وسط قلق صهيوني.. تصاعد حدة الغضب بالضفة الغربية وجنين تتحول إلى بؤرة للمقاومة

- ‎فيتقارير

نشر موقع الجزيرة نت تقريرا سلط خلاله الضوء على تطورات الأوضاع في الضفة الغربية وتصاعد التوتر بين قوات جيش الاحتلال وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من جهة والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى.

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة"، أصبحت الأمور أكثر وضوحا للمقاومة الفلسطينية، مع زيادة الإحباط بسبب قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين العنيفين والسلطة الفلسطينية  التي بدأت سلطتها تتضاءل.

وقال التقرير إن "وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله مساء الأحد في أول اجتماع رفيع المستوى بين الجانبين منذ 10 سنوات".

وكانت إحدى المسائل الرئيسية التي نُوقشت هي التنسيق الأمني في ضوء تدهور حالة السلامة في الضفة الغربية المحتلة حيث تواجه السلطة الفلسطينية وقوات الأمن الإسرائيلية زيادة في مقاومة الجماعات الفلسطينية، مع تزايد عدد المعارك النارية مع وصول خيبة أمل الفلسطينيين من عملية السلام إلى الحضيض.

وتشعر دولة الاحتلال بالقلق بالفعل من ارتفاع درجة حرارة حدودها مع غزة بعد أن قالت حماس وجماعات مقاومة أخرى إنها "تخطط لزيادة المواجهات في شكل إطلاق بالونات حارقة ومتفجرة على الكيان الصهيوني حتى يخف الحصار المستمر منذ 14 عاما على الأراضي الساحلية تماما".

بدعم وتشجيع من واشنطن، تحاول إسرائيل  بعد تجاهل السلطة الفلسطينية سابقا، تقويضها ورفض تمرير الضرائب التي جمعتها إسرائيل نيابة عنها  يأتي في الوقت الذي يدرك فيه الكيانان السياسيان أنهما يواجهان عدوا مشتركا في شكل مجموعات واثقة بشكل متزايد من المسلحين الفلسطينيين المتحالفين مع مختلف الفصائل السياسية في الضفة الغربية الذين لا يخشون تحديهم عسكريا.

وتخشى قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية الذهاب إلى مخيم جنين للاجئين ولم تتمكن من السيطرة على المخيم.

وداهمت القوات الخاصة الإسرائيلية المخيم قبل عدة أسابيع واعتقلت فلسطينيا مطلوبا ولكن في معركة بالأسلحة النارية لاحقة بين مقاومين والجنود قُتل أربعة فلسطينيين بالرصاص.

 

«طلقة في مؤخرة الرأس»

صالح عمار، 19 عاما كان واحدا من أربعة فلسطينيين لقوا حتفهم بعد إطلاق النار عليهم من قبل جنود إسرائيليين قالوا إنهم تعرضوا للهجوم.

ومع ذلك، عارض والده أحمد عمار الرواية الإسرائيلية للأحداث، قائلا إن "الأربعة تعرضوا لكمين أثناء خروجهم إلى الشوارع لرؤية الاضطرابات".

وقال أحمد عمار لقناة الجزيرة «صالح أصيب برصاصة في مؤخرة رأسه وتُوفي بعد ذلك بوقت قصير».

وأضاف «تم اعتقال جارنا وكان هناك جنود مسلحون فوق مبنى محيط فتحوا النار على الشبان بمجرد رؤيتهم، وعندها فقط أطلق رجالنا النار».

وبغض النظر عن صحة رواية الأحداث، فإن مخيم جنين للاجئين هو بؤرة لنشاط المقاومة ومليء بالأسلحة.

في مناسبة سابقة، شهدت قناة الجزيرة إطلاق عشرات المسلحين من عدة فصائل سياسية مختلفة النار في الهواء ليلا بأسلحة آلية حيث وعدوا بالانتقام لمقتل رفاقهم.

وأدت غارة إسرائيلية في يونيو إلى معركة بالأسلحة النارية أخرى مع جنود إسرائيليين، مما أسفر عن مقتل العديد من أفراد وحدة المخابرات العسكرية التابعة للسلطة الفلسطينية الذين قالوا إنهم ظنوا خطأ أنهم رماة من المخيم.

خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، تم تدمير المخيم بالكامل تقريبا في عام 2002 حيث قتل 23 جنديا إسرائيليا وتُوفي عشرات المقاتلين الفلسطينيين أيضا خلال الاشتباكات بعد أن هاجم عدد من الانتحاريين من المخيم الإسرائيليين.

