شاهد.. بين طفل الشروق وأطفال المريوطية.. الشرطة في خدمة النظام والأغنياء

- ‎فيتقارير

بين طفل “الشروق” الذي ينحدر من أسرة ثرية وتحركت وزارة الداخلية لاستعادته من خاطفيه خلال 5 أيام، والأطفال الثلاثة الذين عُثر على جثثهم متعفنة بمنطقة المريوطية، تظهر صورة مصر ما بعد انقلاب 30 يونيو واضحة بلا رتوش، فهي بلد الحكام والأثرياء، أما الفقراء فلا نصير لهم إلا الله.

وقررت نيابة العمرانية في مصر، اليوم الثلاثاء، تكليف الطب الشرعي لتشريح جثامين 3 أطفال، عثر عليهم مذبوحين بجوار فندق شهير بمنطقة المريوطية جنوب العاصمة القاهرة، على أن يتولى الطبيب الشرعي كتابة تقرير حول أسباب الوفاة، وتوقيتها، وتبيان ما إذا كان الأطفال الثلاثة تعرضوا لعمليات استئصال أعضاء بشرية.

وطلبت النيابة تحريات إدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية حول الواقعة؛ بهدف التوصل إلى هوية المجني عليهم والجناة، بعد العثور على جثامين الأطفال داخل أكياس بلاستيكية سوداء في حالة تعفن شديدة، وعليها آثار ذبح.

وتكثف أجهزة الأمن بمحافظة الجيزة من جهودها لسرعة كشف غموض الجريمة، والتوصل إلى الجناة، بعد فرض طوق أمني حول موقع العثور على الجثث، خاصة وأنها أحدثت صدمة واسعة في المجتمع المصري غير المعتاد على هذا النوع من الجرائم.

وترجح مصادر أمنية بالجيزة أن تكون عصابة للاتجار في الأعضاء البشرية وراء واقعة العثور على جثث 3 أطفال بمنطقة المريوطية، صباح اليوم الثلاثاء. وأوضح المصدر أن طريقة التخلص من الأطفال تشير إلى أنهم سقطوا ضحية لمثل تلك العصابات، مشيرا إلى أن نتائج التحقيقات ستكشف الملابسات كافة.

وتأتي هذه الحوادث الدامية في ظل اهتمام الجنرال السيسي بأبناء ضباط الجيش والشرطة، بينما يبقى أبناء الشعب بلا رعاية أو كفالة يعانون الجوع والقتل، ويتزامن ذلك مع اهتمام عالمي بإنقاذ 12 طفلا في تايلاند سقطوا في كهف عميق وسط اهتمام عالمي واسع، بينما يبقى أطفال مصر في الشوارع يعانون الجوع والقتل والتشرد.

لماذا تجاهلت الشرطة خطفهم؟

عندما اختُطف طفل الشروق، تحركت الوزارة بتوجيهات من الوزير، وشاركت أفرع الوزارة في عملية استرداد الطفل من الأمن الوطني والأمن العام والقوات الخاصة وغيرها، حتى تكللت الجهود بالنجاح وهو جهد مشكور، فلماذا لم تتحرك بنفس القدر والاهتمام عندما اختطف الأطفال الثلاثة الذين عثر على جثثهم متعفنة داخل أكياس بلاستيكية بجوار فندق شهير بمنطقة المريوطية بالجيزة؟

بلا شك فإن أسرهم تقدمت بشكاوى لأقسام الشرطة التابعين لها عندما اختطفوا، ربما يكون ذلك قبل أسبوع أو أسبوعين، لكن المؤسف أن الشرطة لم تتحرك إلا بعد العثور على الجثث المتعفنة!، فلماذا لم يتحركوا عندما تم اختطافهم كما فعلوا مع طفل الشروق الثري؟!

هل معيار الغنى والنفوذ هو الأساس في تحركات الداخلية؟ فإذا كان صاحب الشكوى غنيا وذا نفوذ تحركت الوزارة أما إذا كان فقيرا فالإهمال والتجاهل مثواه؟ وهل ينهض وطن يقوم على مثل هذا التمييز وتلك العنصرية؟ هل يتقدم وطن وفيروسات الطبقية تنهش فيه بلا توقف بفعل الفساد والظلم والاستكبار؟

إعلام أم “طبالين”؟

وعندما تدخل الإعلام على الخط، كان يمارس دوره باعتباره صوت السلطة لا صوت الشعب، يمجد في قراراتها ويشيد بتحركاتها، ويتغاضى عمدا عن جرائم النظام وخطاياه.

وفي عدد أمس الإثنين 09 يوليو2018م، خرجت صحيفة “اليوم السابع” بمانشيت عريض احتل مساحة كبيرة من الغلاف، تشيد فيه بوزارة الداخلية لقدرتها على استرجاع طفل مدينة “الشروق” الذي اختطفته إحدى العصابات وطلبت فدية كبير من جده الثري. وجاء المانشيت على النحو التالي: (مصر بلد الأمن والأمان.. “الداخلية” تنجح فى إعادة طفل الشروق إلى أحضان أسرته.. القبض على 4 مشتبه بهم.. وأجهزة الأمن تعيد 100 ألف دولار لأسرة الطفل).

فهل تجرؤ الصحيفة على تناول كارثة العثور على جثث الأطفال الثلاثة في مانشيت الأربعاء؟ أم أن تناولها سيكون هامشيا؟ ألم يتم تجاهل الموضوع من الأساس حرصا على مشاعر السادة في دهاليز لاظوغلي والأمن الوطني؟