الإجابة كارثية: بعد اكتشاف 300 تابوت فرعونى..أين تذهب الاكتشافات الأثرية الجديدة؟

- ‎فيأخبار

أعلن  خالد العناني وزير السياحة والآثار في حكومة الانقلاب عن كشف أثري كامل يصل إلى 300 تابوت وذلك بمنطقة سقارة بمحافظة الجيزة.

"العناني" في تصريح للوكالات العالمية قال: "وجدنا ضرورة نقل هذه التوابيت نظرا لأن العمال لا يستطيعون أن يستكملوا اكتشافهم في ظل وجود هذه التوابيت.. وجدنا وأخرجنا أكثر من 100 تابوت مغلقة، والكثير من الوجوه المذهبة".

وختم بقوله: إنه وجد كشفًا أثريًا جديدًا يحتاج عدة أسابيع للإعلان عنه، ولذا سيكون ذلك خلال ديسمبر أو يناير المقبل.​

أين تذهب الاكتشافات؟

الباحث والمرمم مصطفى الصافى قال إن "غالبية الاكتشاف يتم اكتشافها قبل التصوير بثلاثة أو أربعة أشهر، وإن نوعية الاكتشافات الحالية ليس بها آثار حقيقية كما كان يحدث في القرن الماضى، أو أواخر عام 1980، بدليل عدم وجود قطعة أصلية بالاكتشافات وفق الصور والنشرات التى يتم إرسالها للقنوات المتخصصة".
ويضيف: "معظم الاكتشافات تدخل الغرف السوداء أو مايطلق عليها المخازن المنتشرة فى ربوع مصر بالقاهرة والجيزة والإسكندرية والأقصر، وتتم بطريقة عشوائية دون إذن وارد أو صادر، ما يعرضها للسرقة دون أن تدرى السلطات والمسئولون، ونكتشف بعد ذلك تهريبها وبيعها بالمزادات العالمية الشهيرة".

المزادت والسرقات

ومر قطاع الآثار بتغيرات كبيرة، أبرزها الاكتشافات الكبيرة والكثيرة، التي يُتساءل عن السرقات المحلية والدولية للآثار المصرية التي لم تزل منذ مئات السنين، وقضايا التهريب والتنقيب غير الشرعي، وزيادة أسعار دخول المناطق الأثرية.

ومع توسع التكنولوجيا بطول وعرض البلاد، تقدم نائب سابق ببرلمان الانقلاب محمد المسعود، بطلب إحاطة موجه لرئيس مجلس وزراء الانقلاب ووزيرَي الآثار والاتصالات بحكومته، 10 نوفمبر الماضي، بشأن ضعف الرقابة على المزادات الإلكترونية، كونها تعد ستارا لبيع الآثار بطريقة غير نظامية.

قضايا التهريب

ولم تسْلم الآثار في 2019 من التهريب غير الشرعي، وما يثير الدهشة والسخرية أنها عُرضت في مزادات عالمية ببلدان عديدة، بينها لندن، إذ صرحت “الآثار” المصرية أن إنجلترا خذلت مصر في هذا الشأن، بينما عرضت هذه الآثار المهربة للبيع بأسعار زهيدة للغاية، وهو ما اعتبره متخصصون إهانة لها.

وزيادة فيما يعد إهانة للآثار المصرية، عُرض بعضها، أبريل الماضي، للبيع في مزاد كريستيز، تحت عنوان “أنتيكات”، وكان بداخله تماثيل تعود لما بين 2389 – 2255 قبل الميلاد، وقطع من الجير عليها شكل الفرعون المصري القديم، ومعه مفتاح الحياة.

لا وجود للشفافية

الدكتور حسين دقيل، خبير الآثار يشير إلى أن وزارة الآثار بحكومة الانقلاب، كانت قد أكدت في بيان لها أن هناك طفرة في المجال الأثري حدثت هذا العام، وذكرت أن مصر شهدت العديد من الاكتشافات الأثرية التي أثارت الرأي العام.