 

كلنا متحدون

كما كافحت السلطة الفلسطينية لإخضاع مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، مع اشتباكات عديدة بين قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وأعضاء كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح في المخيم، واندلعت الأسبوع الماضي آخر معركة بالأسلحة النارية بعد أن اجتاح جنود إسرائيليون المخيم.

خلال الغارة، قُتل عماد خالد صالح حشاش، 15 عاما برصاص جنود إسرائيليين قالوا إنه "كان يحمل صخرة في يده بينما قالت عائلته إنه كان يحاول تصوير الغزو بهاتفه المحمول".

وقبل يومين، تبادلت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إطلاق النار مع مسلحين في بلدة قباطية في شمال الضفة الغربية.

ومع ذلك، فإن السلطة الفلسطينية لا تواجه مقاومة من مسلحين مرتبطين بفصائل المعارضة فحسب، بل تواجه أيضا مقاومة من جماعات تابعة لحركة فتح، وهي الفصيل الذي يهيمن على السلطة الفلسطينية.

وقالت نجاح والدة صالح لقناة الجزيرة «المقاومون في معسكرنا من فتح وحماس والجهاد الإسلامي وجماعات أخرى  كلنا متحدون».

وبينما يحزن والدا صالح على وفاة ابنهما ويغضبان من الظروف التي مات فيها، والتي يعتبرونها «إعداما»، فإنهما فخوران به ويؤمنان بكفاح المخيم من أجل العدالة.

وأضاف أحمد عمار «كلنا فلسطينيون ولا يهم عدد المرات التي يداهم فيها الإسرائيليون المخيم أو عدد الذين يقتلون منا سنقاوم».

 

الغضب العام

يكافح جيش الاحتلال أيضا للسيطرة على انتفاضة موحدة من جميع أنحاء الطيف السياسي الفلسطيني في بلدة بيتا، بالقرب من نابلس، حيث أسفرت الاحتجاجات الفلسطينية ضد مصادرة دولة الاحتلال للأراضي الفلسطينية عن اشتباكات واعتقالات يومية ومقتل سبعة فلسطينيين أثناء قيامهم بتحدٍ، حملة عصيان مدني.

وقال القروي محمد خبيصة الذي فقد أراضيه الزراعية في مستوطنة إيفياتار غير الشرعية لقناة الجزيرة «نحن نحتج منذ أكثر من ثلاثة أشهر وسنواصل الكفاح من أجل عودة أرضنا حتى آخر رجل».

 

قلق من تنامي النزعة العسكرية

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن "مسؤولا عسكريا إسرائيليا كبيرا في الضفة الغربية المحتلة حذر من أنه إذا لم تتمكن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من التعامل مع الوضع، فسيضطر الجيش إلى شن عملية واسعة النطاق في المنطقة".

وحذر المحلل السياسي الإسرائيلي يوحنان تسوريف، من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، من تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية.

وقال تسوريف «المظاهرات الجماهيرية والانتقادات اللاذعة والصراعات مع أجهزة الأمن الفلسطينية  وضع السلطة الفلسطينية مستمر في الضعف، وهذا يؤثر على الوضع الأمني في الضفة الغربية».

وأضاف "الغضب العام مستمر، والتعبيرات عن عدم الثقة في وكالات السلطة الفلسطينية تتردد، واشتدت مزاعم فساد السلطة الفلسطينية مصحوبة بالسخرية، وتضاعفت الاشتباكات العنيفة بين العشائر، بينما تخشى قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التدخل".

وتابع تسوريف "لقد ضعفت السيطرة الأمنية في جنين، وأدى نشاط العصابات المحلية المسلحة مؤخرا إلى ضرورة قيام الجيش الإسرائيلي باتخاذ إجراءات في المنطقة لمنع الهجمات الإرهابية ".

واتفق معه المحللون السياسيون الفلسطينيون على الوضع الهش في الضفة الغربية، وقال حسن لافي، الذي كتب في صحيفة قدس نيوز على الإنترنت إن "جنين وتحديدا مخيم اللاجئين، كانت أولوية قصوى وهدفا استراتيجيا لجيش الاحتلال الإسرائيلي وهو يكافح للسيطرة على مخيمات الزقاق".

وبحسب لافي، "كان هناك إدراك إسرائيلي بأن أي تأخير في التعامل مع جنين يعني أنه يمكن أن يتحول إلى نموذج ملهم للضفة الغربية بأكملها".

وأضاف المحلل عمر جعارة أن "الضفة الغربية المحتلة أصبحت جبهة حقيقية مماثلة لغزة وأن إسرائيل تدرك الخطر الوشيك من هناك".

 

https://www.aljazeera.com/news/2021/9/1/west-bank-anger-boils-as-jenin-becomes-hotbed-of-resistance