرعية الصناديق
واشتهر الداعية ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بفتاوى مثيرة للجدل كفتوى ترك الزوجة للمغتصب، حيث قال برهامي: “إن شرعية الرئيس المستمدة من الصندوق مرتبطة بالقيام بمصالح البلاد، ثم يسقطها الصندوق أيضًا”.
وأضاف برهامي أن الرئيس محمد مرسي لم يكن قادرًا على تحقيق مصالح المواطنين وأن الاستقرار مهم لحقن الدماء من الفوضى.
وحول مسألة حكم العسكريين أضاف برهامي “أنه لا يمنع من حكم رجل نرى أنه الأقدر على قيادة البلاد وتعاون مؤسسات الدولة معه للمرور من الأزمة الحالية – أنه ذو خلفية عسكرية؛ وإلا فالدستور ينص على أن الدولة حكومتها مدنية، ولم نقل يلزم أن يحكمها عسكري”.
رمتني بدائها
“استخدام الدين لتحقيق أغراض سياسية.. وتوظيف الفتاوى لصالح الكسب السياسي”، كان إتهاما موجها للرئيس محمد مرسي وانصاره، إلا إنه من الملاحظ أن الشؤون المعنوية تمتلك ذراعًا دينية لا تقل أهمية عن باقي أذرعها الإعلامية والقضائية والأمنية، فمنذ 3 يوليو وسيل الفتاوى الدينية لم يتوقف من فتاوى قتل المتظاهرين لوصفهم بـ “الخوارج” إلى فتوى تطليق الزوجة الإخوانية إلى استخدام المساجد والمنابر من أجل الدعوة للمشاركة السياسية كما ظهر بوضوح في الانتخابات الرئاسية، إلى منح السيسي شرعية لأنه صار رئيسًا منتخبًا.