هل سينتهى الإرهاب في سيناء بعد تنفيذ حكم الإعدام على هشام عشماوي؟

- ‎فيتقارير

نفَّذت مصلحة السجون، صباح اليوم الأربعاء، حكم الإعدام بحق المعتقل هشام عشماوي، وفق ما نشرته صحف ومواقع موالية لسلطة الانقلاب العسكري في مصر، بعد أسبوع من إلقاء بالونة اختبار حول إعدامه، يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، وبعد قرار القضاء الشامخ بإحالة أوراق 36 بريئًا إلى مفتى الانقلاب، فيما عرفت بهزلية “أنصار بيت المقدس”.

وفى 9 أكتوبر 2018، أُلقي القبض على أخطر إرهابي يهدد مصر التي تمتلك حاملات طائرات وصواريخ أرض جو وأسطول بحري وجوي وأسراب من المقاتلات”!.

وجاء تنفيذ حكم الإعدام للمتهم هشام عشماوي، عقب صدور أحكام نهائية ضده لتنفيذه عددًا من العمليات الإرهابية.

وفي وقت سابق، قضت المحكمة العسكرية بالإعدام شنقا لعشماوي في القضية رقم (1/ 2014) جنايات عسكرية، والمعروفة إعلاميًا بقضية “الفرافرة”.

ووفق متحدث مخابراتي، قال هشام عشماوي، إنه اعترف أن الجماعة اتخذت قرارًا بمحاربة الجيش والشرطة، والعمل على الاغتيالات، بقوله: “خدوا قرار إننا هنشتغل في قتال الجيش والشرطة”.

قاتل أو مقتول

الباحث في المعهد المصري للدراسات مصطفى إبراهيم قال: البعض يرى أن هشام عشماوي سلك الطريق الخاطئ الذي يُحتم علي ضابط جيش متميز مثله عدم الخوض فيه، حتى لو كان يختلف مع سياسات قيادات المؤسسة العسكرية.

والبعض الآخر يرى أن هشام عشماوي نموذج فريد من نوعه، ضحى بكل الامتيازات التي يتحصل عليها ضباط الجيش المصري، واختار أن يكون في صفوف فئة أخرى، لن تعطيه هذه الامتيازات التي كان يتحصل عليها عندما كان منتميا للجيش المصري، تلك الفئة التي كانت وما زالت ترغب في التغيير الذي كان قريب المنال بعد ثورة 2011م، ولكن انقلبت عليه المؤسسة العسكرية في يوليو 2013م.

السيسي وعشماوي

ويضيف “جمال”: كعادته منذ أن كان وزيرًا للدفاع يحرص السيسي على حضور الندوات التثقيفية التي تنظمها الشئون المعنوية لأفراد وضباط الجيش، وعادة ما يرافقه القادة العسكريون وعدد من الوزراء والإعلاميين ورجال الدين.

وكانت الندوة الـ29، والتي انعقدت يوم الخميس الموافق 11 أكتوبر 2018م، بمشاركة وزير الدفاع الحالي الفريق أول محمد ذكي، ورئيس الأركان الحالي الفريق محمد فريد حجازي، وجميع قادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة المصرية، والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق.

لم يغفل السيسي عن إرسال رسالة لقادة المؤسسة العسكرية كعادته في الندوات التثقيفية، ولأن هذه الندوة جاءت بعد اعتقال رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق سامي عنان. حرص السيسي على تأكيد أن المؤسسة العسكرية يجب أن تكون متحدة حتى لا تدخل البلاد في نفق مُظلم، وأضاف السيسي كما جاء على لسانه “الكتلة الصلبة داخل الجيش يجب أن تكون متماسكة ومتفهمه جيدا للتحديات التي تواجه مصر”.

قبل انتهاء السيسي من كلمته أشار إلى الحدث المهم الذي وقع قبل 72 ساعة من بدء وقائع الندوة التثقيفية الـ29، وهو القبض على ضابط الصاعقة هشام عشماوي؛ إذ أكد السيسي كما جاء على لسانه: “هناك فارق كبير بين هشام عشماوي والبطل أحمد المنسي”، وأضاف: “ده إنسان وده إنسان، وده ضابط وده ضابط، والاثنين كانوا في وحدة واحدة، الفرق بينهم إن حد منهم اتلخبط وممكن يكون خان، والتاني استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر بنصقفلوا، والتاني عاوزينه علشان نحاسبه”.

