تحولت مصر خلال الأسبوعين الماضيين، إلى أداة من أدوات السخرية والفكاهة في الإعلام الغربي، على خلفية مسرحية انتخابات الرئاسة التي نافس فيها الجنرال نفسه بالدفع بمرشح من مؤيديه وأنصاره.
السخرية كانت لاذعة وشديدة الانتقاد للأوضاع السياسية المصرية بعد انقلاب 30 يونيو 2013م، الأمر الذي استفز أبواق العسكر الإعلامية التي راحت تتهم الإعلام الغربي بالأخونة!.
مذيع هولندي اتهموه بالأخونة
الإعلامي الهولندي “آريين لوباخ”- عبر برنامجه “الأحد مع لوباخ”، الذي يعرض على قناة “VPRO” الهولندية- سخر من “الانتخابات الهزلية” التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، وفق قوله.
وتهكم “لوباخ” على وجود مرشح منافس للسيسي ومؤيد له في الوقت ذاته، في إشارة إلى رئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى.
وقال لوباخ: إن وضع ثلاثة أيام للتصويت ينبئ بوجود عدد كبير جدا من المرشحين، إلا أن الصور المنشورة في الشوارع تظهر أولا عبد الفتاح السيسي، ثم السيسي، ثم السيسي، موضحا أن الانتخابات شهدت عزوفا كبيرا عن التصويت.
سخرية “آريين لوباخ” تسببت في غضب واضح في الإعلام المصري، إذ قالت صحيفة “اليوم السابع”، إن لوباخ على صلة بدولة قطر وجماعة الإخوان المسلمين.
وتابعت الصحيفة أن لوباخ أراد الإساءة لعلاقات مصر وهولندا، ناقلة عما أسمتها “المصادر الهولندية”، قولها إن آريين لوباخ إعلامي “مغمور” عمل على لفت الانتباه مع قرب انتهاء عقده، الذي لا تنوي قناة “VPRO” تجديده.
فيما نشر موقع قناة “صدى البلد” خبرا تحت عنوان “أموال الإرهابيين تصل أمستردام”، قالت فيه إن “هولندا التزمت الصمت التام، رغم الإساءة البالغة التي وجهها المذيع (للشعب المصري)، والاتهامات التي لم يستند فيها إلى أي دليل”.
بدوره، وجه الإعلامي نشأت الديهي شتائم لآريين لوباخ، واصفا إياه بـ”الوغد، واللطخ”، خلال برنامجه “بالورقة والقلم” على قناة “تين”.
وقال الديهي: إن الإعلام المصري ليس عاجزا على كشف ما يحدث من “بلاوي” في هولندا وبلجيكا وغيرهما، وإن السكوت على اتهامات لوباخ قد يجر إلى أزمة بين البلدين.
جون أوليفر يمسح بالسيسي الأرض
أما المذيع البريطاني جون أوليفر، فقدم وصلة تريقة فكاهية على مسرحية السيسي، وسط ضحات وقهقهات الجمهور الذي تجاوب مع السخرية بطريقة لاذعة.
وأبدى الإعلامي البريطاني، ذائع الصيت في أمريكا أيضا لتقديمه برامج ساخرة منذ سنوات، اندهاشه من المشهد المصري في ظل انعدام التنافسية، والزج بموسى مصطفى موسى منافسا للسيسي رغم أنه أحد مؤيديه وأنصاره.
« Last Week Tonight»
وكان جون أوليفر قد قدم منذ سنوات فقرة ساخرة عن السيسي أثارت غضب الأبواق الإعلامية للعسكر، عبر برنامج «Last Week Tonight»، فبالإضافةً إلى سخريته من المرشح للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، سخر من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وأشار أوليفير إلى الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر، قائلاً: إنّ “السيسي لا يتعامل معها بشكل جيّد”. وكانت موقعة “السجادة الحمراء” حاضرة في حلقة أوليفر، إذ سخر من فرش سجادة حمراء لموكب السيسي، في نفس اليوم الذي أبلغ الأخير المصريين أن الدولة لن تستطيع تحمل أعباء المياه.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل سخر أيضاً من خطة التنمية الشاملة 2030، التي أطلقها السيسي في مسرح الجلاء، معتبراً أنّ عنوان الخطة “Egypt’s vision 2030” مرتبط بِقِصَرِ النظر. وعرض أوليفر مقتطفات من خطاب السيسي، تحديدا “صبح على مصر بجنيه”، حيث قال: “السيسي يتوسل الدعم المادي تماما كما تتوسل بولا دين لإبقائها في برنامج (الرقص مع النجوم)”.
وكانت السخرية الأكبر بعد عرض مقطع “ماتسمعوش كلام حد غيري”، حيث قال أوليفر: “إنه ليس بأمر جيد عندما يبدو رئيس بلدك كمعلّم بديل خائف.. وكما المعلم البديل، نحس أنّ السيسي سيسقط قريبا جدا جدا”.