الصهيوني “ليبرمان” لموقع سعودي : تربطنا علاقات قوية بعواصم عربية

- ‎فيتقارير

تواصل مسلسل التطبيع السعودي مع إسرائيل من خلال صحيفة “إيلاف السعودية” التي نشرت مقابلة مع المتطرف الصهيوني أفيغدور ليبرمان، وزير الأمن بالكيان الصهيوني، حيث أكد على أن علاقات بلاده بعواصم عربية – لم يسمها – قوية للغاية.

الحوار الذي وصفته الصحيفة السعودية بـ “غير المسبوق” يأتي تزامنا مع ارتقاء عشرات الشهداء الفلسطينيين (39 شهيدا حتى اليوم وآلاف الجرحى) في مواجهات مستمرة مع مليشيات الاحتلال في ذكرى يوم الأرض حتى يوم النكبة 15 مايو المقبل.

ليبرمان في حواره هاجم النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي وتباهى بالحوار مع دول عربية، ويهدد إيران، إضافة إلى دفاعه عن اتهام “إسرائيل” باغتيال المهندس فادي البطش، بل وحتى الاستهزاء بالشهيد، كذلك دفاعه عن قتل المدنيين على حدود قطاع غزة.

وكشف ليبرمان للصحيفة السعودية “أن هناك حوارًا مع دول عربية” يرفض تسميتها، وأن “الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وأن ثمة تفاهما على نحو 75 في المئة”، مشيراً إلى وجود “حوار بناء وتفاهم تام مع الدول العربية حول قضايا المنطقة المفصلية”، في إشارة إلى “الرياض وأبو ظبي والقاهرة”.

ليبرلمان زعم أن بلاده لا تريد الحرب مع أحد، لكنه غازل السعوديين بالتأكيد على أنها لن تسمح بمنصات إيرانية في سوريا مهما كان الثمن، متوعداً بأنه إذا هاجمت إيران تل أبيب، فإن إسرائيل “ستضرب طهران، وستدمر كل موقع عسكري إيراني يهدد إسرائيل في سوريا، مهما كان الثمن”.

وبشأن القضية الفلسطينية، اعتبر ليبرمان أن “الحل يجب أن يكون إقليمياً لا ثنائياً، وليس على مراحل بل بالتوازي والتزامن يكون الوصول لحل الدولتين والسلام مع الدول العربية وحل وضع عرب إسرائيل”. واقترح “تبادل الأراضي والسكان بين إسرائيل والفلسطينيين”.

كما زعم الوزير الإسرائيلي أن “حماس تستخدم الأطفال والنساء دروعًا بشرية”، محملاً الحركة مسؤولية سقوط عدد من الضحايا خلال الأسابيع الأخيرة في إشارة إلى “مسيرات العودة”.

وانتقد في حديثه لـ”إيلاف” أعضاء الكنيست العرب، ويتهمهم بدعم ومساندة الإرهاب، واصفاً إياهم بـ “أعداء إسرائيل”، لافتاً إلى أن من واجب الديمقراطية أن تدافع عن نفسها.

وفي قضية اغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، نفى ليبرمان وقوف إسرائيل وراء العملية، إلا أنه ادعى أن “البطش لم يكن عالمًا يسعى لجلب الكهرباء إلى غزة، بل كان يعمل على تطوير طائرات مسيرة وجعل صواريخ حماس أكثر دقة”. وردا على سؤال عمن يقف وراء الاغتيال رد الوزير الإسرائيلي “اسأل جيمس بوند .. ربما قتله جيمس بوند كما في الأفلام”.

إلى ذلك، رأى ليبرمان أن “النظام الإيراني الحالي يعيش أواخر أيامه، وأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سيؤدي إلى انهيار إيران اقتصاديًا، وهذا ما يخشاه النظام الإيراني الذي أنفق في سوريا حتى الآن أكثر من 13 مليار دولار، وينفق ملياري دولار سنويًا على حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي والمليشيات “الإرهابية” الأخرى على حد زعمه، ما أضعف طهران وأفرغ خزائنها”، بحسب قوله.

تطبيع مشبوه

ولم يكن غريباً للمراقبين السياسيين والباحثين التاريخيين تأكيد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى لوكالة “فرانس برس” في أكتوبر 2017 أن الأمير السعودي، الذي زار تل أبيب قبل عدة شهور، هو ولي العهد، محمد بن سلمان، خصوصاً في ظل الخطوات الأخيرة المتسارعة لمحور “الرياض – أبو ظبي” نحو التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. بيد أن الزيارة لم تمثل التنسيق الأول والوحيد بين الرياض وتل أبيب، إذ يحظى البلدان بتاريخ طويل ومشترك من التعاون السري في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

وبعد انتهاء الجولة الأولى من ثورات الربيع العربي، وبدء عهد “الثورة المضادة” في مصر، والتي انتهت بالانقلاب على نظام الرئيس المنتخب، محمد مرسي، تقاطعت الطرق الإسرائيلية – السعودية من جديد بالتنسيق حول تحسين صورة الانقلاب وسط دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

لكن الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، والذي رافقه صعود محمد بن سلمان، نجل العاهل السعودي بتعيينه ولياً للعهد، حتّم تسريع العلاقات بين البلدين بدعوى مواجهة عدو مشترك يتمثل في إيران، حيث التقى اللواء المتقاعد، أنور عشقي، المستشار السابق لرئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان، عددا من المسؤولين الإسرائيليين المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعلى رأسهم المدير العام لوزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية، دور غولد. ولم تكن لقاءات عشقي الأولى من نوعها.

وأسس محمد بن سلمان جماعة ضغط سعودية في أميركا سميت باسم “سابراك” برئاسة أحد الصحافيين المقربين منه، ويدعى سلمان الأنصاري، والذي نشر على الفور مقالة في صحيفة “ذا هيل” الأميركية قال فيها، إن وجود إيران كعدو مشترك يحتّم على إسرائيل والسعودية أن تعجلا بتطبيع العلاقات، وتأسيس رابطة متينة وقوية بينهما، مؤكداً استعداد ولي العهد شخصياً لإقامة علاقات دائمة مع إسرائيل.

ولم يكتف اللوبي السعودي في واشنطن بمغازلة إسرائيل والتقرب منها علناً، بل دعا إلى تنظيم ندوات تنسيقية وأمنية بين البلدين، مما يوحي بأن هدف تأسيس جماعة الضغط هذه كان افتتاح قناة تواصل رسمية بين الطرفين في واشنطن، دون التعرض لضغوط شعبية.