"احنا بنشجع اللي مابيرضيش ربنا"، ربما تكون هذه ثاني عبارة صادقة قالها السفاح عبد الفتاح السيسي بعد عبارة "الحفاظ على أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي"، التي راح أفراد عصابته يطبقونها بحذافيرها في مفاصل الدولة، حتى وصلت إلى المعاهد والجامعات.. وإصبح سب الله عز وجل وآياته إنجازا علميا وقربانا يتم التقرب به إلى العسكر.
وانتشر مقطع فيديو لأستاذ دكتور متفرغ يدعى "محمد مهدلي" يحاضر بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالإسكندرية، دائم التهجم على الدين والقرآن والأنبياء، يسب القرآن الكريم، في الوقت الذي يشتعل فيه العالم بمقاطعة فرنسا بعد الجريمة التي ارتكبها رئيسها ماكرون بإعادة نشر رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا عجب في ذلك فالسفاح السيسي نفسه قال في مقابلة مع مذيعة أمريكية: "أنا مسلم ولكن الإسلام هو دين الإرهاب والتطرف ويجب مواجهته"، ولا يترك السفاح السيسي مناسبة إسلامية غالبا، حتى يعيد تأكيد دعوته إلى تجديد الخطاب الديني، والتذكير بأن سمعة الإسلام والمسلمين في العالم موصومة بالإرهاب.
"بلا آية بلا زف..ت"
يقول الخبير الاقتصادي أيمن الجباس: "الباشا ده أستاذ متفرغ في خدمة اجتماعية اسكندرية اسمه محمد مهدلي. كان بيناقش حاجة في المحاضرة تخص الزواج والطلاق والمهر، ولما طالب ناقشه وقال له بس الآية بتقول رد عليه بكل تبجح "بلا آية بلا زفت"، وطرد الطلبة اللي اعترضوا من المحاضرة. بعد كدة عرفنا أن دماغه لاسعة وأنه دائم التهجم على الدين والقرآن والأنبياء، وللأسف محدش بياخذ معاه إجراء. لما نشوف المرة دي هيكون في إجراء حاسم معاه ولا لأ".
ويقول الناشط محمود رافعي الزيات: "دا دكتور في المعهد العالي للخدمه الاجتماعيه بالاسكندريه اسمه محمد المهدلي..اولا هو مش معترف ب وجود ربنا، النقطه دي هنتكلم فيها بعدين ، القصه ان المحاضره بتعتو مش بتكون محاضره علي الاطلاق احنا ممكن نعتبرها سوق الجمعه او التلات ! من الكلام اللي بيتقال في المايك وطريقه الالقاء والاسلوب الغير لائق والشتيمه اللي هيا اصلا مينعش تتقال في شارع من دكتور جامعي لانه بيمثل قدوه للطلبه في الانضباط والتربيه المهم عشان منطولش في الكلام هو كان بيشرح حاجه فحد من الطلبه بيقولو القران وايه من القران فكان رده "بلا آيه بلا زفت" ولما الطلاب قالوله احنا منسمحلكش واتكلمو قعد يزعق ويعمل زي مانتو شايفين كده ".
ولم يشذ المحاضر "محمد مهدلي" عندما سب القرآن عن الخط المعادي للاسلام والذي رسمه انقلاب العسكر، فقد تختلف عبارات السفاح السيسي من حدث إلى آخر لكن رسالته تبقى واحدة، ألا وهي أن الأمة بحاجة ماسة إلى ثورة دينية لمكافحة الأفكار الإرهابية ونشر ثقافة التسامح بين المسلمين!
وخلال مشاركة السفاح السيسي في احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، قال "المشكلة الحقيقية ليست في اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن في القراءة الخاطئة لأصول ديننا"، مؤكدا أن سلوكيات المسلمين بعيدة عن صحيح الدين في الصدق والأمانة واحترام الآخرين والرحمة بالناس، مشددا على أن تصحيح القراءة الخاطئة لأسلوب الدين الإسلامي هو التحدي الحقيقي أمام علماء الأزهر.
أستاذ الفقه الإسلامي البرلماني السابق حاتم عبد العظيم علّق على خطاب السفاح السيسي قائلا "أعظم إساءة للإسلام هم أولئك المجرمون المنتسبون إليه زورا، الذين اغتصبوا الحكم عنوة وقتلوا الأبرياء غدرا، وانتهكوا الحرمات جهارا وعاثوا في الأرض فسادا". ورأى أن هذه هي الطريقة التي اعتادها السفاح السيسي لتسويق نفسه لدى اليمين المتطرف في الغرب، فهو يروج لنفسه بأنه يتبنى أفكارهم ذاتها حول الإسلام.
ولفت عبد العظيم إلى أن السفاح السيسي حاول إجراء تعديلات في مناهج الأزهر بدعم من وزير الأوقاف مختار جمعة، لكن تماسك مؤسسة الأزهر وصلابة موقف الشيخ أحمد الطيب تحول دون المضي قدما في هذا الاتجاه، وهو ما يفسر الحملات الإعلامية العنيفة على الأزهر وشيخه من حين لآخر.
دعوة للردة
التصريح الأقسى والأكثر وضوحا جاء على لسان السفاح السيسي في عام 2015 خلال مشاركته في الاحتفال بالمولد النبوي، حيث قال "هناك نصوص دينية مقدسة تعادي الدنيا كلها، مش معقول يكون الفكر اللى بنقدسه ده يدفع الأمة بالكامل للقلق والخطر، ومش معقول 1.6 مليار هيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها 7 مليار علشان يعيشوا هما".
والأشد من ذلك غرابة أنه وفي حضور عمائم الأزهر الشريف ويوم كهذا تحتفل فيه الأمة الإسلامية بميلاد نبيها وقدوتها عليه الصلاة والسلام يقول السفاح السيسي نصا: "مش معقول يكون الفكر اللي احنا بنقدسه ده يدفع بالأمة دي بالكامل إنّ هي تبأى مصدر للقلق وللخطر وللقتل والتدمير في الدنيا كلها، نصوص وأفكار تم تقديسها على مئات السنين وأصبح الخروج عليها صعب أوي لدرجة إنّ هي بتعادي الدنيا كلها".
يتحدث السفاح السيسي عن نصوص يقدسها المسلمون في حين تمثل هي مصدر للقلق والقتل والتدمير ، ومعلوم بالضرورة أن المسلمين لا يقدسون شيئا سوى نصوص القرآن والسنة، ويؤمنون أن كل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم محمد "صلى الله عليه وسلم".
فالسفاح السيسي يرى إذن أنه يجب التخلي عن القرآن والسنة كي لا توصم الأمة بكاملها بالإرهاب، لقد دعا صراحة أن يترك المسلم دينه كي يستطيع أن يرى بفكر مستنير أن تلك النصوص المقدسة إنما هي نصوص تدعو للإرهاب والقتل والتدمير ؛ فقال : "إنتَ مش ممكن تكون وانت جواه تكون حاسس بيه، لازم تخرج منُّه وتتفرج عليه وتقرأه بفكر مستنير حقيقي"، فإن لم تكن تلك دعوة للردة عن الإسلام فماذا تكون؟!