اختُرق، مؤخرا، هاتف أحد أيمن نور رئيس حزب غد الثورة والمعارض البارز للانقلاب العسكري، بواسطة برنامجين منفصلين من برامج التجسس التي تديرها حكومة الانقلاب، وذلك حسب ما أورده مركز مراقبة الإنترنت، سيتيزن لاب خلال الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المجموعة قولها إن "برامج المراقبة المستخدمة ضد أيمن نور، كانت من صنع مجموعة "إن أس أو" الإسرائيلية، وشركة "سيتروكس" التي كانت في السابق غامضة ومقرها أوروبا".
واتهم حزب غد الثورة الذي يتزعمه نور، مصر ودولة عربية أخرى لم يكشف عن اسمها باختراق هاتفه، ولم يلقِ "سيتيزن لاب" اللوم على أي شخص في عملية التجسس، بل اكتفى بالقول إن "مصر كانت زبونا محتملا لشركة سيتروكس".
وحدد تقرير منفصل من قبل شركة Meta Platforms Inc مالكة شبكة فيس بوك، سيتروكس كبائع برامج تجسس.
ولم يتطرق تقرير فيسبوك إلى قضية نور، ولكنه أشار إلى أن سيتركس، شأنها شأن سيتيزن لاب، لديها عملاء مصريون، ولم ترد سلطات الانقلاب على الفور على طلب التعليق.
إساءة استعمال التكنولوجيا
وقال متحدث باسم المنظمة إن "نشر أدوات إلكترونية لمراقبة الناشطين والصحفيين، هو إساءة استخدام خطيرة للتكنولوجيا، وقد أظهرت الشركة في الماضي عدم التسامح مطلقا مع هذه الأنواع من سوء الاستخدام من خلال إنهاء العقود".
ولم تتم على الفور إعادة الرسائل التي تركت مع إيفو مالينوفسكي – الذي كان يعرف نفسه حتى وقت قريب على أنه الرئيس التنفيذي لشركة سيتروكس في لينكدن .
وصرح "نور" لوكالة رويترز قائلا: "كانت الصدمة أنه كان هناك برنامجان للتجسس، وليس برنامجا واحدا".
وقال "أعتقد أنه خلال 40 عاما من العمل السياسي والعام كعضو في البرلمان ومرشح رئاسي، كانت هناك مئات العلامات على نوع من المراقبة أو انتهاك الخصوصية، وللمرة الأولى لدي دليل".
وقال "سيتيروس لاب"، ومقره تورونتو، إن "شخصية مصرية ثانية تعرضت للقرصنة أيضا من قبل شركة "سيتروكس"، ولم يحدد هذا العدد إلا أنه "صحفي منفي يقدم برنامجا شعبيا وينتقد السيسي".
وتأتي تقارير "سيتيزن لاب" و"ميتا" في الوقت الذي تتخذ فيه شركات التكنولوجيا والمشرعون والمسؤولون الحكوميون في الولايات المتحدة موقفا أكثر تشددا من الشركات التي تستخدم برامجها لاختراق شخصيات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم.
وقال جون سكوت ريلتون الباحث بمجلة سيتيزن لاب، إن "المساومة التي قدمها هاتف نور عبر أداتين مختلفتين للقرصنة، قد أظهرتا أن مشكلة التجسس من قبل المرتزقة قد امتدت إلى ما هو أبعد من واجهة NSO".
وأضاف "هناك صناعة أوسع تستخدم لاختراق الأهداف نفسها بالضبط بنفس الطريقة".
دعوة لفرض عقوبات
ومن جانبها دعت مجموعة من المسؤولين الأمريكيين وزارة الخارجية الأمريكية والخزانة الأمريكية إلى معاقبة "مجموعة إن أس أو" على مساعدتها الحكومات الاستبدادية على ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقد استخدمت "بيجاسوس"، التي تنتجها "إن أس أو"، من قبل حكومات من بينها المغرب والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، للوصول بشكل غير قانوني إلى بيانات الهاتف الخاصة بالناشطين والصحفيين في جميع أنحاء العالم.
واستخدمت برمجيات بيجاسوس لاختراق هاتف رئيس مكتب ميدل إيست آي في تركيا، راجيب سويلو، وفقا لتحليل الطب الشرعي الذي أجرته منظمة العفو الدولية.
في يونيو، كشفت "القصص المحرمة"، وهي منظمة غير ربحية مقرها باريس وتعمل مع 16 منظمة إعلامية، أن أكثر من 50 ألف رقم هاتف اختاره عملاء حكوميون لاختراقها منذ عام 2016.
ومن بين الضحايا البارزين الآخرين للإخلال ببرمجيات بيجاسوس، الصحفي الراحل جمال خاشقجي، الذي قُتل داخل قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول في أكتوبر 2018 على أيدي مسؤولين سعوديين.
كما استهدف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بواسطة برنامج بيجاسوس، إلى جانب دبلوماسيين مصريين ومحرر صحيفة فاينانشيال تايمز رولا خلف، وفقا لتقارير مشروع بيجاسوس.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي ذكرت صحيفة بلومبيرج أن الشركة تدرس بيع الشركة بأكملها، أو إغلاق وحدة بيجاسوس التابعة لها، لأنها تخاطر بالتخلف عن سداد ديونها.
وفي نوفمبر، أقامت شركة آبل دعوى قضائية ضد مجموعة "إن أس أو"، وقالت إنها "انتهكت قوانين الولايات المتحدة باقتحام البرنامج المثبت على هواتف الأي فون".
https://www.reuters.com/world/africa/prominent-egyptian-opposition-activists-phone-hacked-watchdog-2021-12-16/