استنكرت نقابة الأطباء في مصر ما حدث أمس في جنازة الدكتورة “سونيا عبد العظيم”، بقرية شبرا البهو التابعة لمحافظة الدقهلية، من اعتراض بعض الأهالي على دفن جثمانها، ما تسبّب في قيام قوات الأمن بإلقاء القبض على ٢٢ من أهالي القرية.
جنازة طبيبة
وطالبت النقابة، في بيان لها، “كافة الجهات المعنية بتفعيل أقصى عقوبة بمواد القانون المصري للعقوبات، الباب السابع والمواد المنصوص عليها رقم 136 و137، بمعاقبة أي مواطن يتعدّى على موظف أثناء تأدية عمله بالحبس لمدد تتراوح بين ستة شهور وسنتين، وتقديم المحرضين للمحاكمة العاجلة”.
كما طالبت النقابة بـ”تطبيق أقصى عقوبة على كل معتدٍ على الأطباء في تلك الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد”، وطالبت برلمان العسكر “بإصدار قانون حماية المنشآت الطبية وقانون المسئولية الطبية”، وتقدمت بالتعازي في وفاة 4 أطباء حتى الآن .
كانت النقابة العامة للأطباء قد أعلنت عن إصابة ثلاثة وأربعين طبيبا بفيروس كورونا المستجد، ووفاة ثلاثة أطباء. ودعت النقابة وزارة الصحة في حكومة الانقلاب إلى الإعلان عن الوضع الصحي للأطباء والأطقم الطبية، أسوة بدول العالم، مع موافاة النقابة ببيانات الأطباء المصابين أولا بأول؛ حتى تقوم النقابة بواجبها النقابي حيال أسرهم.

43 طبيبا مصابا
وطالبت النقابة جميع الجهات المختصة بضرورة متابعة توفير جميع مستلزمات الوقاية بجميع المنشآت الطبية والتشديد على دقة استخدامها، مع ضرورة سرعة عمل المسحات اللازمة للمخالطين منهم لحالات إيجابية تطبيقا للبروتوكولات العلمية، فيما طالبت جموع الأطباء بالحرص على ارتداء الواقيات الشخصية اللازمة وعدم بدء العمل دونها حماية لأنفسهم وللمجتمع، علما أن وزارة الصحة قد أعلنت عن توافر جميع المستلزمات في جميع المنشآت الطبية، وجددت النقابة طلبها مطلبها لحكومة الانقلاب بسرعة إضافة أعضاء الفريق الطبي المصابين والمتوفين بالعدوى للقانون رقم 16 لسنة 2018 الخاص بتكريم الشهداء والمصابين.
وكان فيروس كورونا قد واصل انتشاره داخل المستشفيات المصرية، وسط استمرار عجز سلطات الانقلاب عن مواجهته واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشاره، وكان آخر المستشفيات التي وصلها الفيروس “معهد القلب”، حيث تم الإعلان عن إصابة ممرض بالمعهد.
وكشف الدكتور محمد أسامة، مدير معهد القلب، عن اكتشاف إصابة ممرض داخل المعهد بفيروس كورونا المستجد، وقال، في تصريحات صحفية: “إن القصة بدأت بقدوم مريضة محولة من مستشفى أحمد ماهر، ولعدم وجود أماكن تم إجراء الكشف عليها وتحويلها إلى مستشفى “مبرة مصر القديمة” يوم 29 مارس، وفي 5 أبريل تم إبلاغنا من مستشفى المبرة بأن المريضة مصابة بفيروس كورونا المستجد، لاتخاذ اللازم مع المخالطين لها”.
وأضاف أسامة أنه “بمراجعة المخالطين أثناء تواجد الحالة اكتشفنا تعاملها مع 16 من الأطقم الطبية بين طبيب وممرض، وبإجراء مسحة لهم جاءت نتيجة التحاليل سلبية لـ15 منهم، وإيجابية لممرض واحد”، مشيرا إلى أنه “بتتبع المخالطين اكتشفنا أن الممرض خالط نحو 24 من العاملين بالمعهد خلال فترة 5 أيام ما بين دخول المريضة واكتشاف إصابتها، وتم اليوم بالتعاون مع الطب الوقائي أخذ مسحة منهم جميعًا، ومنحهم إجازة للعزل الذاتي في المنازل لحين ظهور نتيجة التحاليل، وحال ثبتت إيجابية أي منهم سيتم تحويله إلى مستشفى العزل، ومن ستظهر سلبية تحاليلهم سيتم عودتهم للعمل بعد استكمال مدة العزل الذاتي”.

