“دايلي بيست”: “ديكتاتور ترامب المفضل” زعيم حركة النازيين الجدد

- ‎فيأخبار

نشرت صحيفة "دايلي بيست" تقريرا سلطت خلاله الضوء على حركة النازيين الجدد المصرية القريبة من الأجهزة الأمنية والتي تتخذ من عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب زعيما روحيا لها.

وقال التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" إن "عبد الفتاح السيسي رمز للحركة النازية الناشئة في مصر ذات الصلة بالقوة العسكرية والأمنية في البلاد، فقد ساعدت تقديس شخصية السيسي في تنشيط حركة على الإنترنت مؤيدة لهتلر معادية للسامية بشكل مسعور وتدافع عن عرق مصري خالص، بينما أشادت أيضا بالرايخ الثالث وهاجمت المعارضين و"مجتمع الميم" وحتى الحركات القومية المصرية الأخرى".

وأضاف التقرير أن "حركة التجسس الرقمي يقودها حفنة صغيرة من النازيين الذين يدعون وجود اتصالات بالقوات المسلحة المصرية على موقع تيلغرام، والذين يحاولون أيضا بناء مجتمع على مواقع مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر وفي مركز الشبكة يتم تبادل محرك تخزين سحابي يحمل علامة تجارية عبر سلسلة من قنوات التلغرام، فضلا عن صفحات وملفات تعريف على موقع فيس بوك ، ويحتوي على 16922 قطعة متعددة اللغات من مقاطع الفيديو النازية وصور ونصوص وإنكار المحرقة، وكلها مرتبة بدقة في 416 مجلدا، لم تتم الاستجابة للمكالمات المتكررة للمكتب الإعلامي للجيش المصري".

وأوضح التقرير أنه "ابتداء من أواخر عام 2020، طورت مجموعة من خمس قنوات Telegram المركزية مع أعضاء بالمئات والآلاف بالإضافة إلى مسؤولين يزعمون أنهم جزء من القوات المسلحة المصرية، علامة تجارية إقليمية للنازية تعتمد على الروابط عبر الوطنية مع الحركات النازية الأخرى، يشمل الناتج الأكثر شهرة للنازيين المصريين تقديس السيسي المحموم الممزوج بازدراء على غرار قوات الأمن الخاصة للمعارضين والإسلاميين و"مجتمع الميم"، بالإضافة إلى الصور التي تُكرّم الرماة الإرهابيين مثل برينتون تارانت النيوزيلندي".

وأشار التقرير إلى أن "هذا الحراك قد بُني على نموذج السيسي من القومية المفرطة القمعية، والذي تجسد في انقلاب عنيف بقيادة الجيش على حكومة إسلامية في العام 2013، وفي حين قُوبل الانقلاب بإدانة واسعة النطاق من قبل نشطاء حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية، إلا أنه قوبل باستهزاء محدود من الحكومات الغربية التي واصلت العمل مع مصر من خلال عقود الدفاع والشراكات الخاصة بمكافحة الإرهاب".

وقد حظي السيسي بالثناء من الرئيس السابق دونالد ترامب لكونه "الدكتاتور المفضل" له، وكذلك لذوقه في الأزياء وحذائه اللامع، ومع تغزل ترامب في حذائه، ترأس السيسي حكومة لها سجل موثق من الانتهاكات المتفشية لحقوق الإنسان. ولاقى السيسي استقبالا أكثر فتورا من إدارة بايدن، حيث وجهت له الولايات المتحدة تحذيرا على معاملته للنشطاء والناشطين في مجال حقوق الإنسان، ولكن الحكومات بقيت على وفاق نسبي، كما أشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بمصر لدورها في التوسط لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في وقت سابق من هذا العام.

 

رمز للنازيين الجدد

لكن السيسي، مهما كان منظوره في الغرب، هو رمز للنافذين النازيين المحليين، فهو "ذكر"، أو ذئب منفرد، يستخدم العامية السادية والذكورية، ولا يوجد أي دليل على أن السيسي شخصيا يؤيد هؤلاء المتعصبين النازيين.

