قلل رئيس قناة "إسلام تشانل" البريطانية محمد علي الحراث من أهمية الرهان على توجيه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بالتحقيق حول جماعة "الإخوان المسلمين" ونشاطها في بريطانيا بسبب المخاوف من قيامها بأعمال إرهابية، من أن يكون ذلك مدخلا لحرب بريطانية ضد هذا التنظيم العالمي، شبيهة بالحرب التي تخوضها مصر.
وأكد الحراث في تصريحات بحسب وكالة "قدس برس" أن الحريات السياسية والإعلامية في بريطانيا من المبادئ العريقة التي لا يقبل البريطانيون التنازل عنها لغيرهم قبل أنفسهم، وقال: "البريطانيون حساسون كثيرا لانتهاك الحريات في أي بلد في العالم فضلا عن بلادهم، لقد اكتسبوا هذه الحريات بعد أن دفعوا ثمنا باهظا لها، وهم بلد ديمقراطي تحكمه المؤسسات والقوانين، وبالتالي الرهان على أن يكون التصريح الذي أطلقه رئيس الحكومة ديفيد كاميرون بشأن الإخوان مدخلا لحرب ضدهم هو رهان واهم وغير واقعي".
ووصف الحراث توجيه كاميرون للتحقيق حول الإخوان بأنه "تصريح سياسي" لتحقيق أهداف اقتصادية معروفة للجميع، ولا أعتقد أن لهذا التصريح ما بعده، ليس لأن الإخوان لا علاقة لهم بالإرهاب فقط، ولا لأنهم يعملون في مؤسسات مدنية قانونية بريطانية، ولأن لوبيات صهيونية أكثر قوة قادت حملات ضدهم في وقت سابق لإسكاتهم دون أن تفلح في ذلك بسبب عراقة الديمقراطية وعلوية القانون في هذه البلاد، ولكن لأن هناك صعوبات سياسية وقانونية ستعترض تنفيذ هذا القرار، فالجيل الثاني والثالث من الإخوان في بريطانيا هم في الغالب من حاملي الجنسية البريطانية، وهناك عناصر منهم منخرطون في العمل السياسي والمدني، وفي حزب كاميرون نفسه قد يكون هناك من هم قريبون من الإخوان، وبالتالي لا أعتقد أن الحرب على الإخوان في بريطانيا واقعية على الإطلاق، ولا أعتقد أن بريطانيا يمكنها أن تتحول بسبب هذا الأمر إلى مصر أخرى في حرب الإخوان"، على حد تعبيره.