شاهد..«4» ملاحظات صادمة على تصريحات “بن سلمان”

- ‎فيتقارير

جاءت تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية، صادمًا من كل الوجوه والزوايا؛ ذلك أن ولي العهد الطامع في وراثة العرش السعودي لم يكتف فقط بالاعتراف بالصهاينة المحتلين من باب الواقعية السياسية كما يبررون، بل إنه تجاوز ذلك إلى الاعتراف بحق الصهاينة في أرض فلسطين، مُتبنيًا الرواية الصهيونية على حساب الحقوق العربية والفلسطينية المشروعة.

هذه التصريحات تكشف عن تحولات كارثية وصادمة في توجهات سياسة «بلاد الحرمين الشريفين» نحو قضية المسلمين والعرب الأولى “فلسطين والمسجد الأقصى”، كما تكشف جانبا مخيفا من “صفقة القرن” المرتقبة.

«جيفري جولدبيرغ»، الصحفي الذي أجرى الحوار مع ولي العهد، كان مُتنبّهًا للجانب الفريد في تصريحات الأمير الشاب، وما يميّزه عن غيره من الحكام العرب الذي قبلوا بوجود “إسرائيل”. فعبّر عن ذلك بما نقله عن “دنيس روس”، المبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط، حينما قال: “إن القادة المعتدلين العرب وإن اعترفوا بالوجود الواقعي لإسرائيل، فإنّهم لم يتحدثوا أبدا عن الحقّ اليهودي في أرض الأجداد، واعتبروا ذلك دائما خطًا أحمر”.

تبنّي الرواية الصهيونية

الملاحظة الأولى أن الأمير السعودي الشاب يتبنّى الرواية الصهيونية في قضية المسلمين والعرب الأولى؛ حيث اعترف بحق اليهود في أرضهم بفلسطين، وجاء أحد العناوين الفرعية للمجلة الأمريكية على النحو التالي: «في محادثة واسعة وشاملة، اعترف الأمير محمد بن سلمان أيضا بحق اليهود في أرضهم».

وما يؤكد أن ولي العهد السعودي قصد هذا المعنى حرفيا، وليس استنتاجا من جانب الصحفي «جيفري جولدبيرغ» الذي أجرى الحوار مع الأمير الشاب أو إدارة التحرير بالمجلة، أن الحكومة السعودية لم تعتذر عن تلك التصريحات التي وردت بالصياغة السابقة، بل إن صحيفة “سبق” السعودية، المقربة من الأمير وسياساته، نشرت في مفتتح خبر صاغه الصحفي محمد حضاض، ما يلي: “أجاب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الحوار الذي أجرته معه مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية، عن حق الشعب اليهودي في أن يكون له دولة قومية في جزء من موطن أجداده”، دون أيّ محاولة لإعادة تقديم إجابة الأمير بما ينفي عنوان المجلة واستنتاجها.

“إسرائيل” في معسكر الخير

الملاحظة الثانية، أن ولي العهد لم يكتف بتبني الرواية الصهيونية، بل لا يرى في إسرائيل أي قدر من الشر، حيث اعتبر إيران وجماعة الإخوان المسلمين، كبرى الحركات السنية في العالم، إضافة إلى ما وصفها بالتنظيمات المتطرفة في إشارة إلى داعش والقاعدة، يمثلون معسكر “الشر”، فولي العهد الطامح في وراثة العرش جعل الإخوان في معسكر الشر، وعدم إدراج الاحتلال الصهيوني يعني بكل وضوح أنها ضمن معسكر «الخير!»، وهو التحالف الذي يضم النظم العربية المستبدة كالسعودية والإمارات ومصر، إضافة إلى “إسرائيل”، في ظل الرعاية الأمريكية لهذا التحالف الموسع.

عداء للإخوان وعمالة للغرب

الملاحظة الثالثة، أنه يمكن تفهم عداوة ولي العهد لإيران بسبب أطماعها التوسعية، وكذلك التنظيمات الإرهابية لأنها نفذت عمليات مسلحة داخل الممكلة، لكن لماذا يعادي الإخوان وهم لم يظهروا عداوتهم للمملكة مطلقا في أي وقت من الأوقات؟!.

تحدّث الأمير عن مشكلتين في جماعة الإخوان المسلمين: الأولى سعيها لإقامة إمبراطورية إسلامية، وهي في سبيل هذا المسعى– بحسب الأمير- “تُضلّل” المسلمين حينما تجعل واجبهم منوطا بإقامة هذه الإمبراطورية وكذلك كرامتهم.

أما مشكلتها الثانية فهي استخدامها النظام الديمقراطي لإقامة خلافة ظلّ في كل مكان، ثم إقامة إمبراطورية حقيقية.

فالأمير يبيع للغرب الخوف من قيام إمبراطورية إسلامية، إنّه بشكل مباشر يقول للغربيين نحن الذين نمنع قيام قوّة محترمة للمسلمين، إن قيام أي قوة محترمة للمسلمين من شأنها أن تهدّد هيمنتكم على العالم، ومن هذه الجهة يربط الأمير بين إيران والإخوان المسلمين والجماعات “السنّية الإرهابية”.

من ناحية أخرى، يحذّر الأمير من التأسيس لديمقراطيات عربية، بأن الديمقراطية في العالم العربي ستأتي للغرب بإمبراطورية إسلامية، هكذا يخوّف الأمير الغربيين، ويعرض عليهم خدامته في منع أيّ صعود إسلامي.

الاستبداد المطلق

الملاحظة الرابعة أن الأمير يَعِدُ عالمنا العربي بالاستبداد المطلق، فالديمقراطية مخيفة له، ومحاربتها مما يبيعه للغرب لضمان دعمه في الحكم، باختصار بحسب عرابي، فإن الأمير يبيع للغرب التخويف من “إمبراطورية الإخوان المسلمين المحتملة”، ويبيعهم “دعم الحقّ اليهودي في فلسطين”، ويقول لهم: نحن نفعل لكم ما تريدون، فلا تتخلّوا عنّا، نحن الذين لا نحمي مصالحكم الراهنة فحسب بل نحمي مستقبلكم أيضا، وإنّكم لن تجدوا من يفعل لكم هذا مثلي، لا بين أسلافي ولا فيمن يأتي من بعدي!.