أعلن عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، عن إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل، وذلك بعد عدة أشهر من بدء التشغيل التجريبي في محافظة بورسعيد.
وأشار السيسي إلى أن جزءًا من تمويل المشروع سيكون من قبل الدولة، وجزءًا آخر من الاشتراكات التي يدفعها المواطن.
وحذَّر السيسي من محاولات الإساءة للمشروع عبر “فيس بوك” ومواقع التواصل؛ حتى لا يتم إفشاله.
قناة “الجزيرة مباشر” ناقشت- عبر برنامج “المسائية”- أبرز الانتقادات الموجهة لقانون التأمين الصحي الشامل، ومدى كونه خطوة على طريق إنهاء معاناة المرضى في مصر.
الدكتور مصطفى جاويش، وكيل وزارة الصحة سابقا، رأى أن مشروع التأمين الصحي كان يمثل أملًا كبيرًا لكل المواطنين، وتقوم فكرته على تقديم خدمة طبية جيدة، وهذه الفكرة بدأت تتبلور في نهاية التسعينات من خلال الإصلاح الصحي لتجهيز البنية التحتية لإصدار قانون التأمين الصحي، وظهر حينها زمالة طب الأسرة، وهي القوى البشرية العاملة داخل تلك المنظومة.
وأضاف جاويش أنه منذ عامين وفي 2017، فوجئ الجميع بوزير الصحة يؤكد ضرورة إصدار القانون بأي صورة؛ لأنه من بين الإنجازات التي يحلم السيسي بتحقيقها، مضيفا أن نقابة الأطباء أبدت اعتراضها على القانون وأيضا المجتمع، لكن صدر القانون بجملة من الملاحظات.
وأوضح جاويش أن القانون يلغي تماما التزام الصحة تجاه المواطنين فيما يتعلق بمجانية العلاج، بالمخالفة لنص الدستور والقانون، وأصبح رب الأسرة مطالبا بدفع أموال لكل أولاده، على الرغم من أن الرئيس الشهيد محمد مرسي صدر في عهده قانون يسمح للأطفال قبل السن المدرسي بالتمتع بالتأمين الصحي، وأيضا المرأة المعيلة غير العاملة، وصدر قانون الفلاح عام 2014 ولم يطبق.
وأشار إلى أن الجزئية الخطيرة في القانون هي ما يتعلق بالمساهمات، وأشار السيسي إليها بطريقة غير مباشرة، مضيفا أنه “رغم أن المواطن يدفع اشتراكات في التأمين طوال عمره كان يفترض بعد 40 عاما إعفاءه تماما من مصاريف التأمين، إلا أن القانون الذي صدر في 2017 ينص على أن التامين الصحي تكافلي، بمعنى أن يدفع المواطن على المعاش مساهمات بنسبة 20% من التحاليل، و10% من الأشعة، و10% من الأدوية وحجز المستشفيات، وكلها مصاريف مضافة على المواطنين”.
بدوره قال الدكتور ثروت نافع، البرلماني المصري السابق: إن فكرة التأمين الشامل مطبقة في معظم الدول الأوروبية، موضحا أن المشكلة ليست في الشعارات ولكن في التفاصيل، فالعسكر منذ 1952 يطلقون شعارات براقة مثل التنمية، لكن كل هذه الشعارات كاذبة وكلها فساد.
وأضاف نافع أن هذه النظرية أكدتها تصريحات بنك “جولدمان ساكس”، وهو أكبر بنك استثماري في العالم لتقييم الاقتصاديات، حول اقتصاد مصر، وأن هناك توغلا لاقتصاد الجيش على الاقتصاد الخاص.
وتساءل نافع: هل توفر حكومة الانقلاب وحدات صحية ومراكز طبية توفر الخدمة بجودة عالية؟ وهل تتوافر لدى الحكومة الإمكانيات الطبية لتنفيذ مشروع التأمين الشامل؟ أم أن المشروع مجرد “شو إعلامي” وصورة أخرى من صور الجباية؟.
من جانبه قال الكاتب الصحفي سليم عزوز: إن “السيسي يريد تحويل مصر إلى كتيبة عسكرية محظور فيها التصوير والنقد والكلام والتعبير عن الرأي أو الشكوى، وهو يعتبر الشكوى أو النقد خروجًا عن الوطنية” .
وأضاف عزوز أن السيسي لديه عداوة شديدة لمنصات التواصل الاجتماعي، لدرجة أنه يزج بها في كل خطاب له، سواء في جملة مفيدة أو غير مفيدة، ورغم أنه يعلم أن القانون به مشكلات كثيرة، وهو ما أكدته نقابة الأطباء خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية وعدد الأطباء، لكنه أصر على إصدار القانون.
https://www.facebook.com/misrelila/videos/2183689485258388/