رغم بداية الموجة الرابعة لجائحة فيروس كورونا وتحذيرات الأطباء من أن "متحور دلتا بلس" الذي دخل مصر منذ منتصف يوليو الماضي سريع الانتشار وأكثر شراسة من كل المتحورات الأخرى للفيروس خاصة بالنسبة للأطفال وصغار السن إلا أن وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب تصر على بدء الدراسة في الموعد المعلن وهو 9 أكتوبر المقبل وترفض الاستجابة لمطالب أولياء الأمور بالتأجيل خوفا على أبنائهم من العدوى والإصابة بالفيروس.
كان طارق شوقي وزير تعليم الانقلاب قد أعلن أن "العام الدراسي الجديد، لن ولم يؤجل رغم زيادة إصابات فيروس كورونا، زاعما أن وزارة التربية والتعليم نجحت بشكل كبير في تسيير العامين الدراسيين الماضيين، تزامنا مع ظهور جائحة فيروس كورونا".
واعترف شوقي في تصريحات صحفية أن "غياب التلاميذ عن المدارس أثّر على مستواهم التعليمي، خاصة تلاميذ المرحلة الابتدائية، بسبب صعوبة تعاملهم مع شرح الدروس «أون لاين».
وأشار إلى أن "العام الدراسي الجديد سيكون حضوريا في المدارس لجميع الطلاب، زاعما أن "الوزارة تسعى إلى عام دراسي منضبط رغم كل الصعوبات والتحديات الناتجة عن فيروس كورونا".
وتابع شوقي أن "المدارس سوف تلتزم بتنفيذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة، من خلال تعقيم المدارس والفصول الدراسية، وتطهير دورات المياه، لافتا إلى أن هناك تعليمات مشددة لجميع مديري المديريات التعليمية بمختلف محافظات الجمهورية، بالاستعداد التام لانطلاق عام دراسي جديد دون أي معوقات أو مشكلات وفق تعبيره".
كما زعم أن "هناك تعليمات مشددة لجموع الطلاب من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي بالالتزام بارتداء الكمامات الطبية، أثناء اليوم الدراسي وعدم نزعها، للحفاظ على سلامتهم".
أولياء الأمور
في المقابل أعرب أولياء الأمور عن "قلقهم من بدء الدراسة مع دخول الموجة الرابعة من فيروس كورونا".
وقالوا إنهم "يتخوفون من إصابة أطفالهم بالمتحور الجديد " دلتا بلس" سريع الانتشار، والذي يستهدف الأطفال بحسب ما توصل إليه العلماء مطالبين بالتأجيل حتى نهاية الموجة الجديدة".
وأشار أولياء الأمور إلى تصريحات محمد عوض تاج الدين مستشار السيسي لشئون الصحة التي أكد فيها أننا "تخطينا الـ 200 حالة يوميا، وهذا يعني أن هناك زيادة كبيرة في الإصابات وعدد الحالات التي تدخل المستشفيات في زيادة والإصابات الخطيرة أيضا".
وأضاف تاج الدين أن "هذا يعني أن مصر بالفعل دخلت الموجة الرابعة لفيروس كورونا وهناك زيادة في عدد حالات الإصابة تتضح على مستوى دخول المستشفيات والحاجة إلى الرعاية الحرجة".
وحذر من أن "الإصابات العائلية كثيرة وعلى الجميع الحذر البالغ".
الصحة العالمية
كما أشار أولياء الأمور إلى تحذيرات منظمة الصحة العالمية، لمصر من مُتحور دلتا وتأكيدها أن "على المصريين القلق من هذه الطفرة، لأنها قادرة على الانتشار بشكل كبير".
وقال إيفان هوتين مدير إدارة الأمراض السارية بالمنظمة إن "التقارير التي كُتبت عن طفرة "مو" المتحورة للفيروس كشفت أنه مقاوم للقاحات".
وأضاف "يجب أن يقلق الناس في مصر من طفرة "دلتا" لأنها قادرة على الانتشار بشكل كبير ويمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أعداد الإصابات".
وطالب هوتين المصريين بأن "يكونوا حذرين إضافة لضرورة العودة للتدابير الاحترازية من خلال ارتداء الكمامات وفتح النوافذ والحفاظ على التباعد الاجتماعي، مؤكدا أن اللقاحات الخاصة بكورونا ليست فعالة ضد العدوى بطفرة دلتا".
تطعيم الأطفال
وقال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إن "تطعيم الأطفال ضد فيروس كورونا في ظل الإمداد الشحيح عالميا بجرعات كورونا، مستبعد حتى مع بدء العام الدراسي الجديد موضحا أنه حتى الآن لا يتم تطعيم الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، وهم يمثلون حوالي 8.5% من الحالات المُبلّغ عنها، مع عدد قليل نسبيا من الوفيات مقارنة بالفئات العمرية الأخرى".
وأضاف بدران في تصريحات صحفية "عند إصابة الأطفال بالفيروس تكون الأعراض خفيفة، وقلما يتم الإبلاغ عن حالات مرضية خطيرة، كما هو الحال مع البالغين، مشيرا إلى أن السلطات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية، سمحت بتلقي الأطفال بداية من 12 عاما لقاح فايزر المطور ضد فيروس كورونا بعد خفضت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أعمار المتلقين، بعد أن كان التطعيم باللقاح يبدأ من عمر 16 عاما".
ونصح "بعدم العجلة في تطعيم الأطفال ضد الفيروس لعدم وجود أدلة علمية تشجع على ذلك، مؤكدا أنه مازال انتقال كورونا للأطفال منخفضا، خاصة في ظل اتباع الإجراءات الاحترازية".
واعترف بدران بأن "إصابة الأطفال بعدوى كورونا قائمة وواردة، لكن تبقى نسب الوفيات بينهم نادرة حتى الآن مؤكدا أن الأولوية لتلقي اللقاح تكون للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس المستجد، ثم الأقل خطورة".
خطورة على الأطفال
وحذر الدكتور أمجد الحداد، استشاري المناعة والحساسية من "بدء الدراسة لخطورة ذلك على الأطفال بسبب عدم توافر الإجراءات الوقائية والاحترازية مشيرا إلى أن أكثر الأماكن التي يتفشى داخلها فيروس كورونا تتمثل في :
– وسائل المواصلات العامة.
– مترو الأنفاق.
– الأماكن المغلقة كالمصالح الحكومية والبنوك والمدارس.
– المولات.
– السينمات والكافيهات والمطاعم غير جيدة التهوية.
وقال «الحداد» في تصريحات صحفية إن "أي مكان مغلق ومزدحم يصبح وسيلة لنشر فيروس كورونا ، لأنه يتحول إلى فيروس هوائي سريع الانتقال لمسافة أكبر على خلاف الأماكن جيدة التهوية التي يكون بها الفيروس رذاذي ينتقل بمسافة مترين أو متر ونصف".
ونصح "بضرورة البقاء داخل المنزل وفي حالة الاضطرار للخروج، يفضل اختيار الأماكن جيدة التهوية والابتعاد عن الأماكن المزدحمة التي لا تحتوي على منافذ تهوية جيدة".
وشدد الحداد على "أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، وغسل الأيدي باستمرار لمدة 20 ثانية، واستخدام المعقمات، إلى جانب عدم استخدام أدوات الآخرين".
وحذر من أنه "من الصعب إلزام أطفال المدارس بهذه الإجراءات طوال اليوم الدراسي مما يجعلهم معرضين لخطر الإصابة بالفيروس".