نشر موقع "المونيتور" تقريرا سلط خلاله الضوء على الخطوات التي اتخذها النظام الانقلابي في مصر بقيادة عبدالفتاح السيسي بهدف التقارب الاقتصادي في نظام السفاح بشار الأسد.
بحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" بدأت مصر والإمارات ودول عربية أخرى في اختبار إمكانيات التواصل مع سوريا، يبدو أن السفاح بشار الأسد، الذي كان ذات يوم منبذوا من جانب العواصم العربية، قد تحمل آثار الحرب الأهلية التي دامت أحد عشر عاما.
وتعتقد العديد من الدول العربية أنه يجب أن يكون هناك ثقل عربي موازن للنفوذ الإيراني في دمشق.
وقال التقرير إن "الولايات المتحدة تعارض أي مصالحة مع الحكومة السورية، لكن حكومة السيسي تسعى إلى الحصول على تصريح مناسب من إدارة بايدن، حتى تتمكن من تزويد لبنان المتعطش للطاقة بالغاز الطبيعي دون تعريض نفسها لعقوبات تستهدف الحكومة السورية والجهات المانحة لها، وفق ما قاله وزير البترول في حكومة الانقلاب طارق الملا في مقابلة مع "مونيتور" خلال زيارة قام بها إلى واشنطن الشهر الماضي.
وأضاف التقرير، أن القاهرة تقترب أيضا من سوريا من خلال النقابات العمالية، والواقع أن العديد من وفود اتحاد العمال السوري زارت مصر خلال الأشهر الماضية، وفي 24 ديسمبر، زار مصر وفد من اتحاد عمال الطباعة والثقافة والإعلام والتعليم السوري.
وقال مجدي البدوي، رئيس نقابات الصحافة والطباعة والإعلام والثقافة والآثار في مصر، في بيان صحفي في 24 ديسمبر إن "عمال مصر يدعمون العمال السوريين دعما كاملا في مواجهة التحديات والحصار الاقتصادي الجائر، والإرهاب والعدوان على الأراضي السورية، وما يترتب على جائحة فيروس كورونا".
وخلال زيارة قام بها وفد من اتحاد العمل السوري إلى القاهرة يوم 1 نوفمبر، قام وفد من عدد من النقابات السورية، أبرزها نقابة عمال الصناعات الغذائية والتنمية الزراعية والتبغ، وكذلك نقابة عمال الصناعات الغذائية السورية، بالتوقيع على بروتوكول تعاون مع الاتحاد العام المصري للصناعات الغذائية.
ونص البروتوكول على استمرار برنامج الزيارات المتبادلة والتنسيق والتعاون الاقتصادي المشترك، والتحضير لبرامج ودورات تدريبية مشتركة في محاولة لتبادل الخبرات بين العمال المصريين والسوريين.
في 11 نوفمبر، التقى وفد نقابي سوري برئاسة محمد غسان رسول، رئيس اتحاد عمال النقل في سوريا، خلال زيارته للقاهرة رئيس النقابة العامة المصرية للنقل البحري، حسام الدين مصطفى، الذي أكد أن "العلاقات مع النقابات العمالية في سوريا لم تكن ولن تتوقف في أي ظرف سياسي".
وقال "على مستوى الاتحاد، هناك تواصل مستمر، وتعاون مشترك وتبادل للخبرة بين الجانبين".
وفي التاسع من سبتمبر، وقّع اتحاد عمال المرافق في مصر بروتوكول تعاون مع الاتحاد العام السوري لنقابات العمال، ونصت الاتفاقية على التعاون والتنسيق في تنفيذ المشاريع الاقتصادية في عدة قطاعات مثل الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي والإسكان، بالإضافة إلى تكثيف الدورات التدريبية والتربوية للعاملين المصريين والسوريين.
وفي 18 ديسمبر، التقى هاني ضاحي، نقيب المهندسين المصريين ووفد من اتحاد المهندسين العرب بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، لمناقشة جوانب التعاون المشترك ومقترحات إعادة الإعمار المختلفة لسوريا، وفقا لبيان صادر عن نقابة المهندسين المصريين.
