يشكك في “الأقصى”.. “بن سلمان” يُحرِّف الإسلام والتاريخ تمهيدا للتطبيع مع الصهاينة

- ‎فيتقارير

يسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تحريف الإسلام وتزوير التاريخ تزلفا للكيان الصهيوني وتمهيدا للتطبيع المرتقب بين حكومة "بلاد الحرمين الشريفين" والاحتلال الذي يغتصب بلاد المسلمين ويذبح شعوبهم تحت سمع وبصر العالم كله.

ومن أواخر شطحات ولي العهد السعودي أنه يسمح لصبيانه ومطبليه بنشر مقالات تفتقد إلى أدنى معايير العلم والمنهجية وتستنبد بشكل سافر إلى الكذب والتدليس من أجل تسويق أفكار وتصورات ولي العهد الطامع بالظفر بالعرش السعودي؛ حيث نشرت صحيفة "عكاظ" السعودية مقالا يشكك في المسجد الأقصى، ويزعم أن المذكور بالقرآن ليس هو الموجود في القدس المحتلة.

ويزعم كاتب علماني يدعى "أسامة يماني" أن "سبب اعتقاد كثير من الناس أن المسجد الأقصى يقع في فلسطين يعود إلى أن كثيرًا من كُتَب التاريخ وكُتَب التفاسير وخاصة المتأخرة منها تقول بأن الأقصى يقع في القدس، ومن هنا صار الخلط بين القدس والقبلة والمسجد الأقصى". مدعيا أن المسجد الأقصى الذي تحدث عنه النبي ﷺ، هو موجود في منطقة تدعى الجعرانة بين مكة والطائف، وليس في فلسطين.
وبعد سرد طويل في محاولة منه لإثبات أن الأقصى لم يكن القبلة الأولى للمسلمين كما هو متعارف عليه، قال يماني: "إذن، يتضح مما أوردنا من آراء السلف أنه لا يوجد إجماع بشأن أولية القبلة لبيت المقدس، رغم شيوع هذه المقولة على الألسن وفي الكتابات في هذا الأوان". وأضاف: "بنى عبدالملك بن مروان مسجد قبة الصخرة في سنة 691م. وذلك بسبب تذمر الناس من منعهم عن أداء فريضة الحج إلى مكة، لأن ابن الزبير كان يأخذ البيعة له من الحجاج، لذا قام عبدالملك ببناء الصخرة وتحويل الناس للحج إليها بدل مكة كما يذكر ابن خلكان".

ومن المعلوم أن المسجد الأقصى هو ذو القبة الخضراء بمدينة القدس بفلسطين المحتلة؛ بينما مسجد "قبة الصخرة" الذي يقع بجواره هو المسجد ذو القبة الذهبية. وبحسب النص القرآني فإن المسجد الأقصى قد بارك الله الأرض التي أقيم فيها {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}. لكن الكاتب يزعم أن القداسة لا تتعلق بالمسجد الأقصى بفلسطين بل بمسجد آخر مزعوم في منطقة "الجعرانة"، وأن المسجد الأقصى في فلسطين لم يكن أبدا هو قبلة المسلمين الأولى؛ دون أن يقدم دليلا واحدا على صحة أكاذيبه وبهتانه.

وبحسب مراقبين فإن الهدف من تسويق هذه الأكاذيب في الإعلام السعودي هو التمهيد لخطوة ولي العهد السعودي المقبلة بإعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ لكنه يواجه بمعارضة مجتمعية شديدة؛ ولذلك هو يسعى إلى تحريف الإسلام وتزييف التاريخ من أجل البرهنة على صحة تصوراته الخاطئة.

وبحسب دراسة نشرها موقع "الشارع السياسي" في أغسطس 2020م بعنوان: " الموقف السعودي من التطبيع.. الشروط والسياق والسيناريوهات"، لا يمكن فهم خفايا العلاقات السرية بين الرياض وتل أبيب  إلا من خلال الإشارة إلى الفيلم الوثائقي الذي أعدته شبكة "بي بي إس" الأمريكية والذي تم بثه في سبتمبر2019م، ضمن برنامج "فرونت لاين، والذي كشف أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تعهد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته للرياض في مايو/أيار 2017، بالاعتراف بالكيان الصهيوني وتطبيع التجارة معها إذا ساعدت الولايات المتحدة بلاده في "هزيمة إيران والسيطرة على الشرق الأوسط".
وقال مارتن سميث، مقدم الحلقة، التي حملت عنوان "ولي العهد"، إن بن سلمان أراد من ترامب أن يضمن مساعدة الولايات المتحدة في هزيمة إيران، ودعم طموحاته في أن يصبح اللاعب الرئيسي في الشرق الأوسط. وفي مقابل ذلك، تعهد بن سلمان بمساعدة ترامب وصهره، جاريد كوشنر، في حل النزاع الفلسطيني الصهيوني، وهو التعهد الذي أصبح لاحقًا نواة خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلاميًّا باسم "صفقة القرن".

وعرض الفيلم الوثائفي حديث المحلل العسكري في صحيفة "واشنطن بوست"، دافيد أغناتيوس، الذي اقتبس من بن سلمان قوله: "أرى شرقًا أوسطَ تكون إسرائيل جزءًا منه… أنا مستعد للاعتراف بها وإقامة علاقات تجارية معها"، مضيفًا أن بن سلمان "أغرى" الإدارة الأمريكية، وأصبح محور الخطة التي يواصل كوشنر الترويج لها. يتفق مع ما توصل إليه الفيلم الوثائقي الأمريكي، التسريبات التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" حول خفايا وأسرار القمة العربية الأمريكية الشهيرة بالرياض في مايو 2017م، والتأكيد على أن إدارة ترامب تلقت إشارات مهمة من جانب السعودية حول استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع الكيان الصهيوني من دون شروط.

وفي نوفمبر 2018م، استقبل ولي العهد السعودي وفد الإنجيليين الأمريكيين في الرياض وهو اللقاء الذي استمر ساعتين، وبحسب رئيس الوفد جويل روزنبرغ للقناة العاشرة العبرية،  فإن بن سلمان هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإيران.
وبحسب "روزنبرغ" الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والصهيونية وعمل من قبل في مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فقد تحدث محمد بن سلمان عن الصراع الفلسطيني – الصهيوني، والعلاقات "الدافئة" بين الرياض وتل أبيب لنحو ساعة ونصف من اللقاء الذي استمر قرابة الساعتين. غير أن الأمير السعودي طلب من أعضاء الوفد ألا يتم الكشف عن فحوى ما دار بينهم حول هذين الموضوعين. وقال "روزنبيرغ":"طرحنا قضية الصراع الفلسطيني ـ الصهيوني وربما كانت القضية الأكثر حساسية، تحدث محمد بن سلمان إلينا مطولا ولكنه طلب منا ألا نكشف علنا عن هذا الجزء من اللقاء"، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي.