التنكيل بأهالي المعارضين والمعتقلين.. عندما تخاف النّعاج من عائلات الأسود

- ‎فيتقارير

“التنكيل بالأهالي” سياسة صهيونية تنتهجها عصابة الانقلاب العسكري في مصر ضد أُسر وأقارب المعارضين لانقلابهم الدموي ضد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر؛ بهدف الضغط عليهم ومنعهم من انتقاد جرائم السيسي وعصابته ضد المصريين.

محمد شومان

ومن بين تلك النماذج، ما تتعرض له أسرة الفنان المصري محمد شومان من ملاحقة واعتقال للضغط عليه، حيث طالب محمد شومان بإنقاذ أسرته من الموت البطيء بعد اعتقال نجله “أحمد”، وشقيقه “فؤاد”، بتاريخ 13 فبراير 2020، وإخفائهما قسريا لعدة أيام قبل ظهورهما أمام نيابة الانقلاب.

وقال شومان، في بيان صادر عنه: إن نجله وشقيقه وجهت لهما لاحقًا اتهامات بالانتماء لجماعة إرهابية، حيث يتواصل التجديد لهما وحبسهما على ذمة التحقيق.

واعتبر شومان أن الاعتقال هو محض تصفية حسابات سياسية وعملية انتقامية خارج إطار القانون، بعد مشاركته في فيلم “بسبوسة بالقشطة”، والضجة التي أحدثها بعد فوزه بالجائزة الماسية بمهرجان الفيلم الأوروبي، مؤكدا عدم انتماء أي فرد من عائلته لأي كيان سياسي يومًا من الأيام.

وحمّل شومان النظام الانقلابي فى مصر مسئولية سلامة أسرته والحفاظ على حياتهم، مطالبًا بالإفراج الفوري غير المشروط عنهم، وناشد كافة المنظمات الحقوقية سرعة التدخل للإفراج عن أسرته، لا سيما مع تواتر أنباء عن تفشي كورونا في السجون المصرية في ظل التكدس، وانعدام الرعاية الصحية وسوء التغذية، وهو ما يعرّض حياتهما للخطر البالغ.

أسرة الرئيس مرسي

ولم تسلم أسرة الرئيس مرسي من تلك الجرائم، حيث اعتقل الشاب محمد سعيد مرسى، نجل شقيق الرئيس الشهيد والطالب بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، وذلك منذ يوم 5 أبريل 2014، حيث تم اعتقاله مع 10 آخرين من طلاب الجامعة وتعرضوا لجريمة الإخفاء القسري لمدة 12 يوما، ومورست بحقهم أبشع أنواع التعذيب الممنهج بسلخانة الأمن المركزي بالزقازيق للاعتراف باتهامات لا صلة لهم بها، منها تعطيل البنية التحتية والشروع في القتل!.

وتنقّل محمد سعيد من سجن إلى سجن ومحاكمة هزلية تلو الأخرى، وتعرضت أسرته للملاحقة. ففي 18 أغسطس 2016 اقتحمت قوات أمن الانقلاب قرية العدوة، مسقط الرئيس محمد مرسي، وداهمت منزل شقيقته.

وفي يناير 2017، تعرض محمد سعيد مرسي لحالة تسمم لدى وجوده بسجن الزقازيق العمومي، فما كان من إدارة السجن إلا أن حولته وآخرين إلى الاحتجاز بغرف التأديب الانفرادي بسبب اعتراضهم على بطء التحرك تجاه معتقل مسمم بسبب أطعمة السجن.

كما طالت الجرائم “أسامة مرسي”، نجل الرئيس مرسي، والذي يقبع في سجون الانقلاب منذ عدة سنوات في ظروف بالغة السوء. واستنكر الدكتور أحمد، نجل الرئيس محمد مرسي، الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق شقيقه أسامة وغيره من المعتقلين القابعين في ظروف مأساوية داخل سجن العقرب سيئ الذكر، ضمن جرائم العسكر التي لا تسقط بالتقادم.

وكتب أحمد، عبر صفحته على “فيس بوك”، في وقت سابق: “ربي هذا ظلمٌ لا يرضيك وننتظر فرجك، نعتقد يقينًا رب العزة أن لك حكمةً لا نعلمها، ولا نملك إلا أن ندعوك فأنت الأول والآخر والظاهر والباطن وأنت ربنا فعّالٌ لما تريد”.

وأضاف قائلا: “هنا حيث يقوم الزبانية بدفن أخي أسامة ورفاقه أحياء، الأمراض بلا حق في العلاج، ومياه الصرف الصحي في البدروم لتنال منهم، والبرد الشديد بلا غطاء ولا حق الزيارة والرؤية ولو من وراء الحاجز الزجاجي”.