ونوه التقرير إلى أن "دايلي بيست" وجدت ست صفحات عامة مصرية مؤيدة للنازية على "فيسبوك"، مع قاعدة أتباع جماعية قوامها 3291، مرتبطة بثماني قنوات على تليجرام أكبر بكثير تضم 10738 عضوا، وكلها تحتفل بالسيسي، وأشكال من جرائم الحرب، والهجمات على الإسلاميين، والمعارضين، و"مجتمع الميم+"، ترتبط هذه الصفحات والقنوات بمجتمع بيئي أوسع من النازية العربية، بما في ذلك المنتديات والصفحات المخصصة".

ونبهت صحيفة "دايلي بيست" موقع تليجرام لوجود القنوات النازية، على الرغم من ذلك، كانت القنوات لا تزال تعمل اعتبارا من صباح يوم الأربعاء. وقال متحدث باسم شركة فيسبوك لصحيفة ديلي بيست إن "تحقيقا تجريه الشركة جار في ملفات التعريف والصفحات التي تم تحديدها. حتى وقت النشر، تم حذف ثلاث صفحات. وبالمثل، فقد قال يوتيوب أنه كان ينظر في القناة المرتبطة بمسئولي الشبكة في تلجرام وفيسبوك. وقال أحد ممثلي تويتر إن الشركة أزالت الحسابات التابعة للنازيين المصريين يوم الثلاثاء بعد أن اتصلت بهم صحيفة ديلي بيست".

وتابع التقرير"الواقع أن جمالية قنوات تيليجرام وصفحات الفيس بوك هذه تحاكي حركة النازيين الجدد الحديثة على الإنترنت، بما في ذلك استخدام رسومات سينث بوب، وميمات اليمين المنقلب، وصور الرايخ الثالث وأشرطة الفيديو. وأحد هذه الميمات الشائعة يكرم السيسي بمجموعة من العيون الليزرية، وقد اقترنت هذه الصورة مؤخرا بنسخة جديدة من عين بالليزر للرئيس التونسي قيس سعيد في إشارة إلى انقلابه الدستوري، ويقرأ المنشور الذي يقارن بين الاثنين كقائمة اختيار معتمدة، تعليق مؤقت للدستور وإعفاء رئيس الوزراء من مهامه وتعطيل البرلمان والرسالة هنا واضحة: لعبة تعرف على اللعبة".

وأردف التقرير"لعل الجانب الأكثر صدمة في صفحات الفيسبوك، التي تتضمن أسماؤها شفرات رقمية لهيل هلتر، هو الروابط الظاهرة مع الجيش القوي في البلاد، حيث يستخدم العديد منهم شعارات مع أعلام القوات المسلحة المصرية، هناك علاقة تاريخية بين النازيين وأجهزة الأمن المصرية، في الخمسينيات، وجد النازيون الفارون من ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ملاذا في حكومة الرئيس جمال عبد الناصر، وعلى وجه التحديد، داخل الذراع الدعائية للدولة".

 

قذارة الديمقراطية!

واستطرد"يدعي أحد مسؤولي الصفحة أنه كان ضابطا في الاستخبارات العسكرية للسيسي"، وهو يناشد القوميين المصريين الآخرين بإزالة قذارة الديمقراطية" في إطار احتضان واضح للاستبداد، وكان هناك حساب آخر يدير حسابين متميزين ومتصلين في الوقت نفسه، أحدهما مسؤول دعاية عربي نازي، والآخر يدعي أنه جزء من وزارة الداخلية المصرية. ولقد نشر صاحب الحساب أكثر من 65 صورة للأيديولوجيين النازيين والرايخ الثالث، في حين أشاد أيضا بالجستابو باعتبارهم "أعظم جهاز أمني في التاريخ" لأن "أعضاءه كانوا قادرين على قتل أي شخص يهدد الرايخ الثالث". وأتى هذا المقال مقترنا بصورة لثلاثة مسدسات من طراز لوجار بي 08، مسدس الجستابو المفضل، وحصل على إعجاب نحو 219 مرة، كتب أحد المعلقين الأسبان على المقالة: كم من اليهود يمكن أن تقتلوا اليوم بأحد هؤلاء؟ أنا حقا بحاجة إلى هذا بشكل عاجل والكثير من الذخيرة".

