شاهد| أزمة مانشيت المصري اليوم.. النقيب يشارك في قمع الصحافة

- ‎فيتقارير

«عزيزى القارئ لا تصدق معظم ما ينقله إليك الإعلام، فنحن لا ننقل لك إلا ما يسمح لنا بنقله، الأشجع فينا فى هذه اللحظة هو من يحنى رأسه للعاصفة ويضعها فى الرمال حتى لا يسير فى ركب «التضليل». أصبح الصمت فضيلة أخشى أن يحاسب من يرتكبها وبأثر رجعى على عدم مشاركته «جوقة التطبيل»، لا يريدوننا إلا أصداء لأصواتهم. عزيزى القارئ، بعد ما جرى مع «المصرى اليوم» عقب نشرها مانشيت «الدولة تحشد الناخبين فى آخر أيام الانتخابات»، لا تثق فيما تنقله لك منصات الأخبار، فالكل صار يعمل رافعا شعار «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها».

كان هذا تعليق الكاتب الصحفي محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، تعليقا على أزمة مانشيت المصري اليوم في عدد الخميس الماضي 29 مارس 2018م.

ويضيف عبد الحفيظ: «حالنا يصعب على الكافر»، نزل سقف الإعلام بكل منصاته إلى الأرض بالفعل، فمعظم وسائل الإعلام جرى تأميمها، والمواقع التى رفضت أن تدخل «الحظيرة» جرى حجبها، و«الرقيب» ضاعف قائمة الممنوعات، لدرجة أن مجرد نقل خبر عن عمليات الحشد التى قام بها رجال أعمال ونواب للجان خلال الانتخابات الرئاسية، صار تهمة يحال بها الصحيفة ورئيس تحريرها إلى النيابة».

نقيب بدرجة مخبر

المؤسف في الأمر هو تحول النقيب الموالي للحكومة عبد المحسن سلامة إلى جزء من مخططات قمع الصحافة وحرية التعبير, ففي مداخلة له مع المذيعة رشا نبيل في برنامج “مصر اليوم” عبر التلفزيون الحكومي مساء الخميس، اعتبر سلامة تطرق أي صحيفة في عنوانها إلى كلمة “الحشد” لا يعتبر خطأ مهنيا، ولكن حال تطرقها إلى الحشد لمرشح بعينه هنا يقع الخطأ حال عدم توافر أدلة على ذلك.

لكن النقيب الحكومي، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «مساء dmc»، المذاع عبر فضائية «dmc»، مساء السبت 31 مارس، اعتبر مانشيت “المصري اليوم” خطأ، كاشفا عن تواصله منذ اللحظات الأولى مع رئيس تحرير جريدة المصري اليوم؛ لتصحيح هذا الخطأ وتم نشر توضيح بهذا الشأن!.

هذا الموقف يؤكد بوضوح أن ولاء النقيب للحكومة والأجهزة الأمنية التي جاءت به نقيبا عبر حشد صحفيي المؤسسات الحكومية في الأهرام والأخبار والجمهورية، كما يكشف عن دور النقيب في قمع حرية الإعلام والصحافة، وتبني المواقف الحكومية والأمنية على حساب المهنة وأصحابها.

من جانبه دافع محمد السيد صالح، رئيس تحرير المصري اليوم، عن موقف الجريدة، مؤكدا أن المانشيت الذي أثار هذه الضجة “مهنيٌّ” في كل شيء؛ قائلا: «أتحدى أن يعثر أي شخص على خطأ مهني واحد فى المانشيت». ويضيف أن الجريدة لم تخرج على الدقة في تغطيتها للانتخابات والتزمت كل المعايير المهنية. يوافقه في الرأي الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز، الذي قال إن المانشيت دلل على كل حرف فيه في محتوى التغطية.

ورغم أن رئيس تحرير المصري اليوم حاول تفسير المانشيت باعتباره أن ما جرى يعد حشدا إيجابيا من جانب الدولة وليس لصالح مرشحٍ بعينه؛ إلا أن الحقيقة هي أن النظام كان يريد المشاركة دون النظر إلى توجهات التصويت، ذلك أن النتيجة كانت معلومة سلفا، ولا يريد النظام سوى أعداد وطوابير يقوم بتسويقها للخارج حتى يدلل على شعبيته، لذلك جاءت ممارسات الحشد سياسية بامتياز تصب في صالح نظام عسكر 30 يونيو.