ترامب يستعين بالصلاة لمواجهة كورونا.. ماذا لو فعلها زعيم مسلم؟!

- ‎فيتقارير

دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جميع مواطنيه إلى الصلاة، عبر تغريدات كتبها على حسابه الرسمي بموقع تويتر، اليوم الأربعاء، مُعلنًا غدًا الأحد “يومًا وطنيًا للصلاة”؛ بهدف حماية الولايات المتحدة ومنحها القوة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المتحور الجديد (كوفيد-19).

وبمقارنة ترامب بديكتاتوره المفضل جنرال اسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، والذي انقلب على الرئيس الشرعي المنتخب الشهيد محمد مرسي، نجد أن السفيه السيسي سبق أن طالب بثورة دينية وتجديد الخطاب الديني، فما الفرق بين طلب ترامب الصلاة وبين طلب السفيه السيسي التجديد؟

أخبار كاذبة

حقيقة الأمر أن الثورة التي طالب بها السفيه السيسي هي ثورة على الإسلام ولا شيء آخر، فهو يعمل على تفكيك الهوية العربية الإسلامية لمصر، وينفذ هذا المشروع على قدم وساق، ولذلك ليس غريبا أن يخرج شخص مارق من عصابة العسكر للتهديد بسجن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعامل مع الرسول الكريم، كما لو كان متهما، وقال إنه سيستمر بملاحقة صحفيين يتهمهم بنشر أخبار كاذبة عنه وعن أسرته وحبسهم، وقال بالنص “إن شاء الله يكون النبي عليه الصلاة والسلام”، واعتبر أن السجون خلقت للصحفيين.

بينما ترامب قال، عبر تويتر: “إنه لشرف عظيم لي أن أعلن يوم الأحد 15 مارس يومًا وطنيًا للصلاة. نحن بلد، دائمًا ما نتطلع إلى الرب للحماية وإمدادنا بالقوة في مثل هذه الأوقات”.

وتابع، في تغريدة أخرى: “بغض النظر عن مكانك، أشجعك على الصلاة.. معًا سوف ننتصر بسهولة”. وأعلن ترامب، أمس الجمعة، حالة الطوارئ في الولايات المتحدة بهدف مواجهة الوباء، بهدف إطلاق القدرة الكاملة للموارد الحكومية الاتحادية.

وأوضح الرئيس الأمريكي أن القرار سوف يتيح الوصول إلى نحو 50 مليار دولار من الأصول لمكافحة الفيروس.

وأضاف “أدعو كل ولاية إلى إنشاء مراكز طوارئ بشكل فوري”، كما دعا المستشفيات إلى تفعيل خططها “لاستجابة حاجات الأمريكيين”، متعهدا بـ”تعزيز” القدرات على إجراء الفحوص الطبية “في شكل كبير”، حسبما نقلت وكالات الأنباء.

وبحسب الإحصائيات الأخيرة، وصل عدد مصابي كورونا في الولايات المتحدة إلى أكثر من 2300 شخص، وتوفي 50 آخرون.

من جهته يقول الكاتب والمحلل التركي حمزة تكين: “ترامب الذي يتغنى به علمانيو عالمنا المتفلسفون يستعين بالصلاة لمواجهة كورونا.. ماذا لو خرجت هذه الدعوة من زعيم مسلم.. ماذا سيكون موقف جماعة العلمنة والانفتاح إلا الاستهزاء والسخرية؟ لماذا تصمتون الآن عن دعوة ترامب هذه؟.. هل أنتم علمانيون معادون للإسلام فقط؟ ضربة تخلعكم أنتم وتفكيركم”.

ويقول محمود المسلمي: “العلماني الشرقي يكره الإسلام ويكره الزعيم المسلم والعالم والداعية المسلم ويكره القرآن والمسجد وكل شيء يمت للإسلام بصلة.. لكنه يحب كل ما له صلة بالغرب حتى لو كانت صلاة.. فكيف حين تكون صلاة ترامبية إيفانكية رعاك الله!”.

وقال حسن أبو الليل: “علمانيونا مصابون بانفصام الشخصية.. إذا كانت الطقوس من يهودي أو بوذي أو مسيحي فتحضر عندهم كل قيم التسامح والتفهم واحترام الآخر، وإن كان يعبد فأرا.. أما إذا تعلق الأمر بشعائر الإسلام تنطلق الألسن الخبيثة تستهجن وتتساءل عن جدوى الصلاة والدعاء في عصر التكنولوجيا.. عميان للأسف”.

لن أسمح!

وفي أول حوار صحفي له مع الواشنطن بوست، بعد مرور شهر واحد على انقلابه العسكري، أكد السفيه السيسي للصحفية (ليلي ويموث) أنه ما قدم إلى الحكم إلا لإجهاض المشروع الإسلامي الذي أراده الرئيس “محمد مرسي”، حيث قال نصا: “لو كان الانقلاب عليه لفشله كنا صبرنا عليه لانتهاء مدته، ولكنه أراد إحياء المشروع الإسلامي والخلافة”.

وبعد عام كامل من هذا الحوار، وفي لقاء له مع فضائية “العربية” ذات التوجه العلماني قال نصا: “لن يكون في مصر قيادات دينية ولن أسمح بذلك، فأنا المسئول عن الأخلاق والقيم والمبادئ”، ثم أكمل قائلا: “والدين أيضا”، وهنا قاطعته المذيعة متسائلة: “والدين أيضا؟!”، فأكد السيسي فكرته: “وعن الدين أيضا”.

لكنه عاد في عام 2017 أكثر صراحة ووضوحا في تعامله مع الإسلام، حين صرح لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية المعروفة بتوجهاتها المتطرفة بأنه لا مكان للدين في الحياة السياسية بعهده.

لم تكن إذن تصريحات السفيه السيسي في ذكرى ميلاد الرسول الأعظم هذا العام 1440 هجريا، 2018 ميلاديا، والتي أساء فيها للإسلام والمسلمين، وقلل من خطورة الدعوات للتخلي عن السنة النبوية، بمختلفة عن سياق حرب بدأها مبكرا، ومبكرا للغاية، مع الخيوط الأولى لمؤامرته للاستيلاء على حكم مصر.

تصريحات السفيه السيسي جاءت على نسق سابقاتها، صادمة وجارحة لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، حيث اعتبر السفيه السيسي أن “اتّباع سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- مجرد أقوال لبعض الناس، والمشكلة تتمثل في القراءة الخاطئة لأصول الإسلام، قائلا: “يا ترى الذين كانوا يقولون لا نأخذ بسنة النبي- صلى الله عليه وسلم- ونأخذ بالقرآن فقط، إساءتهم أكبر؟ أم الإساءة التي تورط فيها المسلمون بفهمهم الخاطئ ونشر التطرف في العالم كله؟!”، على حد قوله.