ورقة بحثية: “اتحاد القبائل في صدارة المشهد.. لماذا يتوارى الجيش في مواجهات سيناء”؟ 

- ‎فيأخبار

رجحت ورقة بحثية بعنوان "اتحاد القبائل في صدارة المشهد، لماذا يتوارى الجيش في مواجهات سيناء؟ نشرها موقع الشارع السياسي، تكرار فشل استعانة الجيش بـ"اتحاد القبائل" الموالي له في مواجهات سيناء خلال الفترة الأخيرة.
وقالت الورقة إن "السيسي يعيد الكرة من جديد بتشكيل مليشيات عسكرية قبلية تتصدر مشهد المواجهات أمام تنظيم ولاية سيناء، بعدما فشل من قبل مرتين، في 2015، و2017م".
واعتبرت الورقة أن استعانة الجيش بقبائل هو من باب استنزاف الجماعات المسلحة وقالت إن "السيسي يستهدف الحد من ضحايا الجيش والشرطة الذي قتل منهم الكثير خلال المواجهات أو في الأكمنة، واستنزاف التنظيم بمواجهات مع مليشيات قبلية مدعومة من الدولة من جهة ثانية".


مليشيات وصحوات
وقرنت الورقة بين القبائل الموالية للجيش والمليشيات، حيث نُسب لها القيام بأدوار قذرة من قتل واختطاف وتعذيب، بعد الاتهامات التي وُجهت للمؤسسة العسكرية في أعقاب التسريبات التي كشفت عن الانتهاكات الواسعة التي تمارسها عناصره بحق المدنيين في سيناء، بدعوى أنهم إرهابيون أو متعاونون مع التنظيم، وهي الجرائم التي وثقتها منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش".
وأوضح أن السيسي سعى لتفكيك الكيانات القبلية في سيناء، من أجل الاحتواء والسيطرة والتجنيد، وذلك عبر  تغيير موازين القوى الداخلية.
واسترشدت بما قاله الإعلامي عادل الأخرسي عن تبعات توظيف شيوخ القبائل أمنيا، وأنه أدى لتراجع مكانة بعضهم، واستبدال السن والمكانة بالتعاون الأمني كأسس لـ شرعية المشايخ المعينين، ما أدى في بعض الحالات لتقويض مركزية السلطة وتهميش الشيخ أو إهانته بين أهله، بسبب تفضيله المكاسب المادية على أمن أفراد القبيلة، ما أثر على وظيفة مجلس القبيلة أو الديوان، الذي كان يتشاور فيه رجال القبيلة للوصول إلى كلمة موحدة في العلاقات مع الكيانات الأخرى والدولة، كما أصبحت آليات العقاب الداخلي كـ “التشميس”، الذي يعني رفع حماية القبيلة عن أحد الأفراد وإلغاء كفالتها إياه، أداة في يد الحكومة لمعاقبة الأفراد، ما أدى لإثارة نوازع الثأر والكراهية بين أفراد القبيلة الواحدة".

مستقبل سيناء
وحذرت الورقة من وسائل التفكيك والسيطرة التي يتبعها الجيش مع القبائل أو بدو الشمال، ليكونوا كما بدو جنوب سيناء مقيدين بسوق العمل والأجور في المناطق السياحية، الذي تزامن مع انكماش أعمال الرعي والزراعة المنزلية التي كانت رائجة خلال السبعينيات، وكانت توفر اكتفاء غذائيا لسكان المحافظة، وبذلك تعمل الدولة آلياتها عبر أدوات التفكيك والامتيازات لمزيد من السيطرة على المشهد القبائلي في سيناء على أمل أن يساهم ذلك في حسم الصراع ضد المسلحين، دون النظر إلى المآلات الخطيرة على مستقبل سيناء بهذه السياسات القاصرة والفوضوية".