وأضاف: "من خلال بيانات وتصريحات المسئولين أنفسهم تلك التي جاءت في معظمها إما مختلفة أو متناقضة، أو تتسم بعدم الشفافية، فتصريحات معظم المسئولين طغت عليها هذه السمة.

-المحور الأول: الاكتشافات الأثرية: وتم الحديث من خلال هذا المحور؛ عن حقيقة الاكتشافات الأثرية وحجمها خلال وعن آلية العثور عليها؛ وهل تمت من خلال بعثات مصرية أم بعثات أجنبية، أم تم العثور عليها بمحض الصدفة.

المحور الثاني: الآثار المصرية بالخارج: وجرى التعرف من خلال هذا المحور على الآثار المصرية التي وصلت إلى الخارج إما عن طريق المعارض الدولية، أو المزادات العلنية، أو عمليات التهريب بأشكالها المختلفة".

اكتشافات صدفة

ويضيف دقيل: "أهم وأخطر في هذه الاكتشافات ما أُعلن عنه في يوليو؛ حينما استطاع اللصوص العثور على مدينة أثرية ترجع للعصر اليوناني الروماني في المنيا منحوتة في الصخر بعرض ٦٠٠ متر وبطول ٢ كيلو متر، وتضم العديد من المقابر الأثرية في أبو قرقاص، فقد نجحوا في الحفر خلسة بنطاق قرية شيبا الشرقي وتوصلوا للموقع، والمدينة الأثرية تحوى أعمدة وكنيسة رومانية يونانية بها محراب وعمودان وصليب".

وتابع: "بشكل عام يعتبر عام 2018 من أكثر الأعوام التي شهدت سرقات للآثار، حتى أن “بسام الشماع”، عالم المصريات والمؤرخ المعروف أشار إلى أن هذا العام يعتبر الأجرأ في بيع الآثار، بل حتى وزير الآثار اعترف بأن هناك 33 ألف قطعة أثرية اختفت من مخازن الوزارة والمجلس الأعلى للآثار، وفي فبراير ذكر موقع “البوابة نيوز” أن حوادث سرقة الآثار، أصبحت أمرًا معتادًا بصورة مثيرة للتساؤلات، وأرجع الموقع زيادة السرقات إلى الفراغ الأمني، وفي يوليو قال الوزير أمام البرلمان للأسف المخازن بتتسرق من بعد يناير 2011 وتحتاج لتأمين أكبر، كما أكد الوزير خلال اجتماع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس نواب العسكر، بأن لديه الآن قضية حول قطعة أثرية تم سرقتها من المتحف المصري وبيعه، قبل أن يعود وينكر تأكيده، متهما جماعة الإخوان، بأنها دأبت خلال الأيام الماضية على ترويج شائعات وأكاذيب حول سرقة قطع أثرية من داخل المتحف المصري بالتحرير، وتحريف تصريحاته أمام اللجنة".

 للتهريب أشكال متعددة 

ويشير الخبير الأثري إلى أن "جريدة الأهرام ذكرت في تحقيق لها يوم 12 يونيو 2018، متعجبة من أنه في الوقت الذي تتهافت فيه دول العالم علي أصغر حجر من آثارنا وتتمناه وتنفق عليه ملايين الدولارات وتنشئ من أجله معارض ومتاحف علي أعلي مستوي، نفرط نحن في كثير من القطع الثمينة التي لا يمكننا تعويضها إلي الأبد.. وتساءلت الجريدة قائلة: هل هذا بسبب الجهل أم الطمع أم الاستهتار أم الفساد أم جميعها؟ وأضافت: ألم يحن الوقت أن نحافظ علي آثارنا التي عاشت طوال هذه القرون ليأتي أشخاص يفرطون فيها بمنتهي الاستهانة؟ وأين تفعيل القانون وتنفيذ العقوبات التي يجب أن تردع كل من تسول له نفسه خيانة شعب وسرقة تاريخ وطن"؟