بعد أزمة الأسرى.. هل تقف فلسطين على أعتاب انتفاضة جديدة؟

- ‎فيعربي ودولي

يبدو أن الضفة الغربية تقف على أعتاب انتفاضة جديدة؛ وذلك في أعقاب تطور أزمة الأسرى الستة الذين هربوا  من سلجن جلبوع الإسرائيل المحصن، وقد أعلنت حكومة  الاحتلال عن إلقاء القبض على أربعة منهم حتى كتابة هذه السطور، وقد دعا نشطاء إلى هبة فلسطينية من البحر للنهر نصرة للأسرى، بينما أعلن المتحدث الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام "أبوعبيده" أن الحركة لن تبرم أي صفقة أسرى مع الاحتلال إلا إذا تضمنت الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع؛  وهو ما قوبل بترحيب واسع في الأوساط الفلسطينية كافة.

 ودعا ناشطون للمشاركة في مسيرات ومواجهات على كل نقاط الاشتباك والتماس مع الاحتلال "من البحر إلى النهر"، نصرة لأحرار سجن "جلبوع" والأسرى في سجون الاحتلال. وجاء في الدعوات التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "نداء لحماية الأسرى المحريين، دعوات لمسيرات على نقاط التماع لتشتيت الاحتلال عن ملاحقة الأسرى الأبطال؛ السبت الساعة الرابعة عصرا، في كل نقاط التماس في فلسطين من بحرها لنهرها".ودعت مؤسسات الأسرى، والقوى الوطنية والإسلامية في رام الله والبيرة، للمشاركة الفاعلة في الوقفة الإسنادية لأسرانا الأبطال اليوم السبت الساعة ال4 عصرا من أمام دوار المنارة.

كما شهدت مدن في الداخل المحتل مظاهرات حاشدة، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن إقدام فلسطينيين على إحراق منزل شرطي، يعتقد بأنه أبلغ عن مكان وجود القادري والعارضة في مدينة الناصرة. وفي السياق ذاته، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى سماع دوي صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، ما يشير إلى احتمال إطلاق مقاومين رشقات صاروخية نحوها. وحذرت فصائل فلسطينية الاحتلال من مغبة المساس بالأسرى فيما تواصل مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية البحث عن الاثنين الباقيين.

ويحذر رون بين يشاي وهو محلل أمني إسرائيلي من أن "الأراضي الفلسطينية تشهد حالة اضطرابات متلاحقة حتى قبل هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع". وفي مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يقول إن أبخرة الوقود في الهواء" انتشرت في الأراضي الفلسطينية حتى قبل الهروب من سجن جلبوع، ففي غزة سادت النشوة في الشارع بعد مقتل ضابط حرس الحدود بنيران مسلح على الحدود، وأجواء الضفة الغربية متفجرة نتيجة عوامل من الإحباط، بسبب تراجع السلطة الفلسطينية بقيادة عباس، والوضع الاقتصادي المتدهور، ومقتل ناشط فلسطيني معارض على يد السلطة الفلسطينية".

وأشار إلى أن "قوى الأمن الفلسطينية والإسرائيلية أصيبت بشعور عام من العقم، مما دفع بجهاز الأمن العام- الشاباك، وجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، لإصدار تقييم استخباراتي، وضع يده على انتقال سريع من الاكتئاب السائد في الضفة الغربية إلى حالة من النشوة، رغم أن هذه حالة غير مستقرة، رغم أنها قد تتسبب في ظاهرة من زعزعة الاستقرار الأمني السائد في المناطق الفلسطينية".

وأوضح أن "الكابح الأساسي لاندلاع نسخة جديدة من عملية "حارس الأسوار" هي مصر، فهي تهدد بإغلاق المعابر أمام غزة، وحماس تعلم جيدا أن إسرائيل أجرت جملة تحسينات على أدائها العسكري، وربما تجد طريقها إلى التنفيذ في مواجهة قادمة، أما في الضفة الغربية فيتمثل الكابح الرئيسي في الوجود المتزايد والمرئي للجيش الإسرائيلي والشرطة في شرقي القدس، لمواجهة اضطرابات واسعة النطاق، بما فيها استخدام الفلسطينيين للرصاص الحي ضد الجنود الإسرائيليين".

وأكد أنه "رغم الثمن الذي قد يدفعه الجانبان في حال تصاعد أعمال الاحتجاجات التي دعت إليها حماس في الضفة الغربية، لكن لا بد من الاعتراف بأن الهروب من سجن جلبوع خلق وضعا حساسا للغاية، قد يؤدي لتصعيد واسع النطاق في الأراضي الفلسطينية، حتى أن البعض بات يتحدث عن انتفاضة ثالثة، رغم استبعاد أن تندلع هذه المرة انتفاضة ثالثة من النوع الذي عرفناه في الثمانينيات 1987-1993، و2001-2005".

وحذر أن "الأسرى الذين هربوا من السجن خطيرون، والغبطة التي أحدثها هروبهم للشباب في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، قد تترجم بسرعة إلى عنف يهدد أمن إسرائيل، وتُظهر التجربة أن قتل فلسطيني واحد يتحول بسرعة إلى شهيد وبطل في نظر الفلسطينيين، ودائمًا ما يؤدي إلى قدر كبير من التصعيد الأمني والميداني، لذلك من المستحسن أن تركز قوات الأمن على إعادة اعتقال الأسرى الهاربين، ليس فقط لمنع اندلاع اشتعال في حالة مقتلهم، ولكن لاستعادة الردع الإسرائيلي الذي تبدد مع هروبهم، بعد أن تآكل بشكل كبير".

وأكد أن "الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لديهم تأثير كبير على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، لكن هذا التأثير سيكون أقل بكثير إذا تم تفعيل إجراءات تعطيل التسهيلات الإلكترونية التي تسمح بإجراء الاتصالات الخلوية من وإلى السجون، وهذا مجرد مثال واحد على الخطوات التي يجب اتخاذها، فالأسرى الفلسطينيون بطبيعتهم مبدعون، أما السجانون وقادتهم فهم أقل إبداعًا، خشية اندلاع انتفاضة للأسرى يعتبرها الرأي العام العالمي نضالا من أجل الحرية".