غياب الرقابة والمحاسبة
ولفتت الورقة إلى أن السيسي يركز على توجيه السخط الشعبي إعلاميا نحو المسلحين، دون الإشارة مطلقا إلى ضرورة محاسبة المسئولين عن الفشل المتكرر والإخفاق المتواصل، ورغم انكشاف المؤسسة العسكرية سواء على مستوى الاستعداد القتالي أو حتى على مستوى السلوك الأخلاقي ، ورغم سقوط مئات الضحايا من عناصر الجيش والشرطة والمتعاونين معهم، إلا أن أحدا لم يقدم للمساءلة ولم يُحاسب مسئول واحد على هذا الفشل المتكرر".

واعتبرت الورقة أن الفشل المتجذر، يقوم عبر إستراتيجية تقوم على ثلاثة أضلاع:

الأول هو التمترس خلف صناعة الدراما (مسلسل الاختيار نموذجا) وذلك بهدف تزييف الوعي، وصناعة واقع بديل يقوم على تكوين صورة بطولية لعناصر الجيش لرفع الروح المعنوية المتردية لعناصره بسيناء، متجاهلا الواقع المرير والفشل المتواصل.

الثاني، هو التزييف والتخفي خلف البروباجندا والصراخ الإعلامي التي تستهدف تزييف الوعي، وتشكيل وعي يقوم على نشر الأكاذيب وطمس الحقائق وتشويه المعارضين وتسويق الخونة والفاسدين.
الثالث، الاغتيالات الجماعية لنشطاء وشبان، وهي عادة ما تحدث لأبرياء معتقلين أو مخطوفين قسريا في محاولة لرفع الروح المعنوية للجنود في سيناء أو لأنصار النظام، ويبقى الفاعلون الحقيقيون على الأرض يواصلون دك كمائن الجيش واصطياد عناصره.

ملاحظات مهمة
ورصدت الورقة في بيان اتحاد القبائل تأكيده "أنه يعمل في إطار من التنسيق مع المؤسسة العسكرية والأمنية".

وثانيا، أن بيان الاتحاد يأتي ضمن سلسلة بيانات نشرها الاتحاد خلال الأسابيع الماضية، وتضمنت الإعلان عن هجمات على مسلحي ولاية سيناء في وسط وشرق شمال سيناء.
ثالثا، بيانات اتحاد القبائل ، تأتي وسط غياب بيانات المتحدث العسكري للقوات المسلحة عن عمليات في سيناء، وهو المصدر الرسمي الوحيد بخصوص العمليات العسكرية في شمال سيناء، والتي نُشر آخرها قبل أربعة أشهر؛ في 12 أغسطس 2021م.
رابعا، اختفاء بيانات هجمات ولاية سيناء، التي كانت تُنشر بشكل مستمر على المنصات الإعلامية التابعة لتنظيم داعش، والتي كان يُعلن خلالها مسؤوليته عن قتل أفراد الجيش وتفجير الآليات العسكرية.
خامسا،  تنفيذ اتحاد القبائل هجمات ضد ولاية سيناء في وسط سيناء، تكشف أن خلايا المسلحين التي وصلت إلى هذه المناطق خلال سنة 2020م هي التي لا تزال تملك القدرة على شن هجمات ولو محدودة في ظل انعدام هجمات التنظيم في مناطق منشأه أقصى شرق شمال سيناء في الشيخ زويد ورفح، وسط استسلام مسلحيه للكمائن العسكرية بين الحين والآخر.
سادسا، دور اتحاد القبائل من خلال نموذج بيان الأحد 21 نوفمبر 2021م  في تطهير مناطقهم من عبوات وألغام العناصر الإرهابية التكفيرية بحسب نص البيان، تكرر عدة مرات حيث يتولى أفراد مدنيون من القبائل مسئولية الكشف عن العبوات الناسفة وتفكيكها معتبرة أنها مهمات دقيقة من الغريب أن يقوم بها مدنيون.

https://politicalstreet.org/4759/?fbclid=IwAR3H_z7mdxIsubv_Z4QC28lwPqg-fE6kyqLYIx64qg9GOBsIfcqctrhhH2s