إما منسي أو عشماوي

ويستكمل الباحث فى المعهد المصرى للدرسات فيقول: “يعلم السيسي أن عشماوي كان ضابطا متميزاً وكان “قدوة” داخل سلاح الصاعقة، وكان زميلا لأحمد منسي ضابط الصاعقة، الذي قُتل على يد الجماعات المسلحة في شمال سيناء، لذلك لم يتحدث عنه بأي كلام سيئ بل وصفه خلال كلمته في الندوة التثقيفية الـ29 بالضابط، ولكنه أراد أن يقول للضباط إن “عشماوي” نموذج غير حميد وأن من سيسير على نهجه ستكون تلك نهايته، لذلك حرص على تشبيهه “بالخائن” وأنه سيحاكم وسيأخذ عقابه، بينما وصف منسي بالضابط البطل الذي يجب على الضباط أن يسيروا على نهجة، ويضحوا بأنفسهم مثل ما فعل للحفاظ علي الدولة المصرية”.

ويضيف: “سياسات السيسي الخاطئة من بعد 03 يوليو 2013م، أدت إلى ما تشهده الساحة المصرية الآن من مواجهات واشتباكات خاصة في محافظة شمال سيناء، ويقع على إثر تلك الاشتباكات العديد من القتلى من المسلحين ومن ضباط الجيش أيضا؛ وبسبب تلك السياسات الخاطئة لجأ العديد من الأفراد العسكريين والمدنيين إلى مواجهة النظام عن طريق حمل السلاح؛ وذلك بسبب غلق كل الطرق الدستورية والقانونية أمام من يطالبون بالتغيير من داخل وخارج القوات المسلحة، ومثال على ذلك ما فعله السيسي برئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان وقائد قوات الدفاع الجوي الأسبق الفريق أحمد شفيق، والعقيد أحمد قنصوه، ونتيجة لذلك أصبح هناك ضباط أرغموا على حمل السلاح، لتصحيح مسار المؤسسة العسكرية.

هل سينتهي الإرهاب من سيناء

وقبل الإعدام وبعد اعتقال الجيش الليبي الانقلابى بقيادة حفتر، نصب العسكر خيام النصر، وقالوا: إن القبض على هشام عشماوي يمثل ضربة قاضية للإرهاب، مضيفا: “انتصار كبير جدا لرجال الأمن في مصر وليبيا؛ لأن هشام أخطر إرهابي على أمن مصر موجود الآن وكان يمثل مشكلة كبيرة”.

العقيد مصطفى أحمد، الخبير العسكري، إن القبض على عشماوي نموذج للقضاء على بؤر الإرهاب في مصر وخارجها.

وتابع: “تجفيف المنابع كان من خلال إلقاء القبض على “عشماوي” ورفاقه الذين سيسقطون تباعا على يد الحلفاء وجيش مصر”، وفق رأيه.

هل ينتهي الإرهاب من مصر؟

وبالتوازي مع هذه الإجراءات استمرت عمليات “ولاية سيناء” باستهداف معسكرات للجيش وكمائن الشرطة وبزرع العبوات الناسفة والقنص، وانتقلت العمليات من رفح إلى قلب مدينة العريش إلى وسط سيناء، وبمعدلات ليست أقل بكثير عنها قبل العملية الغاشمة، ولتكون الحملة برمتها في موضع تساؤلات ماذا أضافت؟ ومتى تنتهي؟.

واليوم، وبعد تنفيذ حكم الإعدام على هشام عشماوى، وبعد سنوات من العمل العسكري، وبرغم بيانات المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية التى لا تترك مجالًا للاختلاف أو النقاش، كونها البيانات الرسمية أصبحت المصدر الأكبر للشكوك التي تحوط الرواية الرسمية لنظام السيسي، هل تقف أذرع الإرهاب الأسود من على رقاب المصريين فى سيناء؟ أم سينسج العسكر روايات أخرى جديدة استكمالًا لما بدأه السيسي فى أولى خطوات انقلابه وهو ”تفويض للحرب على الإرهاب المحتمل”.