لقاحات كورونا تكشف أكاذيب حكومة الانقلاب.. أين الـ 100 مليون جرعة؟

- ‎فيتقارير

تواجه وزارة الصحة بحكومة الانقلاب ثورة غضب من الراغبين فى التطعيم بلقاحات فيروس كورونا بسبب الزحام وعدم وجود لقاحات، رغم أن الذين سجلوا للحصول على اللقاح لم يتجاوز الـ 150 ألف مواطن، لكن وزارة الصحة لم توفر منافذ كافية للتطعيم، بجانب أنها لم تستورد الـ 100 مليون لقاح التى زعمت أنه سيتم استيرادها بحد أقصى نهاية مارس الماضى”2021م” أو أول ابريل الجارى، وأعلنت وزارة المالية بحكومة الانقلاب أنه تم تخصيص 2 مليار جنيه لاستيراد هذه اللقاحات، لكن الواقع يكشف أن كل ما يعلنه نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي ليس أكثر من أكاذيب يخدع بها المصريين الذى لا يكترث لحقوقهم الصحية والتعليمية والسياسية وغيرها.
يشار إلى أن إجمالى ما تحصلت عليها وزارة الصحة من لقاحات لم يتجاوز الـ 650 ألف لقاح من نوعين هما سينوفارم واسترازينكا، وهى عبارة عن هدايا أو مقابل المشاركة فى التجارب السريرية واستغلال البسطاء كفئران تجارب دون علمهم. ورغم الواقع المؤلم تعلن الصحة أن كله تمام، وأن التطعيمات تسير على قدم وساق، وأن المتقدمين للحصول على اللقاح فى تزايد مستمر.
هذه الأكاذيب رددها محمد عبد الفتاح، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى بوزارة الصحة، وقال في تصريحات إعلامية، إن الوزارة سوف تتسلم 4.5 مليون جرعة من لقاح كورونا خلال الشهر المقبل، زاعما أن هناك إقبالا كبيرا من المواطنين على التطعيم. ويزعم عبدالفتاح أن الحكومة التي عبر عنها بلفظة “مصر” في تدليس فاجر، هدفها الحفاظ على صحة المواطنين والصحة المجتمعية، مشيرا إلى أن تطعيم العاملين بقطاع السياحة سيكون خلال الأيام المقبلة مجانا وفق زعمه.
وأشار إلى أن المراكز الجديدة لتلقى اللقاح تتمركز فى المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية، لافتاً إلى أن وزيرة صحة الانقلاب وجهت بتطعيم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وفق تصريحاته. كما زعم عبد الفتاح أن 148 ألفا و987 مواطناً من الفئات المستحقة تلقوا لقاح كورونا، مشيرا إلى أن كل من هو مستهدف للتطعيم سيتم تطعيمه، وكلما زادت الفئة العمرية كان لها أولوية فى الحصول على التطعيم بحسب تعبيره.

السيستم واقع
على صعيد الواقع، سادت حالة من الارتباك داخل الوزارة كشف عنها الموقع الإلكتروني لتسجيل الراغبين في الحصول على اللقاح، حيث ظهرت حالة من التعثر، وتباطأت حركة التطعيم؛ مما أثار قلق من سجلوا بياناتهم، ولم يتلقوا رسائل الحضور للحصول على جرعتهم، خاصة في محافظتي القاهرة والجيزة، رغم أنهم من الفئات المستحقة مثل: كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة. المفاجأة أنهم عندما توافدوا على منافذ صحة الانقلاب للسؤال فوجئوا بالكلمة الشهيرة، التي أصبحت بديلا لدى الموظفين عن “فوت علينا بكرة”، وهي “السيستم واقع”!
من جانبه، كشف الدكتور محمد حسن خليل، منسق لجنة الدفاع عن الحق في الصحة أسباب هذه المشكلات التي أدت إلى ظهور كلمة “السيستم واقع”، بقوله إن المشكلة الحقيقية في الأزمة الدولية المرتبطة بتوفير اللقاحات لمعظم سكان العالم، مشيرا إلى أن مصر واحدة من أقل دول العالم تلقيحًا لمواطنيها قياسًا بدول أخرى في المنطقة، وأرجع ذلك إلى أن نظام العسكر تأخر كثيرًا في حجز دفعات اللقاح المطلوب.

