شاهد| نقطة أمنية تركية جديدة في ريف حلب.. ما الرسالة؟

- ‎فيتقارير

"لن يكون أحد في مأمن بمكانٍ أُهدر به دم الجنود الأتراك"، وعيدٌ تركيٌّ نقل به الرئيس رجب طيب أردوغان الصراع الدائر قرب حدود بلاده من مربع الضغط وعض الأصابع إلى المواجهة المباشرة مع نظام الأسد وداعميه.

وبجرعة أكبر من التدقيق والتفصيل، تابع أردوغان بالقول إن الطائرات التي تقصف المدنيين في إدلب لن تستطيع التحرك بحرية كما كان في السابق، مجددًا إصرار بلاده على خروج النظام السوري إلى ما بعد نقاط المراقبة التركية بحلول نهاية الشهر الجاري .

كانت هذه الرسائل فحوى كلمة ألقاها الرئيس التركي باجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة، حيث هدد صراحة بأنَّ الجيش التركي سيضرب قوات النظام السوري في حال كررت اعتداءاتها، حتى وإن كان ذلك خارج المناطق المشمولة باتفاق سوتشي مع حليفتها موسكو.

سريعًا جاء الرد من الأخيرة، عبر بيان مقتضب، أعلن فيه الكرملين عن اتصال هاتفي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بويتن بنظيره أردوغان، حيث أكد أهمية تثبيت الاتفاقات التركية الروسية المبرمة لتعود وزارة الدفاع وتتحدث عن إمكانية تحقيق مهمتها عبر تفادي عدم التنسيق والأعمال العدائية.

غير أن عقدة الشمال السوري لا يمكن أن تحل من دون حضور الطرف الأمريكي الذي قدم إلى أنقرة برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، حيث التقى مسئولين بوزارة الخارجية التركية وآخرين من جهاز الاستخبارات قبل اجتماعه مع متحدث الرئاسة.

لقاءات يفترض أن تجيب عن سؤال واشنطن عما يحتاجه الأتراك من دعم أكدته غير مرة لأصدقائها في حلف الناتو، لكنها تعكس مرة أخرى تناقضات الإدارة الأمريكية في سوريا، حيث حرصت على إبداء تفهمها، بحسب ما تقول، للموقفين التركي والروسي على حد سواء، وهما الواقفان على طرفي النقيض في إدلب.

موقف تدركه أنقرة جيدا من عبرة تجارب الماضي، لتخطو وحدها خطوة أخرى في طريق تعزيز قواتها في الشمال السوري بإنشاء نقطة مراقبة جديدة في ريف حلب، بالتزامن مع هجوم قوات النظام السوري على فصائل المعارضة في هذه المناطق.

تلك إذًا إرهاصات المواجهة المؤجلة بين تركيا ونظام الأسد، لكنها وقبل أن تدخل حتى بؤرة الحرب تشكل الاختبار الأصعب للعلاقات التركية الروسية، فإما التراجع والتفكك بعدما أخذت موسكو أكثر مما تحتاج، وإما الحفاظ على ما وصلت إليه والإصغاء إلى ما تقوله أنقرة بضرورة حماية المدنيين في إدلب، والقبول بالفصائل السورية المعتدلة، ومن ثم رفض محاصرتها أو حصرها بالمواجهة مع جبهة النصرة.

قناة مكملين ناقشت، عبر برنامج قصة اليوم، إرهاصات المواجهة المؤجلة بين تركيا ونظام الأسد والطريق إلى إدلب.

بدوره قال محمود حج علي، الباحث في العلاقات الدولية، إن روسيا اعتمدت سياسة الأرض المحروقة قبل التوقيع على اتفاقيات أستانا وسوتشي، مضيفا أن روسيا لم تضمن التزام النظام السوري بالاتفاقيات الموقعة ولو بطلقة واحدة .

وأضاف "حج علي" أن ما حدث من طرف المعارضة ردة فعل على انتهاكات النظام، فالمعارضة ليس لديها القوة العسكرية للوقوف، أما روسيا وليس من مصلحتها أن تبدأ بعمل عسكري شامل ضد قاعدة حميم أو ضد أي وجود روسي في سوريا، لكن عندما تواجَه بقصف عنيف فلا بد لها أن ترد.

وأوضح "حج علي" أن النظام السوري استعاد المناطق من أيدي المعارضة بعد اتّباعه سياسة الأرض المحروقة وقصف مناطق المدنيين، مضيفا أن روسيا تملصت من اتفاقاتها في سوتشي وأستانا بخفض التصعيد، ولم تتوان عن إطلاق المليشيات الإيرانية باتجاه المعارضة في إدلب.

بدوره قال الدكتور ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، إن ما تقوم به روسيا بحق المدنيين السوريين جريمة ضد الإنسانية فهم يتعمدون قتل الأطفال والنساء والمدنيين وتهجيرهم من منازلهم.

وأضاف أقطاي أن تصاعد أعداد النازحين يشير بوضوح إلى الجريمة التي يرتكبها النظام السوري وروسيا بحق المدنيين، مضيفا أن هذه الجرائم ستكتب في سجل روسيا الأسود في التاريخ .

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/193173661790125/

وأوضح أقطاي أن تركيا وحدها تتحمل فاتورة الحرب على الإرهاب، وتستضيف 4 ملايين نازح سوري منذ بداية الأزمة السورية، بالإضافة إلى مئات الآلاف من النازحين خلال العمليات الأخيرة في الوقت الذي لا تتحمل فيه روسيا أي فاتورة .

وأشار أقطاي إلى أن إقامة نقطة أمنية تركية في ريف حلب رسالة بأن اتفاق سوتشي تم انتهاكه، وتركيا ستفعل ما يلزم لوقف انتهاكات النظام السوري بحق الجنود الأتراك وحماية المدنيين.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/620017465458838/