كما حرصت وفود نقابات العمال المصرية على زيارة دمشق، وكان رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال السورية، جمال القادري، قد التقى في دمشق في يوليو الماضي بوفد نقابات العمال المصرية الذي يضم نائب رئيس اتحاد نقابات العمال المصري، خالد الفقي.
وكان وفد عمالي مصري برئاسة رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، الجبالي المراغي، قد زار سوريا في يوليو والتقى نظيره السوري، جمال القادري.
وفي بيان صدر في شهر يونيو، قال مراغي "كانت سوريا تتبنى العمل المشترك للاتحاد العربي، كان العمال السوريون والمصريون يوحدون من خلال العمل، والأهداف نفسها والمشاريع الاقتصادية المشتركة".
وقد اتخذت القاهرة عدة خطوات لإعادة العلاقات مع سوريا على المستوى الدبلوماسي.
وكانت وزارة الخارجية في حكومة الانقلاب، قد أعلنت في 24 سبتمبر عن عقد اجتماع بين سامح شكري ونظيره السوري فيصل المقداد.
وفي تصريح متلفز يوم 2 أكتوبر، قال شكري إن "مصر تريد أن تكون نشطة في مساعدة سوريا على استعادة مكانتها في الأمن القومي العربي".
أما على الصعيد الأمني، فقد شارك مدير المخابرات العامة السورية حسام لوكا في منتدى المخابرات العربية الذي عُقد في القاهرة في 13 نوفمبر بمشاركة العديد من القيادات الاستخباراتية العربية وبحضور عبد الفتاح السيسي.
وفي 22 ديسمبر 2018، قام رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك بزيارة رسمية إلى القاهرة، حيث التقى باللواء خالد فوزي، نائب رئيس الأمن القومي المصري.
وقال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، في حديث لـ"مونيتور": "أعطت حكومة السيسي النقابات العمالية الضوء الأخضر للسعي إلى التقارب مع نظيراتها في سوريا".
وقال إن "التقارب والزيارات المتبادلة بين النقابات العمالية المصرية والسورية – وخاصة في المجالين التجاري والاقتصادي – تعكس شكلا من أشكال التقارب الاقتصادي بين البلدين".
وأضاف فهمي مصر تريد استعادة العلاقات الكاملة مع سوريا على المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية، هذا فضلا عن جهود الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة لعودة سوريا إلى الصف العربي، ولدعم سوريا اقتصاديا رغم معارضة بعض الدول لها ومنها السعودية وقطر.
وكان المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، قد قال في بيان له في سبتمبر الماضي إن "بلاده تطالب سوريا بإنهاء سيطرة الأطراف الأجنبية على الأراضي السورية، إذا ما رغبت دمشق في العودة إلى الصف العربي واستعادة مكانتها مع الجامعة العربية".
وردا على ذلك، قال نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري في ديسمبر إن "المملكة العربية السعودية لا تزال تتبع أجندة غير عربية ،لأن السياسة السعودية لا تزال تعتمد على أجندات خارجية".
وأشار فهمي إلى أن "التعاون بين مصر وسوريا لتسليم الغاز الطبيعي إلى لبنان بموافقة الولايات المتحدة وإعفاء مصر من العقوبات الأمريكية وقانون قيصر يمكن أن يسهل استئناف العلاقات الاقتصادية والتجارية الرسمية بين الحكومتين المصرية والسورية".
وكانت الرئاسة اللبنانية قد أعلنت في 19 أغسطس أن الولايات المتحدة، قد أبلغت الرئيس اللبناني ميشيل عون عن وضع خطة تشمل الأردن وسوريا ومصر لمساعدة بلاده في مواجهة أزمة الوقود المشلولة.
https://www.al-monitor.com/originals/2022/01/egypt-tests-economic-outreach-syria-through-labor-unions