المبادرة الجزائرية بشأن سد النهضة.. هل تصلح ما أفسده السيسي؟

- ‎فيأخبار

أكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون "وجود مبادرة جزائرية بشأن أزمة سد النهضة وأنها لاقت تجاوبا كبيرا من أطراف الأزمة".

وقال الرئيس الجزئري في مقابلة مع التليفزيون الجزائري إن "بلاده تعوّل على ثقلها الدبلوماسي في إفريقيا لحل الخلاف بشأن سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا".

في سياق متصل أعلن مسؤولون في فريق التفاوض السوداني "إعادة النظر في مواقفهم حول سد النهضة بعد المعلومات المضللة التي قدمتها إثيوبيا بشأن الملء الثاني على حد قولهم وأكدوا اتخاذ احتياطيات الملء الثالث للسد العام المقبل مبكرا وفقا لصحيفة سودان تريبيون".

وأبلغ مسؤولون في وزارة الري أن "فريق التفاوض يعمل على مراجعة مواقفه نتيجة الآثار السلبية لعدم تبادل المعلومات والمعلومات المُضللة على حد قولهم وأشار إلى أن المعلومات التي قُدمت للخرطوم في 5 يوليو لو تم الأخذ بها لحدثت خسائر ضخمة ولبات الوضع سيئا".

وتحدث أحد المسؤولين عن أن "الأعمال المدنية في سد النهضة وصلت لـ80% متوقعا الانتهاء منها خلال عام فيما لا تزال الأعمال الكهربائية عند نسبة 65% حيث تحتاج إثيوبيا أكثر من عامين لإكمالها".

واستطرد المسؤول "إذا حاولت إثيوبيا تعويض عدم تخزين 13.5 في العام المقبل من الملء الثالث ستحدث كارثة في البلاد وحينها لا مجال للتفاوض".

وقال الدكتور توفيق بوقعدة، أستاذ العلوم السياسية، إن "تصريحات الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون تعد تأكيدا لما أعلن عنه رمضان العمامرة وزير الخارجية عن أن الجزائر تعمل بشكل حثيث من أجل التوصل إلى اتفاق عادل وملزم".

وأضاف في حواره مع الجزيرة مباشر أن "هناك لجنة لإعادة ترسيخ المبادرة استمعت لجميع الأطراف حول المخاوف التي يخشاها كل طرف من الأطراف الثلاثة، وهناك عمل حثيث من أجل إخراج هذه المبادرة بعدما تم التأكيد على الخطوط العريضة في لقاء العمامرة مع وزراء الخارجية في الدول الثلاثة".

وأوضح أن "هناك تفاؤلا كبيرا لدى السلطات الجزائرية حول نجاح المبادرة لوجود عدد من العوامل التي تؤكد هذا النجاح وأولها نضج الصراع ووصول أزمة سد النهضة إلى مرحلة الانسداد وفشل كل الخيارات التي تبنتها الأطراف الثلاثة خارج إطار التفاوض بالإضافة إلى سعي الأطراف للوصول إلى حل توافقي والتراجع عن كثير من المواقف السابقة".  

بدوره قال الكاتب الصحفي حمدي الحسيني، إن "المبادرة الجزائرية جاءت في وقت مناسب جدا في أعقاب الفشل الذريع في حل أزمة سد النهضة خلال جلسة مجلس الأمن وإصابة الجانبين المصري والسوداني بإحباط شديد".

وأضاف في حواره مع الجزيرة مباشر أن "طرح الجزائر مبادرة لحل أزمة سد النهضة خطوة إيجابية خاصة أن الجانب الإثيوبي يصر على ضرورة خروج الحلول من رحم الاتحاد الأفريقي والجزائر دولة مهمة في الاتحاد".

وأوضح أن "حكومة السيسي تعوّل كثيرا على المبادرة الجزائرية لإنجاح مفاوضات سد النهضة".

بدوره قال السفير عبدالوهاب الصاوي، مدير إدارة الاتحاد الإفريقي بالخارجية  السودانية،  إن "السودان رحب بالمبادرة الجزائرية بشروط مهمة تتعلق بالتفاوض وألاّ يكون فترة للمراوغة ويكون بحسن نية وضرورة الوصول إلى اتفاق ملزم برعاية القوى الدولية وأن يتم التفاوض وفق منهجية جديدة تجعل الوصول إلى الاتفاق ضرورة لتحقيق النتائج المرجوة".

وأضاف أن "تصريحات الرئيس الجزائري مطمئنة كثيرا بأن هناك اتصالات تمت بينه وبين رؤساء الدول الثلاث وهناك جهود كبيرة تبذلها الجزائر خاصة من وزير الخارجية، مضيفا أن الجزائر تتمتع بثقل كبير في القارة الأفريقية، لأنها كانت وراء تحرير أفريقيا من الاستعمار عقب انتصار الثورة الجزائرية".

وأوضح أن "الثقل الدبلوماسي للجزائر عالميا وإفريقيا يجعل الجزائر قادرة على إنجاح المفاوضات بين الدول الثلاث خاصة في ظل ترحيب الدول الثلاث بالمبادرة، وهو ما ينشر حالة من التفاؤل حول إمكانية الوصول إلى حل يُرضي كل الأطراف".