قال الدكتور محمد الحساني الباحث الإسلامي إن الإمام الشهيد حسن لبنا عندما أسس جماعة الإخوان كان يستشعر عظم المسئولية والأمانة التي تقع على عاتق كل الدعاة والمصلحين الغيورين على دينهم في ظل حالة الضعف التي تمر بالأمة الإسلامية.
وأضاف ، خلال كلمته بالمؤتمر الدولي “الإخوان المسلمين حقائق ومنطلقات”، إن التزكية الإيمانية من القضايا الأساسية والأصيلة في المشروع التغييريّ الذي دشنه الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى، لصلتها الوثيقة بمبدأ التغيير ذاته في كتاب الله تعالى ومنهاج رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكانت حياة “البنا” ترجمة عملية للداعية الموصول بالله، المؤمن بفكرته وعقيدته، والمخلص لها، وكان لسان حاله يقول: “اعلموا أن أسلافكم الكرام لم ينتصروا إلا بقوة إيمانهم، وطهارة نفوسهم، وذكاء أرواحهم، وعملهم على عقيدة واقتناع، فاختلطت عقيدتهم بنفوسهم، واختلطت نفوسهم بعقيدتهم، فأصبحوا هم الفكرة، والفكرة هم”.
وأشار إلى أن إغفال تطبيب القلوب، وإسقاطه من سلم الاهتمامات لن يكون إلا بناء على غير أساس، يوشك أن يأتي ببنيان هذه التنظيمات من قواعدها. “فأي علاج لا يعمد إلى القلوب بالتربية ليعقّمَ فيها جرثومة الفساد فإنما هو دُهن سطحي وطِلاء وَقْتِيٌّ. أيُّ علاج للفتنة لا يعتمد التربية الإيمانية القلبية التي تُحِل في باطن الأفئدة طمأنينة الإيمان وسكينة الله فإنما هو حَوَمان حول زَريبة الشر وتدخينٌ لَطيفٌ في وجهه.
وأكد أن الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى كان يعتبر أن التزكية الإيمانية لدى جماعة الإخوان المسلمين هي المدخل الجوهري لكل تغيير في واقع الأمة، وعلى هذا المسار الذي أحياه الإمام البنا رحمه الله تعالى في الأمة نهجت جماعة الإخوان المسلمون في مسيرتها ودعوتها وحركتها فبناء الجيل القرآني هو هدفها السامي وجوهر دعوتها .
ولفت إلى أن التزكية الإيمانية عند جماعة الإخوان المسلمين، تكتسب أهمية خاصة، وأثمرت صياغة مشروع تربوي متفرد؛ جمع فيه الإمام حسن البنا رحمه الله بين التأسيس الفكري الشامل والمتكامل المصطبغ بصبغة الربانية المهتدي بالسنة النبوية، والعمل الواقعي الميداني القائم أساسا على تربية الفرد الصالح.