استعاد نشطاء تعليقات الشيخ رائد صلاح شيخ المسجد الأقصى الشريف في أكتوبر 2013، وأعادوا بثها عبر مواقع التواصل الإجتماعي عندما وصف حينها الرئيس مرسي بنصير المسجد الأقصى، وأن الانقلاب على د. مرسي كان في أحد جوانبه انقلابا على القدس والمسجد الأقصى، وأكد على ذلك برأيهم السماح لصحفي صهيوني – دون غيره حتى من المصريين – بتصوير مقبرة المرشدين التي دفن الرئيس مرسي تشفيا في الصامد بوجه المشروع الصهيوني.
والتقى الشيخ رائد صلاح مع مقدم برنامج "بلا حدود" ليكشف أن الرئيس محمد مرسي كان يُعدّ مشروعا كبيرا للمسجد الأقصى، قائلا: "كان يتصل بي دائما للاطئمنان على أحوال القدس وأخبار الأقصى أولا بأوّل بل وأبعد من ذلك بكثير".
وأضاف: "دعيت إلى مصر أكثر من مرة في عهد مرسي لكنها عرقلت من جهات أظنها من الدولة العميقة والمخابرات للنظام السابق".
وتابع: "الرئيس مرسي كان يخطط لمشروع من أجل الأقصى، وهو إعداد عشرات آلاف الأئمة ونشرهم في المساجد ليكونوا سفراء لقضية القدس والأقصى لربط المصريين بقضية القدس والأقصى" مشيرا إلى أن تنسيقا مباشرا من الرئيس مرسي بشكل مباشر ومتكرر ونقل تقارير دورية له حول قضية تهويد القدس.
وأكد أنه تم الاتفاق مع الرئيس محمد مرسي على إطلاق عدة مبادرات ومؤسسات أهلية تتبنى قضية الأقصى وقد شرفت بعضوية أحدها واسمها مؤسسة رواحل.
لن نترك غزة وحدها
من جانبه، أكد همام سعيد، المراقب العام السابق لإخوان الأردن، أن الرئيس محمد مرسي كان يحاكم ودفع ثمن مساندته للقضية الفلسطينية أثناء حكمه وبقتله، عندما أكد أن مصر لن تترك غزة وحدها أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من أوائل المعزين لعائلة الدكتور مرسي، وأكد على معنى مشابها لذلك، وهاتف إسماعيل هنية حرم الرئيس الشهيد محمد مرسي، وقدم لها وللأسرة وللشعب المصري والأمة العربية والإسلامية التعازي الحارة بوفاته.
وقال بيان صادر عن مكتب هنية: إنه "استعرض مواقف الرئيس مرسي تجاه القضية الفلسطينية والقدس وغزة في مختلف محطات جهوده في العمل العام سواء نائبا في البرلمان أو رئيسا لجمهورية مصر العربية”، مشيرا إلى أنه"جرى خلال الاتصال الإشارة إلى موقفه المحوري من العدوان الإسرائيلي ضد غزة في العام 2012م، والاتصالات اليومية التي كان يجريها معه آنذاك، ومتابعته اللحظية رحمه الله من أجل وقف ذلك العدوان وكبح جماح الاحتلال".
وأضاف البيان أن "هنية استعرض الجهود السياسية والدبلوماسية للرئيس مرسي من أجل القضية الفلسطينية في مختلف المحافل والمواقع، ودوره في إسناد ودعم الشعب الفلسطيني، وذلك انطلاقا من الموقف الراسخ للدولة المصرية الشقيقة في تبني ودعم الحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني".
وقام أطفال بتوزيع التمور في المسجد الأقصى المبارك عن روح الرئيس الراحل محمد مرسي، وأدى الفلسطينيون في جميع مساجد غزة اليوم صلاة الغائب على روح الشهيد الرئيس مرسي، وقال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج د. ماهر صلاح: إن الرئيس محمد مرسي رحل وقلبه مملوء بحب فلسطين والقدس ورفعة الأمة ومستقبلها.
دحض افتراءات
واعتنى الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بتأكيد أن من يدّعون أن الرئيس مرسي وافق على توطين أهل غزة بسيناء كذابون وأقسم بالله هذا لم يحدث أبدًا، والرئيس مرسي بريء من هذه الاتهامات لقي ربه ثابتا على الجمر لم يبع ولم يشتر.
وأوضح مشعل بتفصيل: "والرئيس مرسي رجل وقف مع قطاع غزة ووقف مع القدس ومع الأقصى المبارك؛ وللأسف يأتي بعد ذلك أصوات فلسطينية تتهم فيها الرئيس مرسي ليس عندما كان في سدة الحكم وإنما بعد أن أصبح حبيس السجن لتفتري على الرئيس مرسي وأنه "وافق على مشروع ضم جزء من سيناء إلى قطاع غزة لتكوين دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة"، والله العظيم الذي لا إله إلا هو وفي مقام الموت أقول إن هذا كذب على الرئيس مرسي".
وشدد على أن دعم الرئيس الراحل محمد مرسي لغزة ضد العدوان عليها كان عمليًا بشكل لم يُعجب أميركا وإسرائيل.
وظهر القيادي بحماس خالد مشعل وهو يتلقى العزاء في الشهيد الرئيس محمد مرسي في العاصمة القطرية الدوحة مساء الأربعاء.
وقال إنه كانت هناك مقترحات غربية ولربما حركها الإسرائيليون أرسلت إلى مصر لتقول للرئيس مرسي أن يأخذ غزة ونعمل على حل جميع مشاكلها بشرط إذا انطلق صاروخ من غزة تتحمل القاهرة المسؤولية عن ذلك؛ ولكن رفض الشهيد مرسي ورفضت قيادة الإخوان في القاهرة ورفضت قيادة حماس ولن يقبل أحد أن يبيع أو يشتري على حساب مصر ولا على حساب فلسطين، وكما قلناها مع أشقائنا في الأردن " الأردن هي الأردن؛ وفلسطين هي فلسطين" ونقولها "فلسطين وغزة هي فلسطين وغزة ومصر وسيناء هي مصر وسيناء".
وعبر مشعل عن افتقاده الرئيس المدافع عن الأمة وقضاياها قائلا: "نفتقد الرئيس مرسي؛ وهو رجل عظيم وكان دائما الدفاع عن فلسطين عندما كان نائبا في البرلمان المصري ومن مواقعه المعروفة آنذاك كان مع فلسطين مواكبا لنضال شعبها وصموده ومقاومته وله صفحات قبل أن يكون رئيسا لمصر وإن شاء الله هي صدقة جارية يزيد الله له في حسناته ويرفع فيها درجاته وله من الله الرحمة والمغفرة".
وتذكر شخص الرئيس بأن تجربة عشناها مع الرئيس مرسي، والرجال معادن؛ ومنذ أن عرفناه رجل قيم ورجل مبادئ. ورجل أصيل ولم يغيره الموقع بتواضعه ولخلقه وتلطفه وفهمه ووعيه؛ وعاش لمبادئه ولقيمه وناضل من أجلها ودافع عنها ولقي ربه وهو ثابت عليها.
من المفتري؟
وكان محمود عباس "أبومازن" رئيس السلطة في رام الله زعم أنه رفض عرضًا من جماعة الإخوان أثناء فترة حكم الرئيس محمد مرسي، بإقامة دولة فلسطينية على أرض سيناء.
وردد كلامه أذنابه على الفضائيات المصرية ومنهم بركات الفرا سفير فلسطين في مصر، الذي كرر ادعاءات أبو مازن.
ورد عليه رضا فهمي، رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى 2013، بحكم تخصصي في الصراع العربي – الإسرائيلي أسمعته ما يكره وكشفت له زيف وبهتان ما يقول، والآن هو يحاول التودد للانقلابيين في مصر وفي غياب الرئيس الأسد محمد مرسي يأتي هذا الفرا ليفتري على الرجل الأكاذيب التي لا تستحق الرد عليها".
ألف حساب
من جانبه أشار الكاتب والمفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين في تصريح سابق إلى أن الكيان الصهيوني كان يحسب لمصر ألف حساب في زمن الرئيس الشرعي محمد مرسي.
وقال في حواره مع موقع "الشروق" الجزائري إن "إسرائيل حسبت ألف حساب لمصر في زمن الرئيس محمد مرسي؛ لأن مرسي أرسل على الفور رئيس الوزراء آنذاك الدكتور هشام قنديل وبعض الوزراء والمساعدات لقطاع غزة، وخشيت إسرائيل لو أنها استمرت في عدوانها أن تعيد مصر النظر في اتفاقية "كامب ديفيد"، وفي معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، لذا سارعت إلى التوصل لحل كان يميل لصالح الفلسطينيين إلى حد بعيد، فمن جهة انسحبت إسرائيل 300 متر على نطاق كل شرق وشمال قطاع غزة، وسمحت بالصيد 12 ميلا في البحر، وهذا الأمر لم يكن موجودا في السابق، وهذه الحقيقة دور مصر لعب الدور المرجح لنا في ميزان القوة".