شاهد| أنقرة تبدأ إرسال قواتها إلى ليبيا والسيسي يحشد إعلاميًّا

- ‎فيتقارير

من المشاركة في الانقلاب على مَلكه الشريف محمد إدريس السنوسي إلى أسير لدى جارة بلاده، فمحاولة انقلاب فاشلة ضد رفيق دربه معمر القذافي، تلك كانت باختصار مسيرة خليفة حفتر، جنرال الدم في ليبيا، وأكبر مؤهلاته لركوب موجة الثورة في بلاده، وليس أكبر منها سوى حقده على هذه الثورة ليتحالف مع عراب الثورات المضادة، وليجمع حوله الغاضبين والمهزومين، مستعيرًا عنوان حملته من موضة العصر الجديدة “الحرب على الإرهاب”.

خاض معاركه الأولى بغروره، فطُرد رجاله من كل ساحة دخلوها في الشرق والغرب، كان محاصرًا ويائسًا في معقله وقبِل على مضض الحوار بين الفرقاء تحت رعاية الأمم المتحدة، حوار أفضى إلى اتفاق تشكيل حكومة وفاقٍ تُنهي حالة الانقسام وتعد بإعادة تأسيس الدولة الليبية الحديثة.

لكنّ رجل الانقلابات صُعق عندما وجد أن الاتفاق يضع حلمه رهينة هذه الدولة، ويعطي حكومة البلاد الحق في إنهاء مستقبله كأي حكومة بجرة قلم ليعود إلى مسيرته الأولى بالانقلاب من جديد، لكن هذه المرة على الاتفاق وعلى التفاهمات التي سبقته، حتى تلك التي رعاها عرابوه ليكمل سيطرته على الشرق ويواصل زحفه نحو العاصمة.

كانت هذه باختصار قصة جنرال الدم في ليبيا خليفة حفتر، وقصة هوسه المجنون بالسلطة على حساب أشلاء الليبيين ومستقبلهم، قصة الرجل الذي يسعى عرابوه الآن في مصر والإمارات إلى نجدته أمام الوعد التركي بصد عدوانه على حكومة الدولة الليبية الشقيقة، وعدم السماح بتكرار انقلاب سيسي مصر في جارتها الإقليمية.

وفي خطوة قد تغير مسار المعارك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن وحدات من القوات التركية بدأت في التحرك صوب ليبيا استجابة لطلب حكومة الوفاق في سبيل تعزيز دفاعاتها ضد العدوان، الذي يشنه الجنرال المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.

وأثار قرار تركيا إرسال قوات إلى ليبيا مواقف منددة من قبل مصر والسعودية، لكن أردوغان رد قائلا: إنه لا يقيم وزنا لهذه المواقف.

قناة مكملين ناقشت- عبر برنامج قصة اليوم- فصلا جديدا من فصول هذه القصة، من خلال المحورين التاليين: أنقرة تبدأ إرسال قواتها إلى ليبيا والقاهرة تحشد إعلامييها، وهل يتمكن الدعم التركي من إنهاء الحملة على طرابلس؟

جلال الشويهدي، عضو مجلس النواب الليبي، قال إن قوات حفتر والمليشيات الداعمة له كانت في سباق مع الزمن لتحقيق أي تقدم على الأرض، بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال قوات إلى ليبيا لمساندة حكومة الوفاق الوطنية الليبية.

وأضاف الشويهدي أن سيطرة قوات حفتر على مدينة سرت جاء عقب وقوع خيانة من إحدى الكتائب التي كانت تؤمن المدينة، وهي تتبع التيار الوهابي المنتشر في تلك المنطقة، مضيفا أن سرت مدينة استراتيجية والاستيلاء عليها يحرج قوات حكومة الوفاق .

بدوره قال أوكتاي يلماز، المحلل السياسي التركي، إن قرار تركيا بدعم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، جاء استجابة لطلب من الحكومة بناء على الاتفاقات الموقعة مع الحكومة التركية.

وأضاف يلماز أن تركيا تقف بجانب لدولة الليبية والحكومة الشرعية والشعب الليبي، بينما تقف الأطراف الأخرى إلى جانب المتمردين، مضيفا أن هناك حملة تشويه إعلامي ممنهجة ضد تركيا في مصر والإمارات والسعودية بدأت مع حرب أنقرة على الإرهاب في سوريا.

وأوضح يلماز أن المليشيات الداعمة لحفتر تهدف إلى إسقاط حكومة الوفاق المدنية وتأسيس نظام عسكري انقلابي تابع لمصر والإمارات والقضاء على الثورة الليبية، مضيفا أن هدف تركيا دعم الحكومة الليبية الشريعة وتعزيز قدرتها على حماية المدنيين ومنع سقوط العاصمة بيد مليشيات حفتر.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/1350642721805170/

تمويل حفتر

تواجه مليشيات حفتر أزمة في تمويل حملتها للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، ويقدر عدد مليشياته بنحو 30 ألفًا، منهم 7 آلاف عسكري نظامي فقط، أما الآخرون فمسلحون قبليون ومرتزقة من السودان وتشاد، وانضمت إليهم حديثا شركة فاغنر الروسية.

وفق تقارير غربية عدة تتولى الإمارات تمويل رواتب مجموعات المرتزقة، ومن مصادر التمويل تهريب حفتر للنفط الذي يسيطر عليه بسعر منخفض بعيدا عن منظومة الدولة، وطباعة النقود حيث لجأ البنك المركزي الموازي التابع إلى حفتر إلى طباعة 10 مليارات دينار في روسيا، كما اقترض حفتر 35 مليار دينار ليبي من بنوك محلية قبل إعلان حملته، وكلف حفتر الهيئة العامة للتعبئة بمصادرة العقارات التابعة للدولة أو لمعارضيه وبيعها.

كما ترتكب عصابات حفتر عمليات نهب للبنوك والممتلكات العامة، كما حدث مع فرع البنك المركزي في بنغازي، كما تستغل مليشيات حفتر ظروف المهاجرين لتهريبهم عبر البحر إلى اليونان وإيطاليا، أيضا تعهدت السعودية بدفع عشرات الملايين من الدولارات قبل الهجوم على طرابلس في أبريل الماضي، كما تمول الإمارات حفتر بالأسلحة والمدرعات ويمول نظام الانقلاب في مصر حفتر بالذخيرة والمدرعات.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/618770608925913/