حتى تتماسك شبه دولة السيسي .. أجهزته السيادية تهدد قيادات ليبرالية بالقتل والتشهير

- ‎فيتقارير

تعودنا من المنقلب الكذاب الأشر عبدالفتاح السيسي أن يفعل عكس ما يتكلم؛ فقد صرح عندما كان وزيرا للدفاع أن استخدام القوة في سيناء سوف يؤدي إلى انفصالها كما حدث في جنوب السودان، لكنه بعد انقلاب 30 يونيو راح يستخدم كل أنواع “القوة الغاشمة” في سيناء!

وخلال مشاركته أمس السبت 28 أبريل 2018م، في الندوة التثقيفية رقم 28 للقوات المسلحة، راح الجنرال يثرثر كثيرا حول “تماسك الدولة” ؛ رغم أنه قاد انقلابا دمويا على أول حكومة منتخبة ديمقراطيا، وسفك دماء آلاف الأبرياء في سبيل السطو على كرسي الحكم، وتغنى شيعته وأنصاره “انتوا شعب واحنا شعب”.

لم يترك السيسي سبيلا إلى تمزيق الشعب وغرس الكراهية بين المواطنين والنظام إلا سلكه ولم يترك إجراء من شأنه أن ينغص على الشعب حياته ويحيلها إلى جحيم إلا نفذه وقرره.

الغدر والخيانة والانقلاب على الرئيس والحكومة المنتخبة والقتل والاعتقالات ومصادرة الحريات وتلفيق التهم وتأميم الفضاء السياسي والإعلامي ورفع الدعم، ورفع الأسعار وتعويم الجنيه والتوسع في الاستدانة وإهدار مليارات الجنيهات على مشروعات وهمية كل ذلك فعله السيسي بدرجة احترافية تثير الدهشة المصبوغة بالحزن والغضب.

فهل تفضي هذه الممارسات الإجرامية إلى تماسك الدولة؟! وهل بالقمع والاستبداد تحيا الدول والشعوب؟ وهل بالظلم والتلفيق وتأميم الفضاء السياسي والإعلامي وتسييس القضاء والإسهال في أحكام الإعدام يمكن أن تفضي إلى استقرار أو تماسك؟!

تهديد قيادات ليبرالية

وكان آخر محاولات الجنرال المعتوه، حتى تتماسك الدولة وفقا لتصريحاته أمس قيام الأجهزة الأمنية الموالية له أواخر الأسبوع الماضي بتهديد قيادات ليبرالية بالتوقف عن انتقاد نظام العسكر، حيث كشف المهندس يحيى حسين عبدالهادي، المتحدث باسم الحركة المدنية، عن تلقيه رسالة تهديد ثانية خلال “3” شهور فقط!

يقول عبدالهادي إنهم في هذه المرة هددوه بـ (أَلِّم نفسي) إلم يمتنع عن الكتابة وإلَّا (مش حيحصل طيب)، وأرسلوا له رسالةً صوتيةً عبارة عن حديثٍ خليعٍ بين رجلٍ وامرأةٍ سيُنسَب إلَيه وفقاً لمكالمة التهديد.

عبدالهادي لم يرضح لهذه التهديدات الإجرامية، وانتقد “الحقارة في الأداء من جانب أجهزةٍ تتقاضى رواتبها من أموالنا” والتهديد ربما رَد فعلٍ على مقاله عن قصة الإمام أحمد بن حنبل بعنوان : “دعائه على الحاكم المستبد” (يا رب .. لقد غَرَّ حِلمُك هذا الفاجر).

وسبق أن صرح عبدالهادي في مطلع فبراير الماضي بأنه تلقى رسالة تهديد من أحد قيادات جهاز الأمن الوطني، حذره خلالها من أي تصعيد ضد السلطة، عقب تبني “الحركة المدنية” الدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية التي أجريت في مارس الماضي.

ولاحظ عبدالهادي أن “رسالة التهديد السابقة (منذ حوالي ثلاثة شهور) كانت أكثر أدبًا من تِلك .. لكن المعنى واحدٌ”.

وكان الناشط السياسي حازم عبدالعظيم قد تلقى تهديدا أواخر مارس الماضي، يحذره من الاستمرار في توجيه الانتقادات لسلطات انقلاب 30 يونيو، ويطالبه بالسكوت والتركيز في حياته الشخصية حرصا على أولاده وأسرته.

ونشر عبد العظيم ، الذي كان داعما لزعيم الانقلاب قبل أن يستفيق إلى الحق ــ تسجيلين صوتيين عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، لشخصين مجهولين يرجح انتماؤهما إلى جهة أمنية، مصحوبة بتغريده قال فيها: “الباشا اللي بيهددني ما يعرفش إني بسجل كل المكالمات .. بلاغ للنائب العام .. ده لو ينفع يعني”.

وتابع: “ده التهديد اللي وصلني في 24 يناير 2018 الماضي .. عايزين مننا ايه؟ ورئيسك قال كل واحد يتكلم براحته ومافيش توجيهات بكدة”.

وقال عبد العظيم في تصريحات لـ “الجزيرة مباشر” أمس: “أنا مش هتكلم الفترة اللي جايه لو ده اللي هما عايزينه .. وحسبي الله ونعم الوكيل”، مرجحا أن يتم تلفيق عدد من القضايا له خلال الفترة القادمة.

وأضاف: “أي حاجة بتكسر أي بني آدم تهديده بأسرته”، وتابع موجها حديثه للسيسي ونظامه: “خلاص مش هتكلم تاني واعتبروني مجنون وابعدوا عني أنا وأسرتي”.

دلالات هذه التهديدات

وبحسب مراقبين فإن هذه التهديدات تمضي على نفس سياسات نظام مبارك وحكام العسكر السابقين، لكنها في عهد السيسي تجاوزت كل حد وباتت تضاهي جرائم النازية والفاشية من قتل للأبرياء ووضع سلاح بجانبهم أو تهديد معارضين باستهداف أولادهم وزوجاتهم وتلفيق شرائط جنسية ملفقة لهم.

هذه التهديدات ـــ وفقا لمحللين ـــ تكشف ضمنا سر تحول معارضين ناصريين سابقين من أمثال عبد الحليم قنديل ونائب البرلمان السابق حيدر بغدادي إلى دعم النظام والدفاع عنه وما تسرب عن أشرطة جنسية لهم، وأساليب التجنيد القذرة لمن يؤيدون السيسي والانقلاب حاليا.

كما تكشف هذه التهديدات عن اتساع دائرة الاستهداف لكل معارض لسلطة الانقلاب وعدم الاكتفاء بجماعة الإخوان أو رافضي الانقلاب منذ ساعاته الأولى ليشمل قطاعات واسعة من الشعب؛ فبعدما كان يقال احنا شعب وانتوا شعب أصبح الوضع الآن بعد معاداة السيسي لكل الشعب بمختلف قطاعاته: “احنا السادة وانتوا العبيد”!.