أسرة البلتاجي

كما طالت الجرائم أسرة المناضل والبرلماني محمد البلتاجي، حيث يقبع هو ونجله أنس في سجون الانقلاب منذ عدة سنوات، وانتقدت زوجته السيدة سناء عبد الجواد، تلفيق هزلية جديدة لنجلها أنس، المعتقل في سجون الانقلاب منذ عام 2013، والذي حصل على عدة أحكام بالبراءة وإخلاء سبيل.

وكتبت، عبر صفحتها على فيسبوك: “عندما ينفطر قلب أم على ابنها الذي لم تره من أربع سنوات، ولم تعرف عنه شيئًا، وظنت أنه بعد ساعات سيُشرق قلبها فرحًا بنوره، ولو من بعيد، ثم تصدم بعودة الحرمان ليتجدد من جديد”، متسائلة: “ألم يكفكم سجن أنس أكثر من ست سنوات من الحبس الانفرادي، والمنع من الزيارات والتريض، ومن استكمال دراسته؟”.

وأضافت أن “أنس بعد حصوله على أحكام البراءة بعد خمس سنوات حبسٍ أخفيتموه ثلاثة أشهر ليخرج على قضية جديدة، ثم بعد أكثر من سنة ونصف يحصل على إخلاء سبيل لعدة مرات، آخرها منذ أيام، ليتم ترحيله إلى القسم لحين إتمام إجراءات الخروج، وإذ بظلمكم مرة ثالثة تلفقون له قضية جديدة”.

وتساءلت “أم أنس”: “كيف لفّقتم له التهم قضية من بعد قضية وهو داخل الحبس الانفرادي ولم يخرج حتى للتريض ولم ير أحدًا منذ ست سنوات؟ كيف فعل أنس كل هذه التهم وهو فى الحبس منذ ٢٠١٣؟ بأي عقل أو إنسانية فعلتم يا دولة الظلم؟ كيف تجرأ القضاة الجدد أن يخطوا بقلمهم على محاكمة أنس واتهامه بتهمة فى ٢٠١٩ وهو فى حبسكم الظالم منذ ست سنوات”؟.

وتابعت: “الله أعلم بقلوبنا التي انفطرت على أبنائنا.. نرفع إلى الله شكوانا، ولكن أذكركم بأنَّ الله يسمع ويرى، وأن الظلم له نهاية وإن طالت الأيام”، واختتمت بقول الله تعالى: “ولا تحسبنَّ الله غافلًا عمًّا يعمل الظالمون”.

شقيق “هيثم أبو خليل”

وطالت الملاحقات أيضا أسرة الحقوقي والإعلامي هيثم أبو خليل، حيث اعتقلت قوات أمن الانقلاب بالإسكندرية الدكتور عمرو أبو خليل، شقيق هيثم أبو خليل، من عيادته، قبل أن تداهم منزل والدته وشقيقته وتستولي على أموال ومقتنيات وأجهزة محمول وحاسوب، وتقتاده إلى جهة مجهولة.

ووجّه هيثم أبو خليل، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، رسالة إلى عموم الشعب المصري وإلي سلطات الانقلاب، اتَّهم فيها محمود، نجل السيسي قائد الانقلاب، باختطاف شقيقه الطبيب النفسي عمرو أبو خليل، بسبب نشره صورة نجل السيسي.

وسبق الاعتقال، قيام هيثم أبو خليل بنشر صور لمحمود السيسي وجميع أفراد عائلته في برنامجه على قناة الشرق، داعيا الشعب المصري إلى معرفة الوجوه التي قال إنها تحكم مصر من وراء ستار.

وأضاف أن قوات الانقلاب ذهبت أيضا إلى منزل شقيقته الكبرى، الدكتورة ديانا أبو خليل، وتم تفتيش منزلها، فضلا عن الذهاب إلى منزله شقيقه عمرو بعد اختطافه، وتمت سرقة متعلقات منها وهي “عدد 2 جهاز لاب توب، وجوازات سفر أولاده، وبطاقات الرقم القومي”، وذلك في “هجمة متزامنة وكأننا في حرب”.

وأكد أبو خليل أن “ما حدث جريمة كاملة تتشابه كثيرا مع جرائم الفاشية في عهود سابقة دفع العالم كله ثمنها كثيرًا، ومنها التنكيل بالعائلات من أجل إخراس أصوات أبنائهم المعارضين للحكم الفاشي الدموي الهمجي”.