وفي حين تتعمق المزيد والمزيد من الأبحاث في الروابط بين المتطرفين اليمينيين وبين الأجهزة العسكرية والأمنية في أوروبا والولايات المتحدة، فإن أيا منها تقريبا لا تحلل التأثير الذي تخلفه النزعة القومية المفرطة والتطرف على الأجهزة الأمنية في بقية العالم. وهذا يخلق فجوة كبيرة في فهم عمق هذه المشاعر، ومدى ارتباط المتطرفين على الإنترنت بأجهزة الدولة. وهناك أيضا عملية تلقيح واضحة بين أنصار تفوق البيض الغربيين والقوميين المفرط في أماكن أخرى من العالم؛ على سبيل المثال، التقى مؤخرا زعماء ينتمون إلى أقصى اليمين الألماني والفرنسي بسماسرة نافذين في الحركة القومية الهندوسية.

 

دعاية نازية

في العديد من قنوات Telegram وصفحات Facebook، غالبا ما يتناقض تقديس السيسي الناعم مع الدعم النازي الصارخ والصارخ. تعرض إحدى صفحات Facebook الإله المصري حورس، الذي تلتف أجنحته الصقر حول صليب معقوف مع شريط أسود يمر عبره (من أجل التهرب من الكشف، وفقا للمستخدم). يوجد تحت حورس رابط لقناة Telegram تشارك رابطا مفتوحا لأرشيف سعة 275 جيجابايت من المواد الدعائية النازية. تحتوي المجلدات التي يطلق عليها اسم Holohoax على رزم من مقاطع الفيديو والصور المتعلقة بفضح الهولوكوست بما في ذلك فيلم بعنوان Auschwitz The Comedy ولفائف أفلام Eva Braun الخاصة، والتي تم حفظها وتحميلها وتصنيفها. بدأ الأرشيف في التبلور في عام 2006، وهو عبارة عن مجموعة من المواد النازية المفقودة والنادرة والمحظورة، كثيرا باللغات الإنجليزية والعربية والألمانية مع ترجمة عربية".

وأكمل التقرير"في الواقع، فإن الطبيعة العابرة للحدود الوطنية للنازيين على Facebook واضحة، سواء من خلال الصور المشتركة، أو مقاطع الفيديو بأسلوب موسيقى البوب، أو الثقافات الفرعية النازية الأخرى. أحد هذه الفيديوهات للسيسي وهو يلقي خطابا، لكن مع صوت هتلر يتحدث باللغة الألمانية، التعليق الأول تحت الفيديو باللغة العربية يزيف الفيديو «أحب صوت القائد». تسلط بعض المنشورات الأخرى الضوء على الطبيعة العنصرية إقليميا للجالية النازية المصرية، بما في ذلك منشور يظهر شمبانزي يحمل AK-47، مكتوبا عليه «الجيش الإثيوبي».

ونوه التقرير إلى أنه "في يناير الماضي، ألغت هيئة الرقابة على "فيسبوك" قرارا أساسيا بإزالة منشور شارك الدعاية النازية على الرغم من أنها أدانت أيضا جوزيف غوبلز، رئيس الدعاية لهتلر. الهيئة الرقابية طلبت من فيسبوك تقديم تعريفات للمخالفات على شروط الخدمة. وردا على ذلك، نشرت الشركة مبادئ توجيهية جديدة تحدد نظاما مصغرا لتحديد خطورة انتهاكات منصات العمل، فضلا عن تعريفات "الإشادة" و"الدعم" و"التمثيل". وشمل ذلك أمثلة للمدح مثل "هتلر لم يفعل شيئا خاطئا".

ولكن على الرغم من هذه التغييرات، كانت هذه الشبكة الوليدة لا تزال قادرة على تجنب الكشف، ويبدو أن أحد المسؤولين الإداريين يستمتع بحظه السعيد، زاعما "أننا خلف خطوط العدو بالمعنى الحرفي للكلمة".

 

https://www.thedailybeast.com/al-sisi-trumps-favourite-dictator-fuelling-new-pro-hitler-movement-on-facebook-and-telegram