موازنة الوزارة
وانتقد خليل فى تصريحات صحفية، وزارة الصحة بحكومة الانقلاب، لعدم توفيرها اللقاح مجانًا للمواطنين، واصفًا قرار توفيره مجانا لغير القادرين فقط بـ”المأساة”؛ لأن ذلك يعني وضع نسبة محددة من حكومة الانقلاب لمن هم غير قادرين من وجهة نظرها، وبالتالي سيتم صرف اللقاحات على قدر حاجة هؤلاء فقط، لنجد أنفسنا أمام فجوة بين تعريف القادر وغير القادر، فضلا عن مخالفة ذلك للدستور الذي نص صراحة على حق المواطن في الحصول على الرعاية الطبية، والمساواة بين المواطنين.
وأوضح أن السبب وراء ذلك هو انخفاض موازنة وزارة صحة الانقلاب، عن الحد الدستوري المنصوص عليه، وهو ألا تقل النسبة عن 3% من إجمالي الناتج القومي، في حين أنها لم تمثل في العام المالي 2020 2021 الا 1.1% فقط من إجمالي الناتج القومي. وشدد خليل على أنه كان من المُفترض أن تصل نسبة ميزانية الصحة إلى 6%، وهي النسبة في أغلب دول العالم، لافتا إلى أن توفير الميزانية المطلوبة ينعكس على توافر كل الاحتياجات الطبية والمستلزمات ومنها اللقاحات، خاصة في ظل جائحة عالمية ضربت كل دول العالم.
وأُشار إلى مشكلة أخرى هي عدم الوصول بنسبة التطعيم بين الفرق الطبية إلى النسب المأمولة، خاصة في ظل ضعف منظومة توزيع اللقاح ومدى توافره، والذي يُدلل على ذلك هو ارتفاع أعداد الوفيات سواء بين الأطباء الذي اقترب من 450 طبيبًا أو بين التمريض وفنيي الإسعاف وغيرهم من العاملين في مجال الصحة.

الموجة الثالثة
يأتى ذلك فى وقت دخلت مصر فيه الموجة الثالثة للوباء والتى تعد الأكثر شراسة بحسب تأكيدات الأطباء بالنسبة لعدد الإصابات وحالات الوفاة، وهو ما يكشف استهتار العسكر بالمصريين واستغلال وباء كورونا للتخلص من أكبر عدد منهم.
حول هذه المأساة، أكد الدكتور محمد حسان، أخصائي الحساسية والمناعة، أننا على أعتاب موجة ثالثة من فيروس كورونا، يمكن أن نتغلب عليها بإجراءات بسيطة تتمثل فى الالتزام بارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين، وعدم التواجد في أماكن مزدحمة، والنزول من المنزل للضرورة فقط، كل هذا يقلل حدة الموجة الثالثة.
وقال حسن فى تصريحات صحفية، إن خطورة الموجة الثالثة، ليس في ظهور أعراض جديدة، ولكن من ناحية ظهورها في توقيت صعب، هو وقت تغيير الفصول، وبداية المدارس، ورجوع الحياة لطبيعتها بالنسبة لمعظم المواطنين واقتراب شهر رمضان والأعياد، كل هذا يزيد من خطورة فيروس كورونا في الفترة القادمة.
وأشار إلى أن انعدام الإجراءات الاحترازية في كل مكان يسهل عملية نشر الفيروس بين الناس، ورجوع التزاحم في وسائل المواصلات والمحال التجارية وغيرها. لافتا إلى أن كل العوامل المحيطة تؤدي إلى زيادة خطورة الفيروس، ودخولنا على موجة أشد خطورة، مطالبا بالتشديد على المراكز التجارية ووسائل المواصلات وكل مكان بارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وخفض نسبة الناس في مكان واحد، وكذلك تطبيق الغرامات على كل من لا يرتدي الكمامة، وعدم إقامة أفراح أو عمل سرادقات العزاء.