بعد مقتل “الكاني” و”الورفلي”.. لماذا يتخلص حفتر من شركاء جرائمه الدولية؟!

- ‎فيعربي ودولي

قالت المنظمة النرويجية لحقوق الإنسان إن كتيبة طارق بن زياد التابعة لصدام نجل الانقلابي خليفة حفتر قائد مليشيات شرق ليبيا هي من قامت بتصفية محمد الكاني وأحد مرافقيه واقتياد عدد من العناصر لجهة مجهولة.
وكشفت المنظمة الليبية التي تنطلق من النرويج أن سيارة عسكرية نوع تايجر تتبع كتيبة طارق بن زياد اقتحمت المزرعة التي يقيم بها محمد الكاني وأمطرته بالرصاص.
ويرى مراقبون أن الطموح السياسي لدى معسكر (حفتر-عقيله) يريد أن يطهره من آثاره الدموية والمحسوبة عليه من قادة المذابح والمقابر الجماعية في ليبيا سواء بقتل محمود الوفلي بشهادة شقيقه وبشهادة أحد مرافقيه المقربين، فقبل ساعات من مساء الثلاثاء 27 يوليو نقلت "رويترز" عن عقيلة صالح قوله: "ليبيا ستعود إلى المربع الأول واضطراب عام 2011 إذا تأخرت انتخابات ديسمبر مع احتمال قيام حكومة في الشرق"، وهو ما يؤكد مساعيهم نحو اللعب على وتر السياسة.
أما "حفتر" الذي يبدو أنه يستعد للرئاسة؛ ساند "قيس سعيد" وتحمس لانقلابه الأخير وزعم أن ميليشياته ما يسمى "جيش حفتر" تسيطر على الحدود مع تونس وتمنى زوال عثرة تونس؟!
فيما يؤكد آخرون أن تصريحات قادمة من غرب ليبيا، ترفض دخول حفتر ومواليه ومليشياته الانتخابات القادمة التي يحاول مناديب الأمم المتحدة وسفراء المانيا وفرنسا وأمريكا تفصيلها على مقاس حفتر وعقيلة صالح، وذلك على غرار تصريح رئيس مجلس الدولة خالد المشري عن استحالة قبول حملة السلاح والمتلطخة أيديهم بدماء الليبيين في دخول الانتخابات المقبلة والمقرر استحقاقها في ديسمبر المقبل، وجد "حفتر" فيه شئ من الصحة، فقرر التخلص من أوزاره التي حملها منذ 2014 وإلى الآن بجرائمه التي شبق أنه هدده مساعده محمود الورفلي بفضحه وتحديد مسؤوليته عنها.
 
محمد الكاني
وعصر الثلاثاء، 27 يوليو، قتل "محمد الكاني" قائد أكبر مليشيا تابعة لحفتر ومسؤولة عن جرائم مقابر جماعية في ليبيا بشكل عام وفي ترهونة بشكل خاص، بإطلاق النار عليه، في منزله بمنطقة بوعطني ببنغازي، ورفعت على أثر مقتله مساجد ترهونة التكبيرات عبر المآذن وخرج الناس في الشوارع فرحاً.
واحتفل أبناء الشعب الليبي بمقتل "الكاني"  باعتباره المسؤول التنفيذي عن ارتكاب جرائم المقابر الجماعية في "ترهونة".
ومحمد الكاني كان مثل محمود الورفلي أحد المطلوبين للجنائية الدولية والمتهم من النيابة العامة الليبية بارتكاب جرائم قتل جماعية في ترهونة، حيث قتل العشرات من المدنيين المخالفين له ومنهم عشرات الإخوان والسلفيين، رغم أنه كان مدعوم في ارتكاب

ارتكب جرائمه بفتوى من ربيع المدخلي أبرز المنظرين السلفيين بدعم الثورة المضادة.
وكشف الناشط إبراهيم قصودة أن محمد الشتاوي اكبر مساعدي السفاح المقبور محمود الورفلي المطلوب السابق للعدالة الدولية ، قتل رفقة الكاني ومجموعته  وهو ما يربط ما حدث اليوم وما حدث بمقتل الورفلي وتوقعات بقتل مصور مذابح الورفلي محمد الجالي والذي يخفي أكثر الفيديوهات قيمة لدى حفتر.


محمود الورفلي
وفي 16 يوليو الجاري، اعتقلت مليشيات حفتر رفيقهم فتحي القذافي (أحد رفقاء محمود الورفلي) بعد تم تسريب تسجيل له يتهم فيه خليفة حفتر بقتل الورفلي في 24 مار 2021. وظهر فتحي القذافي قبل يومين في مقاطع فيديو يسجل اعترافات جديدة في قضية اغتيال محمود تثبت تورط مجرم الحرب حفتر فيها.

وتحدث القذافي في الفيديوهات عن إدارة ميليشيات حفتر التي ينتمي إليها وكيفية الاغتيالات والسرقات بشكل علني في مناطق سيطرتهم .

وسبق لشقيق محمود الورفلي، وليد الورفلي أن ألقى بيان رابطة شباب ورفلة، من خيمة العزاء في بنغازي، الذي حمل ما يسمى "القيادة العامة" في الرجمة (أي حفتر) المسؤولية الكاملة عن مقتله مهددين بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي

وأغتيل محمود الورفلي في ٢٤ مارس المطلوب للجنائية الدولية بعد تعرض سيارته لوابل من الرصاص أيضا ببنغازي.

 

المسآلة الدولية
المحلل الليبي نعمان بن عثمان المقيم بطرابلس كان له رأي في اغتيال الورفلي ومن ثم الكاني، فقال إن الرائد محمود الورفلي -المتهم بجرائم حرب أمام الجنائية الدولية- اغتيل قبل 48 ساعة من وصول محققين جوليين لاستجوابه في بنغازي.
إلا أن موقع "أفريكا أنتليجينس" الاستخباري قال إن "الوضع الأمني في بنغازي ازداد تدهورا مع مقتل القيادي في قوات حفتر “محمود الورفلي”، يضع خليفة حفتر في مأزق".

ونقل موقع "ميم" شهادة لمنسق مجموعة العمل الدولية كشفت عن أن "محمود الورفلّي كان يستعد لتقديم نفسه للمحكمة الدولية قبل تعرّضه للاغتيال.. وغرفة عمليات حفتر تصف من كان قبل أيام رجل حفتر للمهمات القذرة والدموية بالمختل عقليا".
وبعد مقتله اعترف الناطق باسم القوات الخاصة التابعة لمليشيات حفتر، العقيد ميلود الزوي، بأن محمود الورفلي، أحد رموز القوات الخاصة.
وتعليقا على العملية، كتب الأكاديمي المورتياني محمد المختار الشنقيطي: "في ليبيا قُتِل اليوم أحدُ القتلة، هو محمود الورفلي، فهل هو انتقام على يد بعض ضحاياه الكثر، أم تصفية داخلية على يد #حفتر، بغرض التخفف من عبئه السياسي؟!".