كانَ يدعو زوجته لتشاهد استعراضات اللعب بالحربة أي رقصة السّيف والتّرس فتضع خدّها على خدّه فلا ينصرفُ ويسأم حتّى تخبره زوجته أنّها اكتفت من المشاهدة.
يكونُ مع أصحابه في سفرٍ فيطلب منهم أن يسيروا أمامه ويتأخّر عنهم ليقول لزوجته: سابقيني؛ فيتسابقان بكلّ ألفة وحبّ فتسبقه، ويسابقها بعد مدّة فيسبقها ويقول لها وهما يضحكان وهو يبشّ لها: هذه بِتلك اي واحدة بواحدة
كان يجلس عند زوجته فأرسلت له زوجته الأخرى إناءً فيه طعام، فما كان منها إلّا أن كسرت الإناء؛ فما استشاط غضبًا ولا أقام الدّنيا ولم يقعدها بل قام بكلّ حبّ يجمع أشلاء الإناء وهو يقول بكل لطف وحبّ: غارت أمّكم غارت أمّكم.
هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع زوجته عائشة رضي الله عنها وهو النموذج الأعظم في الرّجولة والهيبة الذي نحتاج إلى استحضاره وتمثّله لمواجهة العقليّات الجاهليّة في مجتمعاتنا؛ فما ألطفك وما أجملك وما أعظمك يا سيّد الرّجال يا رسول الله.
