الرياض تعتقل وتعذب داعمي عائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين

- ‎فيعربي ودولي

قالت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، الإثنين، إن عشرات الموقوفين الفلسطينيين والأردنيين لدى السلطات السعودية، يعانون ظروفا إنسانية بالغة السوء، ويتعرضون لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.

وأكدت "شاهد"، في تقريرها، أن جهاز أمن الدولة برئاسة عبدالعزيز الهويريني شن حملة اعتقالات واسعة، طالت العشرات من المواطنين الفلسطينيين والأردنيين المقيمين في السعودية منذ عقود، على خلفية قيام بعضهم بتقديم مساعدات مالية لعائلات شهداء وأسرى في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، كما أفاد ذوو الموقوفين لـ"شاهد".

وأفادت "شاهد" أن الحملة بدأت بشكل مكثف منذ فبراير الماضي، إلا أنها تريثت في الإعلان عنها نتيجة شح المعلومات من ناحية، وامتناع بعض أسر الموقوفين عن الإدلاء بشهاداتهم من ناحية أخرى خوفا من انتقام السلطات السعودية منهم.

وأعلنت "شاهد" للرأي العام الفلسطيني خاصة، والعربي والدولي عامة، قائمة أولية بأسماء الموقوفين، وظروف اعتقالهم.

وقالت المؤسسة الحقوقية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان عموما، والفلسطيني خصوصا، إنها وبعد جهود مضنية استمرت لأشهر بذلت في البحث والتوثيق، تطالب السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن جميع الموقوفين الذين أوقفوا دون تهم واضحة بحقهم والتعويض عليهم. كما طالبت المنظمات الدولية بالتحرك العاجل للضغط على السلطات السعودية التي تمارس أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي ضد الموقوفين.

كما طالبت "شاهد" في تقريرها كلا من: محمود عباس والملك الأردني بالتدخل العاجل لدى السلطات السعودية لإيقاف هذه المعاناة الإنسانية والإفراج عن الموقوفين.

ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، مطلع الشهر الحالي، احتجاز السلطات السعودية 60 فلسطيني، بينهم حجاج وطلبة ومقيمون وأكاديميون ورجال أعمال، مطالبا في الوقت ذاته بالكشف الفوري عنهم، وإطلاق سراحهم ما لم يوجَّه اتهام لهم بارتكاب مخالفة فيه.

تصريح حماس

وقبل نحو أسبوعين، كشفت حركة حماس في 9 سبتمبر، عن اعتقال أبرز قادتها الدكتور محمد صالح الخضري، وهو مسؤول إدارة العلاقة مع المملكة، رغم تقدمه في السن (81 عاماً)، كما اعتقلت نجله هاني.

وقالت "حماس"، إن سلطات الرياض اعتقلت الخضري في أبريل الماضي، إلا أن الحركة لم تكشف سابقا عن الأمر؛ لإفساح المجال للاتصالات الدبلوماسية ومساعي الوسطاء، "لكنها لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن".

وكشف بيان الحركة عن أن جهاز مباحث أمن الدولة السعودي، اعتقل الخضري في 4 أبريل 2019، المقيم في جدّة منذ نحو ثلاثة عقود، في خطوة غريبة ومستهجنة، حيث إنه كان مسؤولاً عن إدارة العلاقة مع المملكة العربية السعودية على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة.

وأوضح البيان أن الخضري "لم يشفع له سِنّه، ولا وضعه الصحي، حيث يعاني من مرض عضال، ولا مكانته العلمية كونه أحد أبرز الأطباء الاستشاريين في مجال (الأنف والأذن والحنجرة)، ولا مكانته النضالية التي عرف فيها بخدماته الجليلة التي قدّمها للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، داخل فلسطين وخارجها.

ونبهت الحركة إلى اعتقال العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية، قائلة إنها "تجد نفسها مضطرّة للإعلان عن ذلك"، مطالبة السلطات السعودية بإطلاق سراح الأخ الخضري ونجله، والمعتقلين الفلسطينيين كافة.

يشار إلى أن الفلسطينيين والأردنيين المقيمين داخل أراضي المملكة يتعرضون منذ مدة لحملات اعتقال وتهديد وملاحقة هي الأكبر والأخطر التي تنفذها قوات الأمن السعودية بصورة سرية، ودون أي تدخلات أو تحركات تذكر من قبل السفارة الفلسطينية في الرياض.

الرد السعودي

وإزاء الانتقادات التي وجهت للسعودية عقب بيان حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، دفعت السعودية بوزير خارجيتها للتصريح في قمة طارئة دعت لها لمناقشة قرارات حكومة الكيان الصهيوني من خلال قمة التعاون الإسلامي في جدة، عن مصادرتها أموال الدعم التي يقدمها الفلسطينيون لإخوانهم بل واعتقالهم وتعذيبهم، وفق ما صرح به مركز "شاهد" و"الأورومتوسطي".

فخرج الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، وزير الخارجية في الرياض، ليؤكد تنازلات المملكة السعودية عن حقوق فلسطين المنقوصة كما هي في مبادرة الملك عبدالله 2002، والذي أكد عليها من قبل مؤتمر القمة العربي الذي عقد في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، من أن "حقوق الشعب الفلسطيني "المشروعة"، هو إقامة دولته الفلسطينية المستقلة بكامل السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وزعم العساف توحيد الصف والكلمة وتضافر الجهود الإسلامية كحكام أمام الشعوب الإسلامية وشعب فلسطين، في حين تعتقل من يدعم الشعب الفلسطيني في مقاومته أو حتى في تصعيد الاحتلال من اعتدائه على الشعب الفلسطيني، بالأسر والقتل!

تقدير وزير عباس

ولم يجد وزير خارجية السعودية، داعما لسياساته ضد الفلسطينيين إلا عباس ووزرائه، حيث حضر رياض المالكي وزير خارجية محمود عباس قمة التعاون الإسلامي في الرياض، وأثنى على تصريحات العساف وهو يعلم أن السعودية تعتقل بني جلدته باتهامات لا أساس لها.

ومن بين ما ثمنه المالكي مواقف الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الثابتة والشجاعة تجاه قضية فلسطين، وتأكيده المتواصل على مكانتها الثابتة بوصفها القضية الأولى لدى الشعوب الإسلامية!.