بقلم: محمد عبد القدوس
قبل أيام بدأت الحكومة الجديدة عملها برئاسة المهندس شريف إسماعيل بعد إدخال تعديلات عليها، وهي الحكومة الثامنة منذ ثورة يناير المجيدة عام 2011، وبحسبة بسيطة يتبين لك أن عمر حكومات مصر منذ تلك الفترة أقل من 10 أشهر. والغالبية العظمى من الوزراء مجهولون من الرأي العام ولا يعرفهم! والعديد من الرجال المحترمين يعتذرون عن قبول منصب معالي الوزير! ولا تستطيع أبدا أن تقول إن الحكومة تضم أعظم الكفاءات في مصر وذلك لعدة أسباب:
1- أن هؤلاء يختارهم في النهاية الحاكم المستبد الجاثم على أنفاسنا وهو لا يبحث عن الكفاءات، بل من يكون خادما له ومنفذ للتعليمات ومطيعا للأوامر!
2- الأمن يلعب دورا أساسيا في هذا الاختيار، ولا بد من الحصول على موافقته، وأي إنسان صاحب مبادرات أو جماهيرية أو فكر مستقل يتم الاعتراض عليه، فالمطلوب واحد موظف تدرج في مناصبه يسمع الكلام.
3- المناخ العام سيئ جدا حاليا، وبلادي منقسمة وتعيش أسوأ أوضاعها منذ استيلاء العسكر على السلطة في يوليو من عام 2013! ومستحيل أن يكون هناك أداء جيد وسط هذه الظروف لأي وزير ولو كان عبقري زمانه!
4- ومن يعمل وزيرا في تلك الأجواء الصعبة يكون في مهب الريح، وعلى كف عفريت، خاصة إذا حاول أن يثبت شخصيته!
وخلاصة كل ذلك أن التغيرات المطلوبة كلها تجري على طريقة "الدو وشاهين" وهو مثل مصري شهير للتعبير على أن كله زي بعضه! فلا يوجد تغيير حقيقي.
————————————————————————–
المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها