كشفت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية عن وصول تعزيزات عسكرية لمحاور القتال بمحيط طرابلس، ضمن تجهيزات لـ"مرحلة جديدة" ستنطلق قريبا.
وقالت مصادر عسكرية في عملية بركان الغضب، التي أطلقتها قوات الحكومة الشرعية وثوار ليبيا، إن المدفعية الثقيلة لقوات بركان الغضب استهدفت وبشكل دقيق تجمعا لمليشيات مجرم الحرب المتمرد حفتر في مثلث "وادي الربيع"، ووصول تعزيزات عسكرية لمحاور القتال ضمن تجهيزات قيادة العملية لمرحلة جديدة ستنطلق قريبًا.
وشددت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في قراءتها للمشهد الليبي، على أن اعتماد خليفة حفتر على الغارات الجوية على طرابلس، هو دليل على تراجع عملياته العسكرية في الأرض، وأن خرق طيران حفتر لهدنة عيد الأضحى التي تبنتها البعثة الأممية هو دليل على ضعف قواته.
هجوم وشيك
وقال مصدر عسكري رفيع، إن استعدادات تجريها قوات حكومة الوفاق لإطلاق مرحلة جديدة من معاركها ضد قوات حفتر جنوب طرابلس، مؤكدا أن المعركة الجديدة ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال المصدر، إن “الخطط قد انتهت القيادة من وضعها فيما كانت فرق الاستطلاع ترصد تحركات حفتر في الخطوط الخلفية جنوب طرابلس وتم رصدها بالكامل”، لافتا إلى أن المرحلة الجديدة ستشمل عدة مناطق جنوب طرابلس وخارجها، دون مزيد تفصيل.
وأشار المصدر إلى أن محاولات سعت إليها أطراف داعمة لحفتر لإقناع قادة فصائل بقوات الجيش للدخول في تفاوض مع حفتر، جاءت كمحاولة لإفشال الاستعدادات الجارية للمرحلة المقبلة من عملية طرد قوات حفتر من غرب البلاد.
وفيما لم يعلق "محمد قنونو"، المتحدث الرسمي باسم قوات حكومة الوفاق، على تلك المعلومات، إلا أنه قال إن “قواتنا أصبحت في أكمل استعداداتها وتنتظر أوامر القيادة للتحرك في أي لحظة".
مصراتة والرشوة المصرية
الصفحة الرسمية لـ"غرفة عمليات ثوار ليبيا"، التي تنطلق من مدينة مصراتة شرق طرابلس، والتي تعتبر قوة لا يستهان بها في المشهد الدائر حاليا في العاصمة، وصف الوفد "المصري السيساوي" بأنهم "عديمو الأخلاق وسفهاء الأحلام وفاقدو العقول"، بعدما أوضحت أنهم يعرضون على مصراتة أن تكون لها رئاسة وزراء ليبيا ووزير دفاعها، وأن تكون مقرا للسوق الحرة العالمية، وميزات كثيرة لهذه المدينة شريطة أن تسمح لمجرم الحرب حفتر المنقلب على الشرعية دخول العاصمة واحتلالها.
واستغرب سعد العبيدي، أحد قادة ثوار مصراتة، أن تنطلق هذه المبادرة من فاسدين يريدون توزيع "المناصب والغنائم على مدن ليبيا، وقالت إن "مصراتة هي الوطن الآن وهي ليبيا الآن وهي طوق الأمن والأمان لليبيا، فكيف بصاحب البيت أن يكلف من قبل اللصوص برئاسة بيته؟ أي جنون هذا وأي سفه.
وقال الناشط الليبي محمد أحمد: "كل هذا الضخ العسكري والسياسي والإعلامي ضد مصراتة تحديدا دليل قرب الانهيار ودليل حجم الوجع من بركان الغضب، منذ متى السيسي يهتم بدماء الليبيين ليرسل الوفود تتحدث عن السلام والحوار وهو السفاح الذي لو تمكن عميله حفتر ليحرق ليبيا كلها ولا يبالي".
دعم سعودي
وعلاوة على الدعم المادي والعسكري الذي تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية تتبنى الفضائيات المدعومة منها، كقناة "العربية" وموقعها الإلكتروني، تحويل مليشيات حفتر إلى ما يسمى بـ"الجيش الليبي".
وكان الشاهد أن حفتر يتجاهل التحركات السياسية ومحاولات الوصول إلى مائدة حوار برعاية أمريكية ووساطة من السيسي، وقالت "العربية"، إن جيش حفتر دفع الاثنين 19 أغسطس، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور المعارك بالعاصمة طرابلس، وذلك لمساندة الوحدات العسكرية المتواجدة هناك والمشاركة في العمليات القتالية ضد من أسمتهم "العربية"، "المليشيات المسلحة الموالية لقوات حكومة الوفاق".
وأوضحت أن عشرات الآليات العسكرية التابعة "للكتيبة 166 مشاة"، تحركت بكامل عتادها وأفرادها نحو العاصمة طرابلس، للمشاركة في عملية تحريرها من المليشيات المسلّحة، في مؤشر يوحي بتصعيد عسكري مرتقب داخل العاصمة.
ويتوقع مراقبون محسوبون على حفتر "توسيع رقعة القتال وفتح جبهات جديدة خلال الأيام المقبلة، من أجل حسم المعركة في أسرع وقت ممكن".
المخابرات المصرية
المخابرات الحربية المصرية، التي فقدت قبل 10 أيام ضباطًا وعساكر في المعركة الخطأ في ليبيا، ومنهم رئيس المخابرات الحربية في المنطقة الغربية خالد تمراز، قالت مواقع ليبية إن مجرم الحرب حفتر سلم آمر غريان، الذي تلقى الهزيمة على يد قوات الوفاق عبد السلام الحاسي، إلى المخابرات المصرية للتحقيق معه في دلالات تكشف عن موقع تلك المخابرات في إدارة العدوان على طرابلس.
وقالت "قناة فبراير"، إن حفتر سمح لعبد السلام الحاسي بمغادرة سجن الرجمة إلى منزله بمنطقة الفويهات ببنغازي، ويبقيه قيد الإقامة الجبرية إلى جانب تدهور وضعه النفسي والصحي جراء تعرضه للتعذيب والإهانة في السجن.
المصادر أكدت أن الحاسي خضع للتحقيق مرات عدة على يد ضباط مصريين، على خلفية هزيمة قوات حفتر في غريان وانسحابها من هناك تحت وطأة الهجوم الذي شنه مقاتلو قوات بركان الغضب.
وأوردت المصادر أن التحقيق تضمن كل ما حدث في غريان خلال انسحاب قوات حفتر منها، باعتبار أن الحاسي مسؤول مسئولية مباشرة عن جميع القوات في غريان وترهونة وجنوب طرابلس.
التحقيق بحسب الموقع شمل، وفق المصادر، عدة أسئلة أبرزها: كيف حدث الهجوم؟ ما دور أهالي غريان في الهجوم؟ ما طبيعة الغارات الجوية التي استهدفت قوات حفتر داخل غريان قبيل هزيمتها وخسارتها المدينة؟ لماذا تُركت بعض القوات تواجه مصيرها داخل المدينة وحيدة دون دعم عقب انقطاع التواصل بينها وبين غرفة العمليات؟.
هذا واعتقل الحاسي فور عودته إلى بنغازي من قبل قوات حفتر واقتيد من منزله إلى أحد السجون بمعسكر الرجمة.
