أعلن وزير خارجية الانقلاب سامح شكري، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعت مصر والسودان وإثيوبيا لاجتماع في واشنطن في السادس من نوفمبر المقبل، لكسر جمود المفاوضات بشأن سد ضخم تشيده إثيوبيا على النيل الأزرق لتوليد الكهرباء.
وقالت القاهرة، في وقت سابق من الشهر الجاري، إنها قبلت دعوة أمريكية لعقد اجتماع لوزراء الخارجية بشأن هذا المشروع الذي يسبب خلافًا متصاعدًا بين مصر وإثيوبيا.
ولم يتضح ما إذا كان البلدان الآخران قبلا حضور الاجتماع، وقال شكري خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الألماني الزائر هايكو ماس: إن ”الادارة الأمريكية وجهت الدعوة للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، للقاء في الولايات المتحدة، يوم 6 نوفمبر القادم، في وجود ممثلي الإدارة الأمريكية؛ للتباحث حول كسر الجمود في إطار المفاوضات الجارية حول سد النهضة“.
ودعت مصر في الأسابيع الأخيرة إلى تدخل وسيط خارجي في هذه المسألة، قائلة إن المحادثات الثلاثية وصلت لطريق مسدود، إلا أن أديس أبابا رفضت الفكرة مسبقا.
ومع توقعات ببدء إثيوبيا ملء الخزان خلف السد العام المقبل، لوح رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، بـ”إمكانية خوض حرب” تحشد لها الملايين لحماية سد النهضة الإثيوبي.
وعلى الفور أكدت خارجية الانقلاب قبولها بدعوة واشنطن لحوار ثلاثي يشمل أديس أبابا والخرطوم، رغم تطوع روسيا لتدخل مماثل خلال القمة الإفريقية الروسية التي تمت خلال الأسبوع الماضي الثالث في شهر أكتوبر.
الهدف مصالح الكيان
وقال الأكاديمي بجامعة القاهرة د.محسن هيكل، مستغربًا من أن “مصر تعرب عن صدمتها ودهشتها، في حين تدعو أمريكا مصر وإثيوبيا والسودان لاجتماع في واشنطن”.
وتساءل هيكل عن رأي السادة الذين يطبلون لكل قرار ويؤيدون كل ما تفعله أو تقوله السلطة المتحكمة. واستطرد قائلا: “طبعا نتيجة المفاوضات ستسفر عن أن المياه التي ذهبت لسيناء يجب ألا تقف في سيناء، بل يجب أن تظل في طريقها حتى تصل لإسرائيل!”.
أما الأكاديمي بجامعة الإسكندرية “د.مصطفى بله” فعلق على ما أعلنه مكتب السيسي من أن المنقلب وآبى أحمد اتفقا على استئناف اللجان الفنية الخاصة بملء وتشغيل سد النهضة لاجتماعاتها” .
فقال: “فيما يبدو أن آبى أحمد قد “قرطس” السيسى ليفوت عليه تدخل روسيا والولايات المتحدة.. خاصة بعد أن عرضت روسيا التوسط.. كما بادرت الولايات بدعوة أطراف مشكلة سد النهضة للاجتماع فى واشنطن.. وأن التنافس بين القطبين قد ينجم عنه ضغوط شديدة على إثيوبيا قد لا تستطيع معها التشدد فى موقفها.. خصوصا أن الموقف المصرى مشروع وسبق أن أيدته أمريكا” .
المحلل السياسي أحمد الكناني، كتب على حسابه معلقًا: “التحرك الأمريكي السريع بتوجيه الدعوة إلى وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا للاجتماع في واشنطن، لبحث أزمة سد النهضة، يشي بأن تلويح آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، بورقة الحرب ضد مصر، تم بإيعاز أمريكي، لإفشال قمة شوتشي، بهدف حرمان روسيا من أي دور للتوسط في الأزمة”.
موقف مسبق
وفي 4 أكتوبر، أعلنت الولايات المتحدة عن دعمها للمفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة، وذلك بعد أيام من رفض أديس أبابا اقتراحا قدمته القاهرة لتشغيل سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل.
وفي بيان من المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض، دعت الولايات المتحدة “الأطراف الثلاثة إلى بذل جهود حسنة النية للتوصل لاتفاق مستدام يحقق تبادل المنفعة في التنمية الاقتصادية والازدهار”.
وكان وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيلشي بيكيلي، قد وصف الشهر الماضي خطة مصر، بما في ذلك حجم المياه التي تريد أن يسمح السد بتصريفها سنويا، بأنها “غير مناسبة”.
وقال إن “الاقتراح المقدم من مصر تقرر من جانب واحد، ولم يأخذ بعين الاعتبار اتفاقياتنا السابقة”. وأضاف: “لا يمكن أن نوافق على ذلك.. سنعد اقتراحنا”.
وجرى تصميم سد النهضة، الذي أعلنت عنه أديس أبابا عام 2011، ليكون حجر الزاوية في مساعي إثيوبيا لتصبح أكبر مصدر للطاقة في إفريقيا، إذ سينتج أكثر من 6000 ميغاوات.
وقالت إثيوبيا إن السد سيبدأ إنتاج الطاقة بحلول نهاية عام 2020، وسيعمل بكامل طاقته بحلول عام 2022.
وتعتمد مصر على النيل لتلبية 90% من احتياجاتها من المياه العذبة، وتريد أن يسمح خزان السد بتصريف كمية من المياه أكبر مما تريده إثيوبيا، إلى جانب نقاط خلاف أخرى. وتريد مصر تدفق ما لا يقل عن 40 مليار متر مكعب من السد سنويا.