معهد الأورام
يأتي هذا بعد أيام من الإعلان عن تحويل 15 من الأطباء وطاقم التمريض العاملين في المعهد القومي للأورام بالقاهرة إلى مستشفى العزل بعد إصابتهم بفيروس كورونا، الأمر الذي دفع الدكتور حاتم أبو القاسم، مدير معهد الأورام، إلى الإعلان عن غلق المعهد لمدة ثلاثة أيام بهدف تطهيره، مشيرا إلى أنه تم نقل جميع الحالات المصابة إلى مستشفيات العزل في عدة أماكن داخل محافظة القاهرة لتلقي العلاج.
من جانبه كشف إيهاب الطاهر، وكيل نقابة الأطباء، عن وجود حملة إعلامية تحاول تصدير فكرة أن الأطباء قد حصلوا الآن على حقوقهم بدليل رفع قيمة بدل المهنة الطبية بنسبة 75%، ثم زيادة مكافأة طبيب الامتياز لتصبح ألفي جنيه”.
وقال الطاهر، فى تصريحات صحفية، “هذه رسائل سلبية بل ومستفزة، حيث إن قيمة الزيادة الصافية في بدل المهن الطبية ستكون حوالى 400 جنيها فقط، أما زيادة مكافأة أطباء الامتياز فهذه تمت بقانون صدر في سبتمبر 2019 (منذ ستة شهور كاملة).
وخاطب أمين الأطباء المسئولين قائلا: “من فضلكم: فقط وفروا لهم مستلزمات الوقاية، من فضلكم: فقط شدوا على أيديهم، من فضلكم: فقط توقفوا عن رسائلكم السلبية”.

ضعف الإمكانات
وانتقدت نقابة الأطباء ما يتعرض له الأطباء والممرضون من إهمال طبي داخل المستشفيات، ما تسبب في إصابة بعضهم بفيروس كورونا، مؤكدة ضرورة توفير مستلزمات الوقاية اللازمة للفرق الطبية بكافة المنشآت على مستوى الجمهورية.
وقالت النقابة، في بيان لها: “تلقت نقابة الأطباء ببالغ الأسف صدمة إصابة عدد كبير من الأطباء وأعضاء الفريق الطبي من العاملين بمعهد الأورام بفيروس كورونا ليضافوا لمن تمت إصابتهم بالعدوى سابقا بجهات أخرى، وتؤكد النقابة أن الفريق الطبى الذى يتصدر الصفوف فى مكافحة الفيروس القاتل هو الأولى بالحماية ليستطيع استكمال مهمته في التصدى للمرض بدلا من أن يتحول هو نفسه لمصدر للعدوى وتفشى الوباء.
وأكدت النقابة ضرورة توفير جميع مستلزمات الوقاية للفرق الطبية بجميع المنشآت الطبية على مستوى الجمهورية، والتشديد على عدم السماح بالعمل دون استخدامها لحماية الفريق الطبى، مع متابعة تطبيق ذلك بصورة دقيقة حتى لا يقوم بعض المديرين بمنعها عن الأطباء بحجة عدم استهلاكها، وتخفيف الزحام بالمستشفيات عن طريق إيقاف العمل بالحالات والتدخلات الطبية غير العاجلة التى يمكن تأجيلها.
وطالبت النقابة بوضع بروتوكول عاجل لفحص وإجراء التحاليل لأعضاء الفريق الطبى الذين يتعاملون مع الحالات المشتبه بإصابتها، دون انتظار ظهور أعراض مرضية عليهم، وتخصيص مستشفى بكل محافظة أو قسم بكل مستشفى لعزل وفحص أعضاء الفريق الطبى المشتبه بإصابتهم، لحين ظهور نتائج الفحوص والتحاليل فى أسرع وقت ممكن.